الصين: معاقبة تايوان لن تتوقف حتى تنتهي مساعي الاستقلال
ترى موسكو فوائد اقتصادية وجيوسياسية في الاستجابة لدعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، دون أن يتنازل الكرملين عن أهدافه في الحرب.
وبينما يقول ترامب إنه يركز على وقف "مسيرة الموت" في أوكرانيا "بأسرع وقت ممكن"، فإن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، ينظر إلى محادثات وقف إطلاق النار على أنها "وسيلة لتحقيق غايات أوسع نطاقًا"، وفق تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وكان مسؤولون روس وأمريكيون اجتمعوا في المملكة العربية السعودية يوم الاثنين للتفاوض حول "التفاصيل الفنية" لوقف إطلاق نار جزئي لوقف الهجمات على منشآت الطاقة والسفن في البحر الأسود.
وبينما تُصرّ أوكرانيا على استعدادها لهدنة كاملة، يريد بوتين أوّلًا الحصول على مجموعة واسعة من التنازلات.
وترى "نيويورك تايمز" أن الكرملين "عازم على جني أكبر قدر ممكن من المكاسب"، حتى مع تباطؤ المفاوضات، إذ تعتقد موسكو أن تحسين العلاقات مع واشنطن "منحة اقتصادية وجيوسياسية"، قد تتحقق مع استمرار قصف الصواريخ الروسية لأوكرانيا.
ويرى مسؤولون روس أن المفاوضات بشأن أوكرانيا والعلاقات الأمريكية الروسية تسير على مسارين منفصلين، إذ يواصل بوتين السعي لتحقيق نصر واسع النطاق، لكنه يُراعي مساعي ترامب لوقف إطلاق النار، مُستغلاً بذلك منافع انفراجة في العلاقات مع واشنطن.
أجندة ثنائية
وقال فياتشيسلاف نيكونوف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي، إن ترامب وبوتين كانا يطوران "أجندة ثنائية" لا علاقة لها بأوكرانيا، معتبراً أن "كييف تتجه نحو نهايتها".
ووفق تحليل الصحيفة الأمريكية، فإن موسكو تعتقد أن التعاون مع ترامب قد يُتيح فوائد اقتصادية أساسية، كقطع غيار طائرات بوينغ الروسية، ومكاسب جيوسياسية واسعة النطاق، كتقليص وجود حلف الناتو في أوروبا.
وتستدرك "نيويورك تايمز" أن ترامب سيستخدم هذه الآمال كوسيلة ضغط للحصول على صفقة أفضل لأوكرانيا، لكنها تنوه إلى أنه قد يفقد صبره على بوتين في مرحلة ما.
ويعلّق ألكسندر أ. دينكين، خبير الشؤون الدولية ومستشار وزارة الخارجية الروسية بأن "ترامب يُحب الصفقات السريعة"، مبيّنًا أنه إذا رأى صعوبات كبيرة، "فقد يُصاب بخيبة أمل ويتجاهل هذه المشكلة".
مكاسب وأهداف
يتمسك بوتين بكل أهدافه، وأهمها ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقليص دور التحالف الغربي في أوروبا الوسطى والشرقية، وفرض قيود على الجيش الأوكراني، وممارسة قدر من النفوذ على السياسة الداخلية الأوكرانية.
وبحسب فويتولوفسكي، عضو المجالس الاستشارية في وزارة الخارجية الروسية ومجلس الأمن، فإن "المنظور طويل الأمد أكثر قيمة من وقف إطلاق نار تكتيكي" بالنسبة إلى روسيا، ولا يستبعد الخروج بنموذج يسمح لموسكو وواشنطن والناتو، بالتعايش "دون التدخل في مجالات مصالح بعضهما البعض".
ولتحقيق مثل هذا الاتفاق، تستعين روسيا بتوجه ترامب التجاري، إذ يؤكد فويتولوفسكي أن الاتفاق الشامل بشأن أوكرانيا شرط أساس للتعاون الأمريكي الروسي، وأن ترامب، "بصفته رجل أعمال"، يدرك أن الأصول الروسية مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية حاليًا.
كما يعتقد دينكين، الخبير الروسي في الشؤون الدولية، بأن الكرملين قد يرفع الولايات المتحدة من قائمة "الدول غير الصديقة" وهو تصنيف يقيد قدرة الشركات الأمريكية على ممارسة الأعمال التجارية في روسيا.
ويضيف أن موسكو مهتمة بشكل خاص بالمفاوضات المتعلقة بقطاع الطيران، نظرًا للتحديات التي تواجهها شركات الطيران الروسية في صيانة طائراتها الأمريكية الصنع.
ويوضح أن الولايات المتحدة قد تسمح بتصدير قطع غيار الطائرات وإعادة الرحلات الجوية المباشرة إلى موسكو، كما قد تسمح روسيا لشركات الطيران الأمريكية بالتحليق فوق سيبيريا.
إلا أن أناستاسيا ليخاتشيفا، عميدة الشؤون الدولية في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، ترى أنه من غير المرجح أن يحقق ترامب تخفيفًا سريعًا وواسع النطاق للعقوبات.
لكنها قالت إن تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تخفيف تطبيق العقوبات، ويسهّل على الشركات الروسية العمل عالميًّا، من خلال إرسال إشارة مفادها أن روسيا لم تعد شريكًا إشكاليًّا.
