هيئة البريد في هونغ كونغ تعلّق خدمة إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة
كشف تقرير نشره مركز "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي عن أن تعيينات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشؤون الآسيوية خلال ولايته الثانية تُظهر تركيزًا متزايدًا على مواجهة النفوذ الصيني في المنطقة، وذلك على الرغم من التناقضات الظاهرة في سياساته تجاه آسيا.
ووفقًا لتقرير صادر عن المركز، أظهرت التعيينات اهتمامًا خاصًا بالقضايا الأمنية، مع تقليل التركيز على الملفات الاقتصادية التي أثارت جدلًا في ولايته الأولى.
وتركز معظم التعيينات على مكافحة النفوذ الصيني المتصاعد، مما يعكس تغيرًا ملحوظًا في أولويات الإدارة الأمريكية.
وتسبب ترامب في إرباك حلفاء الولايات المتحدة الآسيويين، خاصة الدول التي تمتلك فائضًا تجاريًا كبيرًا مع واشنطن، مثل: فيتنام، كوريا الجنوبية، واليابان، ففيتنام، صاحبة ثالث أكبر فائض تجاري مع الولايات المتحدة، تخشى فرض رسوم جمركية جديدة، كما أبدت كوريا الجنوبية واليابان مخاوف مشابهة، حيث بدأتا العمل على خطط لشراء المزيد من السلع الأمريكية لتفادي التصعيد.
ورغم قدرة قادة تلك الدول، مثل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، على التعامل مع ترامب في الماضي، إلا أن القادة الحاليين يواجهون تحديات متزايدة مع سياسات ترامب الجديدة.
وأكد التقرير أن تعيينات ترامب تدل على أن الأمن الإقليمي أصبح أولوية قصوى، فشخصيات بارزة مثل السيناتور ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية، والنائب مايك والتز، مستشار الأمن القومي، معروفون بمواقفهم الصارمة تجاه الصين. كما أن والتز دعا علنًا إلى تعزيز الدعم العسكري لتايوان واعتبر الصين "تهديدًا وجوديًا" للولايات المتحدة.
وعلى الرغم من هذه التوجهات الأمنية، حذرت شخصيات اقتصادية بارزة، مثل كيفن هاسيت المرشح لرئاسة المجلس الاقتصادي الوطني، من التأثير السلبي للرسوم الجمركية الواسعة على النمو الاقتصادي.
إضافة إلى ذلك، يبرز دور إلبريدج كولبي، المرشح لمنصب رئيس السياسة في البنتاغون، الذي دعا لسنوات إلى زيادة التركيز على الأمن في آسيا، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على شراكات قوية مع دول المنطقة.
وتشير هذه التعيينات إلى نية ترامب تعزيز التحالفات الآسيوية لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد، سواء من خلال مواجهة الإكراه الاقتصادي لبكين أو تعزيز الوجود العسكري الأمريكي.
وتؤكد هذه السياسة استمرارية الشراكات الآسيوية التي تأسست خلال إدارة بايدن، لكنها تأتي مع نهج أكثر صرامة تجاه الصين.
وفي حين يصف ترامب نفسه بأنه واقعي يفضل تجنب الصراعات، تشير مواقفه وتعييناته الأخيرة إلى استثناء كبير في تعامله مع الصين.
وبينما يواصل انتقاد التوازن التجاري مع شركاء آسيا، يبدو أن التركيز على الأمن الإقليمي سيتفوق على المخاوف الاقتصادية، مما قد يعيد تشكيل الدور الأمريكي في المنطقة بشكل جذري.