logo
العالم العربي

أخطرها الحرب الشاملة.. سيناريوهات محتملة لما بعد اغتيال شكر وهنية

أخطرها الحرب الشاملة.. سيناريوهات محتملة لما بعد اغتيال شكر وهنية
فرق إطفاء وحشد من المواطنين يتجمعون في الضاحية الجنوبية ب...المصدر: رويترز
31 يوليو 2024، 1:40 م

قال محللون سياسيون وعسكريون إن ما شهدته الأيام الأخيرة من تصعيد ميداني خطير بين إسرائيل من جهة، وإيران ووكلائها في المنطقة، لا سيما ميليشيا حزب الله، من جهة أخرى، يفتح الباب أمام سيناريوهات عديدة أخطرها الدخول في حرب شاملة.

وكانت إسرائيل قد استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية ردًا على قصف مجدل شمس، ما أسفر عن اغتيال رئيس دائرة العمليات في ميليشيا حزب الله، فؤاد شكر، فيما آثرت الصمت إزاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في إيران.

وجاءت هذه العمليات عقب اختتام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ما يثير التساؤل حول ما إذا كان قد حصل على ضوء أمريكي أخضر لتصعيد المواجهة في المنطقة. 

 

adf4ea72-46ca-45c5-ab55-e7cee3dcf653

لا قرار بتوسيع الحرب 

وقال وزير الداخلية اللبناني الأسبق، العميد المتقاعد مروان شربل، إن الوضع بات مفتوحًا على كل الاحتمالات، وأصبحنا في مرحلة لا يمكن معرفة تطورات الساعات المقبلة.

وأضاف شربل، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أنه "حسب ما هو معلن وغير معلن من آراء، فإنه لا قرار بتوسيع الحرب، بل هناك فعل وردة فعل"، متسائلًا عن حجم ردة الفعل، وهل ستكون أقوى أم أقل من الفعل ذاته؟

ورجح أن يلتزم الجميع بقرار عدم توسعة الحرب، الذي يعني خروج الأمور عن نطاقها الحالي بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، وبالتالي الذهاب إلى حرب إقليمية ربما تتدخل فيه جهات دولية، مشيرًا إلى الخلاف الروسي – الأمريكي بسبب الحرب في أوكرانيا، ومن هنا فإن الحرب الموسعة في المنطقة مستبعدة، وفق شربل.

وحول احتمال الرد الواسع من قبل دول محور المقاومة، أوضح شربل أن "الأمر مرتبط بحزب الله، الذي يملك القرار بحجم وكيفية الرد الذي سيكون بمستوى الاستهداف، خصوصًا أن الشخصية المستهدفة مطلوبة أمريكيًا، وهناك مكافأة مالية كبرى من قبل الولايات المتحدة لمن يقدم لها معلومات عنه".

ورغم جمود المفاوضات حاليًا، بسبب التطورات الأمنية في لبنان وطهران، قال شربل إنها ستعود بزخم أكبر في المرحلة المقبلة.

وأشار إلى نجاح نتنياهو في تحسين وضعه، "خصوصًا أنه اخترع حادثة مجدل شمس تمهيدًا لتنفيذ العدوان على الضاحية الجنوبية، بعد أن فشل في تحقيق أهدافه المعلنة في القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى".

وختم شربل بالقول "علينا انتظار ردة فعل حزب الله وإيران بعد استهداف الضاحية وطهران"، مشيرًا إلى أن اغتيال المسؤول العسكري في ميليشيا حزب الله، ومن ثم اغتيال المسؤول السياسي رقم واحد في حركة حماس، مرتبط بالمفاوضات المقبلة.

وبين أن نتنياهو كان يعتبر نفسه خاسرًا، لذلك لم يتم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أما اليوم، فقد بات يشعر أنه أصبح رابحًا، ووضعه أفضل في المفاوضات المقبلة.

تصعيد كبير 

من جهته، أشار المحلل والكاتب السياسي، جوني منيّر، إلى أننا "ذاهبون نحو تصعيد كبير، ورد قوي من حزب الله، على الغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، وذلك تحت سقف الحرب الشاملة".

وحول معادلة أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بأن استهداف الضاحية يقابله استهداف تل أبيب، رجح منيّر أن يكون الرد "على أعلى المستويات، ولا ندري إن كان سيطال تل أبيب".

وتابع "عادة، يلتزم نصر الله بكلامه، لكن تحديد حجم الرد يحتاج إلى دراسة، لكن المؤكد أن ذلك سيكون تحت سقف الحرب الشاملة"، مشيرًا إلى الرد الإيراني على استهداف قنصلية طهران في سوريا، الذي أطلقت فيه الصواريخ والمسيرات بشكل كبير صوب إسرائيل، تحت سقف الحرب الشاملة.

ولفت منيّر إلى أن "الجانب الأمريكي يتحدث عن الحل الدبلوماسي في المنطقة، كما أن الجانب الإيراني يتحدث عن عدم الرغبة في زيادة التوترات بالمنطقة، لكن حزب الله مجبر على الرد على غارة الضاحية الجنوبية".

وقال إن "اغتيال هنية تم بعمل أمني، وعليه سيكون الرد بعمل أمني أيضًا"، لافتًا إلى اختلاف عملية اغتيال هنية عن استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا، إذ كان قرار القنصلية إسرائيليًا معلنًا، بينما يخيم الصمت الإسرائيلي على اغتيال هنية، مثلما لم تعلن إيران عن تفاصيل العملية، وما إذا تمت بصاروخ أو مسيرة من الداخل.

وحول احتمالات الرد على الاستهدافات الإسرائيلية عبر جبهات دول محور المقاومة، توقع منيّر أن يأتي الرد عبر ميليشيا الحوثي في اليمن، لأن الساحة مريحة أكثر للرد من هناك، ومن ثم عبر باقي الجبهات، خصوصًا جبهة الجنوب اللبناني.

وقال "رد حزب الله أمر حتمي، كما لا بد أن نتوقف عند الغارة التي استهدفت بابل في شمال العراق".

أخبار ذات علاقة

نتنياهو يشكر بايدن على دعمه إسرائيل على مدى نصف قرن

 الضوء الأخضر الأمريكي

من جهته يرى القائد السابق لفوج المغاوير في الجيش اللبناني، العميد الركن المتقاعد شامل روكز، أن "الخيارات العسكرية في المنطقة باتت مطروحة بشكل أكبر، بعد اغتيال إسماعيل هنية في إيران، فهذا حدث كبير جدًا، ولم يعد الأمر مقتصرًا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، كما لم يعد الأمر محصورًا بالرد من الجانب اللبناني، في ظل التزام إيران بالرد على اغتيال هنية الذي تم على أراضيها".

وأشار روكز إلى أن "التفاهم على الرد وحجمه يتم بين حزب الله وإيران ومحور المقاومة بشكل عام"، متسائلًا ما إذا كانت إسرائيل قد قررت الذهاب نحو الحرب الشاملة، خصوصًا أن تنسيق عملية استهداف الضاحية الجنوبية تم خلال زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وتساءل عما إذا كان نتنياهو قد حصل على الضوء الأخضر الأمريكي للذهاب نحو الحرب الشاملة، التي ستغير الموازين على مستوى الإقليم والعالم، وفق تعبيره.

 وقال إن الدخول في هذه الحرب يعتمد على حجم الردود التي ستحصل على الاستهدافات الأخيرة، لندخل بعدها مرحلة انتظار الرد الإسرائيلي المتوقع على الرد المنتظر، وهل سيكون الاتجاه نحو التصعيد والحرب الشاملة، خصوصًا أن الجانب الأمريكي بدأ يتحرك باتجاه شواطئ البحر المتوسط، ما يعزز الميول نحو توسيع قواعد الاشتباك.

ولفت روكز إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن "احتمالات التصعيد في المنطقة".

وتابع "لا شيء يردع نتنياهو وحليفه الأمريكي عن مشروع التصعيد، ما يعني توسيع  المواجهة في المساحة والسلاح".

وأكد روكز أن "لا خيار أمام نصر الله سوى الرد على هجوم الضاحية الجنوبية، فقد التزم بذلك"، مرجحًا أن يستهدف الرد مدينة إسرائيلية كبيرة، سواء في حيفا أم تل أبيب، وفي مكان حساس، لكنه لن يستهدف كريات شمونة أو المطلة.

وأوضح أن "الرد سيكون نوعيًا من خلال نوع السلاح المستخدم والمدى المستهدف، وكذلك طبيعة الأهداف، سواء أكانت عسكرية أم على مستوى القيادات".

ولم يستبعد روكز أن "تنزلق الأمور نحو الحرب الواسعة، في ظل الاصطفاف الحاصل على مستوى المحاور في المنطقة"، مشيرًا إلى أن الوصول إلى الحرب الواسعة يعتمد على حجم الرد على الاستهدافات  التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال هنية في طهران، ما سيجعل الأسابيع المقبلة صعبة للغاية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC