إسرائيل: استهدفنا عنصرا من "حزب الله" كان يساعد حماس في تنفيذ هجوم ضد الإسرائيليين
لم يكن فوز اليسار هو "المفاجأة" الوحيدة في الانتخابات الفرنسية، إذ أتت النتائج بمفاجأة أخرى، فهي لم تسفر فقط عن تراجع اليمين المتطرف، على عكس جميع التوقعات، بل أتت بنقيضه: أقصى اليسار.
فما الذي جرى لتظهر فرنسا وكأنها تنتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، خلال أقل من شهر؟
سؤال قد تكون الإجابة عنه في التطور اللافت الآخر، وهو نسبة المشاركة الكثيفة في التصويت التي تجاوزت 61%، وكانت الأعلى في البلاد منذ 1981، حسبما أشارت وسائل إعلام فرنسية.
وهو مؤشر يعني أن ما شهدته فرنسا، يشبه "الصحوة"، أكثر مما هو تبدل في مواقف أو أمزجة الناخبين، وذلك بعد نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي التي أظهرت تقدمًا لليمين المتطرف في فرنسا وعدد من بلدان أوروبا، وهو ما شكل صدمة في عدد من دول أوروبا، كما أثار مخاوف كثيرة.
تقدم اليمين عززته نتائج انتخابات الجولة الأولى، إذ إن اليمين المتطرف بقيادة حزب التجمع الوطني، حاز النسبة الأعلى في تلك الجولة، رغم أن تقدمه لم يكن بفوارق كبيرة (نحو 33%)، بينما جاء اليسار (الجبهة الشعبية الجديدة) ثانيًا، بنسبة 28%، بينما حاز تحالف "معا" الوسطي بقيادة حزب الرئيس إيمانويل ماكرون على نحو 20%.
الأرقام التي أظهرتها الانتخابات تشير إلى أن ما جرى كان نوعًا من الاستنفار في مواجهة اليمين، وهكذا كان عدد الفرنسيين الذين توجهوا للإدلاء بأصواتهم، يتجاوز عدد الذين صوتوا في الانتخابات السابقة عام 2022، بأكثر من النصف، كما شهدت الجولة الثانية أعلى نسبة مشاركة في البلاد منذ أكثر من 40 عامًا.
كانت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي التي فاز فيها اليمين المتطرف، بمنزلة الإنذار على تحول كبير في أوروبا، و"زلزال سياسي" سيغير وجه البلاد، كذلك كانت مؤشرًا على أن الرغبة في التغيير قد تتجه إلى أي "بديل متماسك"، وهو ما التقطته أحزاب اليسار في فرنسا، لتعلن تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة، وهو تحالف لا يزيد عمره عن شهر من الزمن، إذ تشكل بعد إعلان ماكرون حل الجمعية الوطنية، والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
وكان لافتًا أن أكثر أحزاب الجبهة "تطرفًا" باتجاه اليسار هو الذي حاز النسبة الأعلى من الأصوات، (حزب فرنسا الأبية).
خلال الشهر الماضي الذي عاش فيه اليمين المتطرف "ربيعًا انتخابيًّا"، كانت القوى الأخرى، والناخبون الذين لم يسبق لهم أن شاركوا في التصويت، يعيشون نوعًا من الاستنفار لوقف ذلك المد اليميني، خاصة أن نتائج انتخابات البرلمان الأوربي لن تؤثر في حياة الفرنسيين بشكل مباشر، عكس الانتخابات التشريعية التي ستفرز أحزابًا تضع سياسات تمس حياة الناس بشكل مباشر.
أمام السياسات "المتطرفة" لليمين الفرنسي، بخصوص الهجرة، وقوانين التقاعد، والضرائب، والأسعار، أطلقت الجبهة الشعبية الجديدة وعودًا انتخابية تمثلت في رفع الحد الأدنى للأجور، ووضع حد أقصى للأسعار، وسياسات إصلاحية بشأن الهجرة تشمل تسهيل الحصول على التأشيرات، ومراجعة قوانين اللجوء بما يضمن تحقيق "استقبال كريم" للمهاجرين.
أسوأ الحلول
الاستنفار اليساري لمنع المد اليميني أثمر نتائج شكلت مفاجأة في فرنسا والعالم، خاصة أن اليمين المتطرف بدا وكأنه "البديل الوحيد" لماكرون وحزبه، حسب الوصف الذي سبق أن استخدمه رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا.
وكان أول تعليق لبارديلا بعد نتائج الجولة الثانية، هو ذلك الوصف الذي أطلقه على تحالف اليسار، إذ وصفه بأنه: "تحالف العار".
بينما وصف زعيم حزب فرنسا الأبية، جان لوك ميلنشون، تلك النتائج بالقول: "شعبنا أطاح بأسوأ الحلول".