هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين: نحن مصدومون لأن الحكومة اختارت التخلي عن المخطوفين
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بتوجيه ضربات حاسمة وقوية لجماعة الحوثيين في اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، في إشارة تحذيرية لطهران لإنهاء دعمها للجماعة المسلحة أو مواجهة العواقب.
وبحسب الصحيفة، صرّح مسؤول دفاعي، طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع، بأن سفنا حربية وطائرات نفاثة أمريكية شنت هجمات في أنحاء اليمن، مستهدفةً رادارات ومواقع دفاع جوي ونقاط إطلاق طائرات مسيّرة.
وأضاف المسؤول أن هذه العملية، التي أسفرت عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 101 آخرين، وفقًا لوكالة "رويترز،" تمثل بداية حملة متجددة لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.
بدوره، كتب الرئيس ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "لن يتم التسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية، وستستخدم الولايات المتحدة القوة المميتة الساحقة حتى تحقق أهدافها".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن العملية كانت "رسالة قوية وواضحة" للحوثيين، مؤكدا أن الهجمات على السفن الأمريكية والشحن العالمي يجب أن تتوقف.
وأوضحت الصحيفة أن ضربات اليمن تأتي في إطار استراتيجية ثنائية المسار ينتهجها الرئيس ترامب تجاه إيران، تجمع بين زيادة الضغط الاقتصادي لعزل طهران، وتقديم مبادرات جديدة لمفاوضات محتملة بشأن برنامجها النووي.
وبينما أعلن الرئيس الأمريكي هذا الشهر أنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، محذرا من أن العمل العسكري سيليها إذا رفضت إيران الدخول في محادثات نووية، وقد رفضت طهران علنا التفاوض مع ترامب، الذي انسحب خلال ولايته السابقة من الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس باراك أوباما مع إيران عام 2015.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين تصرّ طهران على أن أنشطتها النووية سلمية، حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن البلاد وسّعت إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب؛ ما يجعلها أقرب إلى امتلاك قنبلة نووية.
وتعهدت إسرائيل، أقرب حليف إقليمي للولايات المتحدة، بأنها لن تسمح بحدوث ذلك، فيما ألمحت الاستخبارات الأمريكية إلى أن إسرائيل تنوي شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة، وتسعى للحصول على دعم واشنطن في حال حدوث ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين أوقفوا إلى حد كبير هجماتهم على السفن التجارية والبحرية عقب وقف إطلاق النار الهش الذي توصلت إليه إسرائيل مع حماس في غزة، لكن قادة الجماعة اليمنية حذّروا من أنهم سيستأنفون هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ في حال انهيار الاتفاق.
وقال مسؤول حوثي إن الضربات الأمريكية جاءت كردٍّ على هذا الإعلان، وفقًا لتقارير من اليمن.
واختتمت الصحيفة بالإشارة، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، إلى أنه رغم الدعم العسكري والمالي الكبير الذي تقدمه إيران للحوثيين، فإن الجماعة تُعد جهةً مستقلةً قد لا تستجيب بالضرورة لتعليمات طهران بوقف هجماتها البحرية، خاصة وأن الحوثيين طوروا قدراتهم المستقلة على إنتاج الأسلحة.
كما أضافت أن ضربات الحوثيين تقدم دليلا إضافيا على نهج ترامب، الذي سعى سابقا إلى تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الخارج، لكنه في الوقت ذاته أذن بإجراءات تصعيدية، مثل مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني عام 2020، في إطار استخدام القوة خلال ولايته الثانية.