حزب الله يعلن أنه استهدف بالمسيرات قاعدة عسكرية إسرائيلية في حيفا الجمعة

logo
العالم

لماذا أثار فوز اليسار المتطرف "هلع" يهود فرنسا؟

لماذا أثار فوز اليسار المتطرف "هلع" يهود فرنسا؟
زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلينشونالمصدر: AFP
09 يوليو 2024، 12:20 م

شكل انقلاب الموازين في الساحة السياسية في فرنسا قلقًا وبعثر الأوراق، فبعد أن حزم عرب ومهاجرون حقائبهم خوفًا من صعود اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الفرنسية، يزعم يهود فرنسا أنهم يعيشون في خطر محدق إثر الصعود المفاجئ لليسار الذي لم يكن في الحسبان. 

ودعا زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل إثر نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي تصدر فيها تحالف اليسار.

وقال ليبرمان: "في ضوء انتصار اليسار الراديكالي في فرنسا، أدعو جميع اليهود الفرنسيين إلى الهجرة إلى دولة إسرائيل، لا يوجد وقت".

وصرح أكثر من حاخام أن الوقت ربما حان ليغادر اليهود فرنسا، لأن مستقبلهم فيها لم يعد مضمونًا، وأسف اليهودي المعروف برنارد هنري ليفي لأن اليسار "اختطفه ميلينشون"، فيما اعتبر الصحفي الفرنسي اليهودي يوهان طايب أن فوز ميلينشون يصب بمصلحة كارهي اليهود "الاسلامو-فاشيين"، على حد تعبيره.

وسيفرح كثيرون لأن اتئلاف اليسار فرنسا، ومن اليسار المتطرف بزعامة جان لوك ميلينشون حقق نتائج جيدة في الانتخابات النيابية الأخيرة، بينما حل اليمين الشعبوي ثالثًا بعدد المقاعد التي حصدها، بعد اليساريين ووسطي ماكرون.

أخبار ذات علاقة

بين الارتياح والغموض.. ما تداعيات صعود اليسار الفرنسي على أوروبا؟

 

دق ناقوس الخطر

الباحث بمركز الحبتور للأبحاث في القاهرة، مصطفى أحمد يشير إلى أن نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية انتهت بتقدم كبير لتحالف اليسار وهو ما دفع بعض الشخصيات الفرنسية المعروفة إلى دق ناقوس خطر هذا التطور على اليهود الفرنسيين.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز": "يشعر اليهود الفرنسيون بالقلق من مكاسب اليسار المتطرف في الانتخابات وسط تصاعد معاداة السامية، وتعهدات الاشتراكي جان لوك ميلينشون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث وجه زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، دعواته إلى يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل".

وأشار الخبير والباحث المصري إلى أن حزب (فرنسا الأبية) بقيادة جان لوك ميلينشون يتصدر قائمة الأحزاب التي وُجهت إليها اتهامات بمعاداة السامية؛ بسبب مواقف بعض أعضائه وتصريحاتهم المثيرة للجدل حول إسرائيل والقضية الفلسطينية.

وأردف أحمد: "في حين يبرر الحزب مواقفه بأنه يعارض الصهيونية وليس السامية، لكن الحد الرقيق بين الاثنين يظل محور جدل في النقاشات السياسية".

ولفت إلى أن من أسباب بغض يهود فرنسا لليسار المتطرف، ما شرع به حزب "فرنسا الأبية" في مواقفه التي قاد على إثرها التظاهرات المؤيدة لفلسطين في البلاد منذ 7 أكتوبر 2023، وأدرج القضية الفلسطينية في الحملة الانتخابية في الانتخابات العامة المبكرة، وكذلك في انتخابات البرلمان الأوروبي، ورشح الحزب ريما حسن وهي من أصول فلسطينية لانتخابات البرلمان الأوروبي، وانتخبت لتكون أول عضو فلسطيني في البرلمان الأوروبي.

مفارقات

بدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة "كلاريمونت" بالولايات المتحدة الأمريكية هشام بوناصيف: "كان لافتًا قبل أسابيع أن يشيد سيرج كلارسفيلد بمارين لوبان، نافيًا عنها تهمة معاداة السامية، مؤكدًا أنه سيصوت لحزبها إن كان الخيار بينه وبين اليسار المتطرف بالدورة الثانية من الانتخابات التشريعية".

وسيرج كلارسفيلد مؤرخ يهودي فرنسي متخصص بدراسة وتوثيق المحرقة اليهودية، حقق شهرة كناشط اهتم لعقود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بملاحقة النازيين الذين فروا من وجه العدالة.

رفع تهمة معاداة السامية

وتفسيرًا لحديث كلارسفيلد يشرح بو ناصيف الأمر ليقول: "السبب في حديثه مزدوج، من جهة بذلت لوبان، في السنوات الأخيرة، جهدًا حثيثًا لرفع تهمة معاداة السامية عن حزبها بإطار محاولتها أخذه من هوامش السياسة الفرنسية إلى متنها".

مردفًا: "بذلك فصلت والدها جان ماري لوبان، مؤسس حزبها، من الحزب، لأنه أصر على تصريحاته الصادمة المعادية لليهود، بما في ذلك اعتبار المحرقة اليهودية (تفصيلاً تاريخيًا)، ثم أن لوبان التي غيرت اسم حزبها من (الجبهة الوطنية) إلى (التجمع الوطني) انحازت علنًا لإسرائيل بمواجهة الفلسطينيين، خاصة في الأشهر الأخيرة منذ بدأت أحداث غزة".

وأشار إلى أن لوبان قدّمت نفسها -مرارًا- كأفضل خط دفاع يملكه اليهود الفرنسيون بوجه الأصولية الإسلامية في فرنسا، موضحًا: "مع تصريح كلارسفيلد أنه يحترم حزب (التجمع الوطني) بزعامة لوبان كقوة جمهورية غير معادية لليهود، بدا أن جهود لوبان أعطت ثمارها".

استقطاب مجتمعي

في سياق هذا المشهد، كان جان لوك ميلينشون زعيم اليساريين المتطرفين يأخذ حزبه بالاتجاه المعاكس تمامًا، ومنذ سنوات عمل على زيادة حدة الاستقطاب المجتمعي في فرنسا، بين الفرنسيين المسلمين من خلفيات مهاجرة، من جهة، والآخرين.

وبحسب الخبير السياسي بوناصيف، استفاد ميلينشون بهذا من تاريخ قديم لليسار الفرنسي بتفسير مسألة الهوية اعتباطيًا، ومن نتاج أكاديمي، قد يكون أوليفييه روا أبرز وجهه، مضيفًا: "قدّم مسلمو فرنسا بصفتهم ضحية دائمة للنظام الرأسمالي وللعنصرية المفترضة بالمجتمع الفرنسي، التي حالت دون اندماج المهاجرين المسلمين فيه بشكل طبيعي"، على حد قوله.

وزاد: "منذ أن بدأت أحداث الـ7 من أكتوبر، انحاز ميلينشون بشكل عنيف للفلسطينيين، ضد إسرائيل، بما في ذلك رفضه وصم حماس بالإرهاب، ومع أن ما اقترفته الحركة لا يحتاج لكثير من التوصيف".

حول ذلك يقول يوناثان عريفي، رئيس تجمع المؤسسات اليهودية الفرنسية: "عندما يخفف حزب من هول جريمة ارتكبتها حركة معادية للسامية، فيعني ذلك أن هذا الحزب هو نفسه يعادي السامية".

والواقع أن حزب ميلينشون امتنع عن المشاركة في تظاهرة شعبية في باريس ضد معاداة السامية في نوفمبر الماضي، ثم أن مواقف حزب ميلنشون ضد إسرائيل "الكولونيالية" بدت وكأنها تعارض حكومة بنيامين نتنياهو.

أخبار ذات علاقة

من اليمين المتطرف إلى أقصى اليسار.. كيف تغيرت صورة فرنسا خلال شهر؟

 

تكتيك ميلينشون

وقد زاد الطين بلة زعم ميلنشون أن معاداة السامية في فرنسا: "بقايا قوة انتهت"، أي أنه اعتبر أن معاداة السامية اختفت أو تكاد في فرنسا، مع أن الاعتداءات المعادية للسامية تزايدت 4 مرات منذ أحداث الـ7 من أكتوبر، بحسب أرقام وزارة الداخلية الفرنسية.

وتفسيرًا لذلك، يؤكد الخبير السياسي بوناصيف أن تكتيك ميلينشون تجاه الفرنسيين المسلمين ناجح بدوره، كما تكتيك لوبان تجاه الفرنسيين اليهود، بمعنى أن غالبية من المسلمين في فرنسا تصوّت لصالح اليسار المتطرف، والحال أيضا أن ردَّ الفعل اليهودي الفرنسي على نتائج الانتخابات لم يتأخر.

وقال: "أسف الفيلسوف الفرنسي اليهودي المعروف برنارد هنري ليفي لأن اليسار (اختطفه ميلينشون)، فيما اعتبر الصحفي الفرنسي اليهودي يوهان طايب أن فوز ميلنشون يصب بمصلحة كارهي اليهود (الإسلامو – فاشيين)"، وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC