logo
العالم العربي

خبراء: سجال ماكرون ونتنياهو يعكس "أزمة تقاطع" السياسة مع التاريخ

خبراء: سجال ماكرون ونتنياهو يعكس "أزمة تقاطع" السياسة مع التاريخ
ماكرون ونتنياهو في لقاء سابقالمصدر: رويترز
18 أكتوبر 2024، 6:03 ص

تشهد العلاقات الفرنسية الإسرائيلية تحولًا ملحوظًا يغلفه التوتر، إثر سجال كلامي واتهامات متبادلة، شهدها العالم خلال الأيام الماضية، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

ورأى محللون سياسيون فرنسيون، في حديثهم لـ "إرم نيوز"، أن "التصعيد القائم بين الجانبين، يعكس اختلافات جوهرية في النهج بين باريس وتل أبيب".

وفي الوقت الذي تسعى فيه فرنسا إلى تعزيز دورها كقوة مستقلة في الشرق الأوسط، بعيدًا عن التأثيرات والضغوط الأمريكية، تحاول إسرائيل الحفاظ على مكانتها الإستراتيجية بين القوى الغربية.

وأسهمت سلسلة من الخلافات السياسية والدبلوماسية، في تصعيد هذا التوتر، وتمثلت إحدى أبرز محطات الخلاف في قرار فرنسا منع إسرائيل من المشاركة في معرض عسكري كبير.

وأثار القرار الفرنسي استياء بالغاً من جانب الحكومة الإسرائيلية، التي ردت بتذكير باريس بماضيها في الحرب العالمية الثانية، خاصةً دورها في "المحرقة".

أخبار ذات علاقة

غالانت يرفع حدة التوتر: "عار" على فرنسا أن تمنع شركاتنا من المشاركة بمعارضها

توترات عسكرية وسياسية

ورأى المحلل السياسي الفرنسي باسكال بونيفاس، في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هذا التطور يعكس الفجوة المتزايدة بين البلدين، حيث يبدو أن الخلافات حول قضايا إقليمية ودولية قد تعمقت".

وأشار بونيفاس، إلى أن "قرار فرنسا بمنع إسرائيل من المشاركة في المعرض العسكري يعدّ رسالة واضحة تعبّر عن استياء باريس من السياسات الإسرائيلية الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي". 

وأضاف: "فرنسا ليست مثل الولايات المتحدة في علاقتها مع إسرائيل"، موضحًا أن "باريس تضع حقوق الإنسان ودورها التاريخي في الشرق الأوسط على رأس أولوياتها، وهذا القرار يعكس رغبتها في توجيه رسالة انتقاد واضحة لتل أبيب".

رد وتذكير

من جانبه، قال خبير في العلاقات الدولية فرانسوا غوتييه، إن "التوتر المتصاعد يعكس أيضًا خلافات أعمق حول القضايا الإقليمية".

وأضاف: "فرنسا تختلف في نهجها تجاه الملف الإيراني، وكذلك في موقفها من التطورات في قطاع غزة والضفة الغربية، وما يحدث الآن هو ترجمة لهذه الخلافات على الساحة الدولية"، لترد تل أبيب بتذكير باريس بدورها في "المحرقة".

ووفقًا لغوتييه، فإن "هذا الرد يحمل دلالات تاريخية معقدة، حيث تعلم إسرائيل أن أي إشارة إلى المحرقة تحمل وزنًا كبيرًا في فرنسا، حيث لا تزال هذه الفترة تشكل جزءًا حساسًا من الذاكرة الوطنية الفرنسية".

وأكمل قائلاً: "لكن استخدام هذا السلاح التاريخي في النزاع الحالي قد يأتي بنتائج عكسية؛ فرنسا الحالية، رغم ماضيها، لن تقبل بأن يتم إلقاء اللوم على حكوماتها الحالية بسبب أحداث تاريخية مضى عليها عقود".

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. نفوذ تحت الاختبار في لبنان وسط توتر العلاقات مع إسرائيل

أوروبا ليست أمريكا

وفي تعليقه حول اختلاف المواقف الأوروبية والأمريكية تجاه إسرائيل، يرى أستاذ العلوم السياسية ميشيل بوييه أن "أوروبا تتبنى نهجًا أكثر استقلالية فيما يتعلق بسياساتها الخارجية مقارنة بالولايات المتحدة". 

وقال بوييه: "أوروبا ليست أمريكا، وهذا واضح في تعاملها مع إسرائيل؛ فبينما تواصل واشنطن دعمها الثابت لإسرائيل بغض النظر عن التطورات، فإن فرنسا وباقي الدول الأوروبية تحاول الحفاظ على توازن دبلوماسي يتضمن النقد عند اللزوم، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الحقوقية".

تداعيات التصعيد 

من جهتها، قالت خبيرة في الشؤون الدبلوماسية كلوديا لامور، إن "هذا التصعيد قد يؤثر بشكل ملموس على العلاقات الثنائية بين فرنسا وإسرائيل في المستقبل القريب". 

وأضافت أنه "إذا استمرت هذه السياسات التصعيدية، فقد نشهد تراجعًا في التعاون العسكري والدبلوماسي بين البلدين، وهذا يمكن أن يؤثر على مصالحهما المشتركة في مجالات متعددة".

وترى لامور أن "هذا الخلاف قد يدفع الطرفين إلى طاولة الحوار من جديد، العلاقات الفرنسية الإسرائيلية مرت بتوترات مشابهة في الماضي، لكنها عادة ما تعود إلى طبيعتها بفضل المصالح الإستراتيجية المشتركة، خاصة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا".

وأضافت أنه "مع استمرار التصعيد بين باريس وتل أبيب، يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة الطرفين على تجاوز خلافاتهما والتوصل إلى حلول دبلوماسية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC