"سي إن إن": المقترح الأمريكي بشأن المعادن لا يتضمن أي بنود عن ضمانات أمنية لأوكرانيا
ألقى رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، أمس الثلاثاء، خطابًا حول السياسة العامة أمام الجمعية الوطنية.
وسعى بايرو بهذا الخطاب لاستعادة الاستقرار السياسي في البلاد، وسط أزمة مشتعلة منذ حل الجمعية وسقوط حكومة ميشيل بارنييه.
ووفقا لتقرير صحيفة" لوموند" الفرنسية، فإنه على الرغم من الآمال الكبيرة المعقودة على هذا الخطاب، فقد أثار إحباط اليسار وشكوك حلفائه.
وأوضح تقرير الصحيفة أنه "في ظل الأزمة السياسية والاجتماعية الراهنة، كان يجب على بايرو أن يبني جسورًا بين الأغلبية واليسار لتفادي الاعتماد على التجمع الوطني".
وأشار إلى أن رفضه تعليق إصلاح نظام التقاعد أثار استياء الاشتراكيين والخضر والشيوعيين، الذين انضموا إلى اقتراح سحب الثقة الذي تقدم به حزب "فرنسا الأبية".
من جانبه، قال بوريس فالو، رئيس الكتلة الاشتراكية في الجمعية الوطنية: "أين التزاماتكم؟"، منتقدًا غياب التنازلات.
بدورها، وصفت سيريل شاتيلان، رئيسة النواب عن حزب " الخضر" ، غياب تعليق الإصلاح بـ"الإخفاق"، في حين اعتبر النائب الشيوعي ستيفان بو أن الخطاب كان "جافًا ومملًا".
وذكرت الصحيفة أن قضية إصلاح نظام التقاعد احتلت محور الخطاب، فقد اقترح بايرو "إعادة فتح النقاش" بشأن الإصلاح مع الشركاء الاجتماعيين، متعهدًا بمناقشة مفتوحة، لكنه رفض الإضرار بالتوازن المالي للنظام.
وأوضحت أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق، سيستمر تطبيق الإصلاح الحالي، وهو ما اعتُبر بمثابة منح حق الفيتو لرجال الأعمال.
وبالنسبة لأوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، فإن هذا الموقف يمثل تراجعًا في المفاوضات.
كما عبّر نواب اشتراكيون عن إحباطهم داخل الجمعية الوطنية، واصفين الخطاب بأنه "إخفاق استراتيجي" يُضعف العلاقات بين اليسار والحكومة.
وسط ضغوط من اليسار واليمين، حاول بايرو السير على خيط رفيع، إذ قدم تنازلات للاشتراكيين، مثل زيادة مخصصات الإنفاق على التأمين الصحي وفرض ضريبة على الثروات الكبيرة، بينما حاول في الوقت نفسه تهدئة اليمين، خصوصًا بشأن إصلاح التقاعد.
مع ذلك، قوبلت محاولاته بانتقادات حادة؛ فقد رفض جيرار لارشيه ولوران فوكييه، شخصيتان بارزتان في اليمين، أي تغيير في الإصلاحات.
وفي الوقت ذاته، وصف جيروم جيدج من الحزب الاشتراكي ما حدث بأنه "فشل منهجي"، منتقدًا الفجوة بين المناقشات خلف الكواليس والعرض العام.
وشدد تقرير الصحيفة الفرنسية على أنه مع اقتراب التصويت على اقتراح سحب الثقة يوم الخميس، يبدو مستقبل الحكومة على المحك.
وبيّن أن "بايرو يعتمد على خوف الاشتراكيين من إسقاط حكومة أخرى، وهي مناورة يراها البعض محفوفة بالمخاطر".
كما عبر رئيس الوزراء عن طموحه بإعادة العمل بنظام التمثيل النسبي في الانتخابات التشريعية، وتعزيز العلاقة بين المنتخبين المحليين والوطنيين.
واختتم بايرو خطابه بنبرة تجمع بين السخرية والتعب، قائلاً: "84% من الفرنسيين يعتقدون أن الحكومة لن تصمد خلال العام، متسائلا من أين يجد الـ16% المتبقون مصدر تفاؤلهم؟".
وخلص التقرير إلى القول إن التصويت على الثقة يوم الخميس سيحسم ما إذا كان هذا التفاؤل في محله أم لا.