غارة إسرائيلية على مدينة بعلبك بالبقاع شرقي لبنان

logo
العالم العربي

آلاف اللبنانيين ينزحون والحكومة تفتح المدارس لإيوائهم

آلاف اللبنانيين ينزحون والحكومة تفتح المدارس لإيوائهم
نازحون لبنانيونالمصدر: الإعلام اللبناني
23 سبتمبر 2024، 3:09 م

في ظل التصعيد الذي تشهده الجبهة الشمالية بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، نزح آلاف اللبنانيين بسبب الحرب في الجنوب، ما دفع الحكومة لإيوائهم بالمدارس.

ولم يعد الجنوب اللبناني جبهة إسناد لقطاع غزة، وفق ما أعلنه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، فقد حوّل الجيش الإسرائيلي ثقله العسكري باتجاه الشمال، بهدف إعادة سكان المستوطنات الإسرائيلية إلى منازلهم.

ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قررت ميليشيا حزب الله إسناد حركة حماس في حربها ضد الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، وذلك من خلال حرب مضبوطة بقواعد اشتباك بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن تفجير أجهزة البيجر بعناصر "حزب الله" في السابع عشر من سبتمبر/أيلول الجاري، خرجت الأمور عن السيطرة.

واستفاق اللبنانيون، اليوم الإثنين، على هجمات واسعة من إسرائيل أعادت إلى أذهانهم مشاهد حرب تموز عام 2006، التي بدأت بعد أسر "حزب الله" جنديين من الجيش الإسرائيلي.

وطالت الغارات الإسرائيلية كافة المناطق الجنوبية، وصولًا إلى صيدا، بوابة الجنوب، مخلفة مئات القتلى والجرحى ونزوح آلاف الجنوبيين، الذين حملوا معهم ما تيسر من أغراضهم وثيابهم، وغادروا القرى الجنوبية إلى جهة مجهولة بحثًا عن مأوى وملجأ من الحرب.

حركة النزوح التي قدرت بالآلاف، شملت أيضًا الضاحية الجنوبية، المعقل الأساسي لحزب الله في بيروت، إذ يخشى الأهالي استهدافها من قبل إسرائيل.

وقبل يومين، أغارت طائرات إسرائيلية على أحد المباني في منطقة الجاموس، مستهدفة اجتماعًا لقوة الرضوان في "حزب الله"، ما خلف عشرات القتلى والجرحى وانهيار مبان.

وهذا الاستهداف للضاحية الجنوبية ليس الأول، إذ سبق للجيش الإسرائيلي أن اغتال فيها كل من القيادي في حركة حماس صالح العاروري، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر. 

وسارع أبناء الضاحية إلى إحضار أبنائهم من المدارس، وحمل أمتعتهم والخروج من المكان، صوب قريبٍ يقيم خارج المنطقة، أو إلى المدارس التي تحولت لمراكز إيواء بقرار من الحكومة اللبنانية.

وشهدت الطرق والأوتسترادات من الجنوب باتجاه بيروت زحمة سير خانقة، في سباق مع الغارات الإسرائيلية التي لم تستثن تقريبًا أي قرية جنوبية، كما أن الطرقات المؤدية إلى المناطق الجبلية، شهدت زحمة لافتة، حيث قصد أهل الجنوب والضاحية هذه المناطق الآمنة.

 وكانت حركة النزوح من القرى الجنوبية ومن الضاحية قد بدأت منذ بداية الحرب، خشية تمددها، إلا أنها اقتصرت على القرى الحدودية، ولجأ معظمهم إلى مناطق جنوبية ظنوا أنها ستكون بمنأى عن القصف الإسرائيلي.

أخبار ذات علاقة

غوتيريش: هجوم "البيجر" ينذر بعملية كبرى ولبنان قد يتحول إلى "غزة أخرى"

 أما اليوم، فلم تعد أي قرية جنوبية بمنأى عن القصف، مما دفع السكان إلى إخلاء منازلهم، والخروج من الجنوب باتجاه المناطق اللبنانية، ومراكز الإيواء التي استحدثتها الحكومة اللبنانية في المدارس الرسمية بجميع المحافظات، وصولًا إلى أقصى الشمال. 

ووجه وزير الداخلية والبلديات اللبناني، بسام مولوي، المحافظين للتعاون بشكل كبير مع عملية النزوح الكثيفة من المناطق الجنوبية، وعقد لهذه الغاية اجتماعًا مع خلية الأزمة في الوزارة، حيث تقرر فتح المدارس والمعاهد الرسمية في المناطق الآمنة لاستقبال النازحين.

بدوره، قرر وزير التربية إغلاق المدارس الرسمية والخاصة في كل المناطق اللبنانية، وتجهيزها لاستقبال النازحين.

كما عقدت "لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية" اجتماعًا طارئًا برئاسة رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، وقررت إجراء إحصاء ومسح عبر غرف ولجان الطوارئ وإدارة الكوارث والأزمات في المناطق بالتعاون مع المحافظين والقائم مقام والبلديات لحصر أعداد النازحين، وتوزيعهم. 

ورغم تجهيز الحكومة اللبنانية للمدارس كمراكز إيواء، وإعلانها سابقًا عن خطة طوارئ للاستجابة للأزمة، إلا أنها لم تكن تتوقع هذا العدد من النازحين.

 وأثارت استعدادات الحكومة علامات استفهام عن مدى قدرتها على الاستجابة للمساعدة، وتأمين المستلزمات الأساسية لمراكز لإيواء من فرش وبطانيات، إضافة إلى الأدوية والماء والكهرباء، في ظل ما يعانيه لبنان من أزمة اقتصادية، فضلًا عن انكفاء المنظمات الإنسانية الدولية عن المساعدة، على غرار ما حصل سابقًا بعد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب عام 2020.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC