زيلينسكي: أوكرانيا لن تعترف بالمساعدات العسكرية الأمريكية باعتبارها قروضا
تمثل خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه رسالة للجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، وتحديدًا في ولاية ميشيغان، تعهدًا خطيًا بوقف الحرب وعدم العودة إليها كل بضع سنوات.
وكشفت مصادر من داخل الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة لموقع "إرم نيوز" عن تفاصيل الخطاب وقصته الحقيقية، كما تحدثت عن آرائها حول إمكانية تنفيذ هذه الوعود وسر اهتمام ترامب الكبير بالجالية اللبنانية ولبنان.
وقال رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن إن البيان أو الورقة الصادرة عن ترامب لا تعد تعهدًا رسميًا، بل هو بيان أو خطاب موجه للجالية العربية، وتحديدًا اللبنانية، وهي فعلاً سابقة تاريخية، أشار فيها إلى أنه سيسعى لوقف الحرب، لكنه لم يتطرق إلى مسألة وقف إطلاق النار، وتحدث عن ثلاث نقاط، من ضمنها تشديده على السلام مع الجيران.
وأشار الحاج حسن في تصريحه لـ"إرم نيوز" إلى أن من غير الواضح لماذا تم تحوير الموضوع بهذه الطريقة، حتى وصل الأمر إلى أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اعتبره حدثًا انتخابيًا ليقول "إن ترامب تعهد بوقف إطلاق النار".
وأضاف الحاج حسن أن ما قصده ترامب بالسلام مع الجيران يشير إلى إسرائيل، وأن آلية تنفيذ وقف الحرب تتطلب أمورًا عدة وشروطًا، وهي أمور تحتاج إلى وقت طويل لإتمامها. لذا يجب التنبه إلى أن الخطاب الانتخابي الذي يتضمن وعودًا وأمنيات لا يُعد خطابًا تنفيذيًا.
وأوضح الحاج حسن أن ترامب لم يتسلم السلطة بعد، ولا يزال الوقت مبكرًا حتى منتصف الشهر الأول من السنة المقبلة تقريبًا، وحتى بعدها فإنه سيحتاج إلى وقت لاستحضار الملفات ومناقشة كيفية تحريكها وحلها.
وأشار إلى أن الرئيس ترامب معروف بأنه شخص لا يحب الحرب ولا يدعمها، لكن الحرب اليوم ليست مجرد صراع بين طرفين، بل هي مرتبطة بظروف إقليمية وبإيران، بالإضافة إلى ارتباطها بالجوار العربي وبأمن العديد من الدول. لذا، فهي ليست حربًا عادية.
وأكد الحاج حسن أن إدارة ترامب قد لا تشجع الحرب كما شجعتها إدارة الرئيس بايدن، ولذلك فإن وقف الحرب يتطلب تطبيق القرارات الدولية والالتزام بالسلام، وفي حال لم يلتزم الطرف اللبناني، والمقصود به هنا حزب الله وليس الحكومة اللبنانية، بالقرارات الدولية والتوجه نحو السلام مع إسرائيل، فقد تبقى الأوضاع على حالها.
وأوضح الحاج حسن أن الوقت لا يزال مبكرًا لتحقيق هذا الأمر، فإسرائيل ليست لديها هذه الرغبة حاليًا، كما أن ظروف حزب الله لا تسمح له بذلك، لذا لابد من وجود رادع للطرفين، وهو القرارات الدولية.
من جانبه، قال حسن العبدالله، وهو تاجر لبناني أمريكي، إن الانتخابات الأمريكية الحالية حظيت باهتمام كبير من الجاليات العربية بسبب الحرب الدائرة في غزة ولبنان.
ونظرًا للانقسام بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تم الاتفاق على توجيه مطالب محددة للمرشحين الرئيسيين كامالا هاريس ودونالد ترامب.
وأضاف العبدالله لـ"إرم نيوز" أن فريق هاريس الانتخابي تواصل أولاً مع أبناء الجالية وتم نقل مطالب الجالية العربية ككل، لكن الرد كان مخيبًا للآمال خاصة فيما يتعلق بوقف الحرب؛ ما دفع البعض للتوجه إلى الجانب الجمهوري، فتم التواصل مع الدكتور مسعد بولس الذي نقل الرسالة والمطالب إلى ترامب، ولم يوافق ترامب فقط على هذه المطالب، بل أصدر أيضًا رسالة خطية موقعة باسمه، وهو ما يعد خطوة غير مسبوقة في السياسة الأمريكية.
وأشار إلى أن زيارة ترامب إلى مدينة ديربورن جاءت بعد أسبوع من إرساله الرسالة، حيث اجتمع في مطعم "غريت كومونر" المملوك لعائلة عباس، رعاة هذا التعهد، وكان اللقاء دافئًا وظهر ترامب مبتسمًا، ولم تُرفع أي أعلام أو شعارات استفزازية، بل رفعت أعلام لبنان وفلسطين وشعارات تدعو إلى السلام.
واستمع ترامب إلى الحضور، الذين تحدث معظمهم عن فقدان أقارب وأصدقاء في لبنان وغزة، وأكد مجددًا على ما جاء في رسالته من إصراره على وقف الحرب.
وختم العبدالله بالقول إنه كان يتمنى أن يحظى اللبنانيون بمنافسة ديمقراطية كالتي حصل عليها اللبنانيون في أمريكا، مع حرية القرار في التصويت بناءً على وعود انتخابية صادقة وجادة، وليس وفقًا للتبعية الطائفية والمذهبية كما هو الحال في لبنان.
