"نيويورك تايمز": هيغسيث شارك معلومات أمنية حول اليمن مع زوجته ومحاميه عبر "سيغنال"
ما بين الحرب الروسية الأوكرانية، والأحداث المفاجئة في سوريا، تحوم التساؤلات حول سبب تأخر الرد الروسي في الشمال السوري، وعدم ممارسة موسكو أي ضغوط على أنقرة لوقف تقدم الفصائل المسلحة السورية.
وفي ظل هذه التساؤلات التي أثيرت خلال الساعات الماضية، ربط المراقبون للأحداث في الشرق الأوسط والقارة الأوروبية تأخير الرد الروسي بانشغالها بالحرب مع الغرب في أوكرانيا أو لتحجيم الوجود الإيراني في المنطقة العربية.
وفي أول تدخل رسمي من الكرملين، ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره التركي والإيراني مستجدات الصراع في سوريا، وأكد لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضرورة تنسيق العمل المشترك لضمان استقرار الوضع.
ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظيره الروسي، التحركات الأخيرة للفصائل المسلحة في سوريا، بأنها جزء من مخطط "إسرائيلي - أميركي" يهدف لزعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا، وأكد الحزم الإيراني والروسي في دعم السيادة الوطنية، ووحدة الأراضي السورية إزاء تهديدات الجماعات الإرهابية.
وسيطرت "هيئة تحرير الشام" وفصائل حليفة لها على غالبية مدينتي حلب وإدلب في شمال سوريا، بعد انسحاب القوات الحكومية منها، وفقًا لما نشرته وسائل إعلام مقربة من المجموعات المسلحة.
أسباب تأخر الرد
وقال الخبير العسكري، رئيس قسم الإستراتيجيات في مركز الدراسات الأنثروبولوجية، العميد نضال زهوي، إن "الدول الأوروبية تُحضّر نفسها للتسويات بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، وأن ما يحدث في سوريا من تطورات وهجوم الفصائل الآن هو جزء من التسويات المرتقبة مع قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب".
وأكد زهوي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "التحالف الروسي الإيراني هو تحالف قوي في مناطق العالم كافة، ولكن منذ بداية وجودهما في الأراضي السورية هناك مشكلة واختلافات في التكتيك وكذلك في المصالح، فما تريده إيران في سوريا يختلف عما تريده روسيا".
وأضاف أن "هدف التواجد الإيراني في سوريا هو تحقيق التماس في الشمال السوري ليكون قادرًا على مواجهة إسرائيل في معركة قادمة ستكون قريبة، أما بالنسبة لروسيا فهي تريد استثمار الغرب السوري بالنسبة للنفط، خاصة الغاز، وذلك بالشراكة مع تركيا".
وأوضح المحلل العسكري أن "روسيا لن تتدخل في الصراع، خاصة مع إسرائيل، فهي ترغب في عودة مليوني يهودي من أصول روسية إلى موسكو؛ لأنهم ليس لديهم ولاء كامل لروسيا".
وبيّن زهوي أن "روسيا تتعاون مع النظام السوري ومن المتوقع تكثيف الهجمات المشتركة بين موسكو وجيش سوريا على مواقع الفصائل المسلحة، نظرًا لأن روسيا وإيران يريدان الحفاظ على النظام السوري".
أحداث متشابهه
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار قناة، إن "الأحداث التي تجري في سوريا مرتبطة بالوضع الدولي، خاصة فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، أما فيما يتعلق بالكرملين، فلن نتوقع رد فعل سريع؛ وذلك لأن المسألة مرتبطة بالمسار الإعلامي والسياسي أكثر من العسكري".
وأكد قناة في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "ما يحدث في حلب وإدلب يمكن تشبيهه بما يحدث في كورسك الروسية من توغل القوات الأوكرانية بها والسيطرة عليها، والهدف من تلك العملية قد يكون إشغال روسيا عن الوضع في أوكرانيا والتحرك نحو الشرق الأوسط".
وأشار إلى أنه "لا يوجد أفق إستراتيجي لهذه التحركات من جانب الفصائل المسلحة السورية، ولا يمكن تبرئة الطرف التركي مما يحدث في سوريا، خاصة أن هذه المنطقة تعدُّ منطقة خفض تصعيد والدول الصامتة هي روسيا وتركيا وإيران".
وختم قائلًا: "لذلك هناك تريث من الدول الثلاث فيما يجري، وقد تكون التحركات مرتبطة بأطراف أخرى، والهدف منها زعزعة منطقة الشرق الأوسط وتوسيع رقعة الصراع على غرار غزة ولبنان وأخيرًا سوريا".