استبعد خبراء في العلاقات الدولية، بتصريحات لـ"إرم نيوز"، إمكانية رد إيران على الهجوم الإسرائيلي الأخير، موضحين أن "الردود المتبادلة" قد تؤجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأكد الخبراء أنه في حال قيام إيران برد (وهذا مستبعد)، فلن يكون ردًّا حقيقيًّا، بل سيكون موجهاً فقط لأغراض دعائية وإعلامية في إطار دوائر المرتبطين بها. ويُنظر إلى هذا الرد كنوع من الهجمة "الشكلية" السريعة التي لا تعكس الواقع.
في هذا السياق، خرجت أنباء تفيد بأن طهران أبلغت وسطاء دوليين بأنها لن ترد على الضربة الإسرائيلية التي وقعت فجر السبت الماضي.
مسرحية "الرد والرد المماثل"
وسخر الخبراء من حالة "الرد والرد المماثل" بين إسرائيل وإيران، حيث اعتبرت تلك التصريحات بمثابة "مسرحية" أو "مسلسل" له سيناريو مُعد مسبقًا ومتفق عليه، كما حدث في مرات سابقة.
ويتوقع أستاذ العلاقات الدولية في برلين، د. عبد المسيح الشامي، أن تنتهي هذه المرحلة، على الأقل مبدئيًا، بما سماه "مسرحية الرد والرد المقابل"؛ موضحاً أن هذا "العرض المسرحي" قد انتهى، لكن قد يكون هناك فصول وسيناريوهات أخرى في المستقبل، تتضمن تفاوضًا وتواصلًا مسبقًا.
وأشار الشامي إلى أن التنسيق يبدو أنه أصبح مباشرًا بين طهران وتل أبيب، حيث تساءل: "هل يتفق الطرفان على كيفية الرد ليكون الأمر في النهاية عبارة عن ألعاب نارية؟".
وأكد أن الصدامات والمواجهات المسلحة، حتى لو كانت منسقة، لا تحدث بهذا الشكل، مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك فعلاً عداء بين طهران وتل أبيب كما يتم تقديمه، وسعي لانتصار طرف على آخر، ستكون المعادلة مختلفة تمامًا.
دعاية وإعلام
من جهته، يرى الباحث في العلاقات الدولية، هاشم سليمان، أنه إذا ردت إيران (وهذا مستبعد) فلن يكون ردًّا حقيقيًّا، بل سيُستغل لأغراض دعائية وإعلامية.
ويعتقد سليمان، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن ما يُعرف بـ"المسلسل" قد ينتهي في الوقت الحالي، مع إمكانية استئنافه بعد الانتخابات الأمريكية، بحسب شكل الإدارة الجديدة.
وذكر سليمان أن ما يحدث يثير السخرية، خاصة في ظل تقارير تفيد بأن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران قبل الضربة، محذرة إياها من الرد على الرد، وأن تل أبيب هددت بشن هجوم آخر أكثر قوة إذا ارتقى رد إيران إلى مستوى الهجمة.
وتابع سليمان أن هناك تسريبات أقرب إلى أنباء تشير إلى تنسيق مباشر بين طهران وتل أبيب حول الرد الإسرائيلي، بعد أن كانت "مظلة" التنسيق قائمة عبر واشنطن ووسطاء آخرين.
