ترامب: الولايات المتحدة تحتاج إلى غرينلاند من أجل "السلام العالمي"
ذهب خبراء فرنسيون، إلى أن باريس تستعد لاستعادة نفوذها في سوريا وسط التحولات الإقليمية للحد من الدور التركي، بعد سنوات من تراجع دورها في الملف السوري.
ويفتح سقوط نظام بشار الأسد وتقدم "هيئة تحرير الشام" كلاعب رئيس في الشمال السوري، المجال أمام باريس لمحاولة استعادة نفوذها في المنطقة، لا سيما في ظل صعود دور تركيا الذي أثار قلق القوى الأوروبية.
تصاعد التوترات بين فرنسا وتركيا
وتعتزم باريس عقد مؤتمر دولي حول سوريا الشهر المقبل، يجمع أطرافًا دولية وإقليمية، في محاولة لتشكيل رؤية موحدة حول مستقبل البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
ويأتي هذا المؤتمر بعد تصاعد التوترات بين فرنسا وتركيا على خلفية السياسات التركية في سوريا، خاصة دعم أنقرة لفصائل المعارضة المسلحة، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام"، التي أصبحت تسيطر فعليًّا على أجزاء واسعة من الشمال السوري.
وتشير مصادر دبلوماسية فرنسية إلى أن المؤتمر يسعى لوضع خريطة طريق جديدة تشمل إعادة بناء المؤسسات السورية، ومواجهة التحديات الأمنية، وتعزيز الاستقرار.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك الفرنسي يعكس رغبة باريس في تعزيز دورها كقوة فاعلة في المنطقة، خاصة بعد أن تراجعت في السنوات الأخيرة لصالح الولايات المتحدة وروسيا وتركيا.
إعادة تموضع
بدوره، قال جان-مارك رينود، محلل سياسي في مركز الدراسات الدولية في باريس لـ"إرم نيوز" إن “فرنسا تحاول سد الفجوة التي تركتها في الملف السوري بعد أن فشلت في تقديم إستراتيجية واضحة خلال العقد الماضي.
واعتبر أن سقوط نظام الأسد وتغيّر المشهد السياسي يقدمان لباريس فرصة نادرة لإعادة تموضعها. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في قدرتها على موازنة العلاقة مع القوى الإقليمية، مثل: تركيا، وإيران، التي تمتلك نفوذًا واسعًا في سوريا".
تحالفات جديدة
من جانبها، قالت كلير دوبون، خبيرة شؤون الشرق الأوسط في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية لـ"إرم نيوز" إن “الصعود التركي في سوريا يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الفرنسية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والسيطرة على تدفقات اللاجئين.
وأضافت أن تنظيم مؤتمر دولي يعكس محاولة فرنسية لبناء تحالفات جديدة وإعادة توزيع الأدوار، لكنه يتطلب دعمًا أوروبيًّا ودوليًّا قويًّا لضمان نجاحه".
وأشارت دوبون إلى أنه بينما تسعى فرنسا لإعادة بناء حضورها في سوريا، فإن السؤال الأهم: هل ستتمكن باريس من تجاوز التعقيدات الإقليمية والدولية؟ أو ستظل محاولاتها محكومة بمحدودية تأثيرها في مواجهة القوى الكبرى الأخرى؟ لافتة إلى أن الأشهر المقبلة قد تحمل إجابات حاسمة.
ملء الفراغ السياسي
وقال جان كلود جيرار أستاذ العلاقات الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس، لـ"إرم نيوز"، إن فرنسا تسعى إلى ملء الفراغ السياسي في سوريا بعد التغيرات الأخيرة في القيادة.
وأوضح أن "استعادة النفوذ الفرنسي في سوريا ليس هدفًا قصير المدى، بل جزء من رؤية إستراتيجية طويلة الأمد لإعادة بناء التوازن في منطقة الشرق الأوسط".
وأردف، أنه "من خلال دعوة "هيئة تحرير الشام" إلى الحوار، تسعى فرنسا إلى إضعاف النفوذ التركي في الشمال السوري، وتقديم نموذج أكثر استقرارًا للعلاقات الدولية، خاصة مع تزايد المخاوف من إعادة تصدير الإرهاب إلى أوروبا".
وخلص جيرار إلى أن مؤتمر الشهر المقبل قد يشكل فرصة حقيقية لفرنسا لتقديم نفسها كوسيط دولي فعال، بشرط أن تتمكن من حشد الدعم الأوروبي والدولي لضمان نجاح مبادراتها الدبلوماسية في المنطقة.