معركة "النائب" تحتدم.. والز "الليبرالي" في مواجهة فانس "اليميني"

رغم المواجهة الساخنة بين مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، فإن ذلك لم يشتت النظر عن معركة أخرى تؤكد أهمية منصب نائب الرئيس.

واختارت هاريس، المحارب القديم والمعلم السابق، حاكم مينيسوتا تيم والز، نائبًا لها، في حين اختار المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أشد منتقديه سابقًا، جي. دي. فانس للمنصب.

ولا يتفق المرشحان في أي ملف، ولكنهما يتشابهان بالحضور القوي في وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة لمهارتهما في الهجوم على الخصوم.

يمثل فانس جيلًا أصغر من الجمهوريين، إذ لا يتجاوز عمره 39 عامًا، بينما يبلغ والز من العمر 60 عامًا.

 
نشأتهما وتعليمهما

يمتلك تيم والز سيرة مهنية غريبة من العمل بالزراعة والصناعة والجيش والتعليم، مرورًا بعضوية الكونغرس، قبل أن يصبح حاكمًا لولاية مينيسوتا.

وبعد أن أنهى تعليمه التحق بالحرس الوطني، ثم تعلم الدراسات الاجتماعية في الجامعة، وعمل مدرسًا في الولايات المتحدة والصين، ثم درب فريق كرة قدم محلي، قبل أن يصل إلى الكونغرس، ويصبح حاكمًا لولايته لاحقًا.

في مقابل ذلك، يأتي فانس الكاتب والعسكري السابق، من عائلة متواضعة في منطقة حزام الصدأ، وكان عسكريًّا سابقًا، قبل أن يدرس المحاماة، ويعمل في سيليكون فالي.

 

واشتهر فانس بعد نشر كتابه "هيلبيلي إيليجي" الذي صدر العام 2016، وهي رواية حزينة دخلت تصنيف أفضل المبيعات، وحولت إلى فيلم سينمائي، يروي فيها نائب ترامب طفولته الصعبة في أوساط تنهشها البطالة والإدمان.

انتقادات سابقة

وسبق أن تعرض نائب هاريس لانتقادات بعد توجيه اتهامات جنائية فيدرالية لعشرات الأشخاص المتهمين باستغلال برنامج تغذية الأطفال الممول فيدراليًّا في أثناء إجراءات مواجهة كورونا.

وحمّل الجمهوريون والز، الذي كان حاكمًا لولاية مينيسوتا المسؤولية، ولكن إدارة المسؤول الديمقراطي، قالت إنها لم تتمكن من التصرف؛ بسبب أمر قضائي صدر عام 2021، إضافة لاتهامات أخرى بالتساهل مع الاضطرابات التي نتجت عن مقتل الرجل الأسود جورج فلويد على يد ضابط أبيض سابق.

على الجهة المقابلة، تعرض فانس لانتقادات بعد حديثه عن "الزيجات العنيفة" في 2021.

وواجه فانس ردود فعل غاضبة بعد صدور التقرير، ولكنه قال سابقًا إن تعليقاته قد فُسِّرت تفسيرًا خاطئًا.

ولم تقف الحال هنا، إذ أثار مجددًا غضب عدد كبير من النساء بعد أن قال إن البلاد تديرها "سيدات قطط بلا أطفال"، وتحول إلى مهاجمة الديمقراطيين بعَدِّهم "معادين للأسرة".
الإجهاض

ويتفق فانس مع ترامب في معارضة الإجهاض، ودعم سياسات من شأنها زيادة معدلات المواليد في الولايات المتحدة، مثل جعل الولادة مجانية وتحفيز الأزواج ماليًّا.

على الرغم من أن فانس ترشح لمجلس الشيوخ ببرنامج مناهض للإجهاض، فإنه اتبع نهجًا أقل حدة في وقت لاحق.

على النقيض من ذلك، وقع والز أمرًا يحمي السيدات اللاتي يرغبن في الإجهاض من مواجهة العواقب القانونية في ولايات أخرى، وتعهد برفض طلبات تسليم أي شخص متهم بارتكاب أفعال تتعلق بالرعاية الإنجابية التي لا تشكل جرائم جنائية في ولاية مينيسوتا.

الحدود والهجرة

في رسالة عام 2021، طلب والز من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر "إعطاء الأولوية لمنح الجنسية للعاملين الأساسيين، وحاملي الوضع المحمي المؤقت وعائلاتهم".

 

وقال والز: "لقد أسهم حاملو برنامج الحماية المؤقتة في إثراء مدن ومدارس وشركات وجماعات وأسر ولاية مينيسوتا وتعزيزها، ونحن نعتقد أنه من الضروري أخلاقيًّا أن يعمل الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس معًا لسن تشريعات لحماية دائمة لهؤلاء الأفراد".

ويرفض مرشح ترامب آراء والز، وقال إنه يعارض "كل محاولة لمنح العفو" للمهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة وصلًا غير قانوني.

خلال حملته الانتخابية لمجلس الشيوخ عام 2022، نشر فانس بيانًا يقول فيه: "الحدود المفتوحة لجو بايدن تقتل سكان أوهايو".

الجريمة

في عام 2023، وقع والز على قانون ينص على تمويل النائب العام لتعيين ما يصل إلى سبعة مدعين عامين جنائيين إضافيين.

وأكد أن القانون من شأنه أن يضاعف ثلاث مرات قدرة مكتب النائب العام في ولاية مينيسوتا على "ملاحقة الجرائم العنيفة وتحقيق العدالة لضحايا الجريمة".

وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع والز على مشروع قانون لتقنين استخدام الماريغوانا الترفيهية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 21 عامًا.

أما فانس يتشابك سجله في مجال العدالة الجنائية مع نقاط نقاش الحزب الجمهوري، بما في ذلك الجريمة والإجهاض والهجرة.

 في عام 2023، قدم فانس قانون حماية براءة الأطفال بوصفه مشروع قانون مصاحب لإجراء تقدمت به النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين.

وانتقدت منظمة "غلاد" غير الربحية المناصرة للمثليين مشروع القانون، قائلة إنه يحتوي على "مجموعة من العبارات الطنانة اليمينية المتطرفة المعادية للمتحولين جنسيًّا".

وشارك فانس في رعاية قانون يدعم تنفيذ الإعدام أو السجن مدى الحياة، للأشخاص المدانين بقتل أو الاعتداء على ضباط الشرطة.