ترامب لـ"إن بي سي نيوز": العالم كان "ينهب" الولايات المتحدة منذ أكثر من 40 سنة
لم يستبعد خبراء وقوف أجهزة إسرائيلية وراء انفجارات حافلات تل أبيب، وافتعال أزمة الجثة المجهولة التي جاءت ضمن عملية تبادل الأسرى مؤخرا مع حركة حماس، رغم أن تل أبيب استلمت الجثة أمس ولكن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشار إلى أن الكشف عن هويتها بيد الطب الشرعي.
وذكر الخبراء أن هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدم الدفع بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والعمل على العودة إلى الحرب مجددا.
وقال الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إنه في إطار ممارسة الضغوط المتبادلة بين نتنياهو وترامب حول الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، فإن الرئيس الأمريكي يتمسك باستكمال مراحل الاتفاق، لضمان استمرارية خروج الأسرى الإسرائيليين، الذي يعتبر أحد أسس وعوده الانتخابية.
وفي هذا الصدد، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن هناك رغبة من إسرائيل بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار وتمديد المرحلة الأولى الحالية في إطار البحث عن أي فرصة لعدم الالتزام بالاتفاق.
وأوضح الرقب في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو يسعى بالطرق كافة إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق والعمل على كيفية الحصول على الأسرى في مرحلة واحدة حتى يعود إلى الحرب وعدم الالتزام ببقية الخطوط العريضة التي تذهب بنهاية هذه الحرب نهائيا.
ولفت الرقب إلى أن تل أبيب تدخل في الوقت الحالي مع واشنطن في مرحلة ممارسة ضغوط متبادلة في ظل عمل الولايات المتحدة على الانتقال إلى المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار، وهو ما يرفضه نتنياهو الذي يلقي بالحجج والذرائع هنا وهناك ويحاول افتعالها أيضا لعدم الذهاب إلى هذه المرحلة والاستمرار في تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق دون الانتقال للمراحل التالية التي تقطع الطريق على تمسكه بالعودة للحرب.
وتابع الرقب أن الموقف الأمريكي في الرغبة بالانتقال للمرحلة الثانية يتعلق بتمسك ترامب بتنفيذ وعوده والتزاماته المتعلقة بخروج الأسرى الإسرائيليين، معربا عن اعتقاده أن واشنطن ستظل تمارس ضغوطها على نتنياهو للدخول إلى المرحلة الثانية.
فيما يرى المحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم رشدي، أن إسرائيل توظف أكثر من حدث أمام ترامب الذي يضغط على نتنياهو للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وأشار إلى شبهات حول الجثة المجهولة وانفجارات تل أبيب ووقوف أجهزة إسرائيلية وراءها لإلقائها في ملعب حماس، مرجحا وجود أحداث أخرى منتظرة على شاكلة ذلك، جميعها تخرج بوساطة نتنياهو لرفضه الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف رشدي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مثل هذه الأحداث يستخدمها نتنياهو للضغط على ترامب لعدم الانتقال للمرحلة الثانية بعد تعثر محاولات تمديد المرحلة الأولى التي يرغب نتنياهو في استمرارها للحصول على كافة الأسرى الإسرائيليين ومن ثم العودة إلى الحرب على القطاع، في حين أن ترامب يرغب في السير ببقية المراحل لخروج كافة الأسرى الإسرائيليين.
واستكمل رشدي بأنه مع هذه الحوادث التي يحوم حولها شبهات أنها مفتعلة من أجهزة نتنياهو، سيكون هناك تعامل أمريكي من خلال التنديد وإعلان المساندة وحتى الدعم فيما يتعلق بالعمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ولكن لن يكون هناك قبول من ترامب لعرقلة السير في تجهيزات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار.
وأردف رشدي أن نتنياهو حاول إقناع الأمريكيين بما يريده باستخدام الجثة المجهولة وحوادث الانفجارات بتقديم صورة أن كل ذلك هو تكرار لأحداث 7 أكتوبر جديدة، ولكن من الواضح أن إدارة ترامب تفهم مساعي نتنياهو في عدم الذهاب إلى المرحلة الثانية، لأنه يرفضها منذ التجهيز للمرحلة الأولى من الاتفاق.