إعلام عبري عن مصدر سياسي: إسرائيل ستناقش إنهاء الحرب إذا وافقت حماس على مخطط ويتكوف
تشهد القارة الأوروبية حالة ترقب لمآلات الحرب الروسية الأوكرانية، بعد اقترابها من عامها الثالث، لا سيما مع استمرار التوغل الروسي نحو العاصمة كييف.
يأتي ذلك بينما تتجه أنظار العالم نحو الأزمة السورية بعد انهيار نظام بشار الأسد، حيث تقبع قواعد عسكرية روسية هناك.
وعلى مدار الساعات الماضية، شهدت مقاطعات أوكرانية تصعيدًا روسيًا، يعد الأول من نوعه منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، وتحديدًا داخل "جمهورية دونيتسك الشعبية"، في محاولة للسيطرة الكاملة على الإقليم، بعد نجاحها في السيطرة على مقاطعة لوهانسك المجاورة.
وفي هذا الصدد، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، إن الوضع الأوكراني الآن معقد وصعب، وإن استمرار وجود القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، وسماح الغرب لكييف باستخدام صواريخه بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، من شأنه أن يحول المعركة بين روسيا وأوكرانيا إلى مستوى جديد، لا يمكن التكهن به، على غرار ما يحدث الآن في سوريا وسقوط نظام الأسد.
وأضاف بريجع، لـ"إرم نيوز"، أنه يمكن أن يكون هناك تصعيد لو تم فتح جبهات جديدة داخل موسكو لإضعاف القوات الروسية.
وقال إنه كانت هناك خطة لوزارة الدفاع الأوكرانية لفتح جبهات جديدة في الداخل الروسي، لافتًا إلى فتح جبهة كورسك الروسية، في محاولة لسحب القوات الروسية من إقليم دونباس للدفاع عن كورسك، لكن ذلك لم يحدث، وواصلت القوات الروسية التقدم في دونباس، مما دفع وزارة الدفاع الأوكرانية للتخلي عن تلك الخطة.
ووصف بريجع الوضع القائم بالـ"صعب"، متوقعًا أن تلجأ روسيا إلى استخدام صواريخ "أوريشنيك" إذا تعرض الأمن القومي الروسي لأي تهديد، كاستهداف المدن الروسية وخاصة موسكو، والقواعد العسكرية والمصانع وحقول النفط.
وتابع أن "السياسة الروسية تعتمد دائمًا على الفعل ورد الفعل، فمثلًا في حال تصعيد أوكرانيا بتوجيه ضربة للعمق الروسي، سترد موسكو على الفور بإطلاق صاروخ "أوريشنيك" الباليستي على مراكز صنع القرار السياسي والعسكري في كييف ومحطات الكهرباء".
واستطرد بريجع قائلًا: "روسيا طبقت أيضًا تلك السياسة في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة، فعندما فرض الغرب عقوبات، ردت روسيا بتجميد الأصول الأوروبية، وتغيير سياستها مع أوروبا".
وأكد أن استخدام صاروخ أوريشنيك الباليستي كان له ضرورة محددة، حيث كان الاستهداف الأخير ردًا على سماح الغرب لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، وكان الصاروخ رسالة للأعداء واستعراضًا للقوة، وفق تعبيره.
واستبعد بريجع أن تستخدم روسيا صاروخ أوريشنيك في ضرب مراكز صنع القرار السياسي والعسكري بكييف، إلا في حالة التصعيد، خاصة أن روسيا تتريث في استخدام هذا الصاروخ الباليستي إلا عند الضرورة، تفاديًا لأي رد فعل من حلف "الناتو".
ورجح بريجع انتهاء التصعيد الحالي مع قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، إذ ستجبر الإدارة الأمريكية الجديدة طرفي الصراع على الجلوس على مائدة المفاوضات، وإيجاد صيغة لمشكلة المقاطعات الأربعة، إما أن توافق أوكرانيا بأن تكون تلك المقاطعات جزءًا من روسيا، أو إدارة مشتركة لها.
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، إن وصول الدفعة الثانية من طائرات "إف - 16" لأوكرانيا يعتبر نوعا جديدا من التصعيد الغربي ضد روسيا.
وأكد رشوان، لـ"إرم نيوز"، أن استخدام روسيا لصواريخها وأسلحتها الفتاكة يتوقف على إنتاجها لنوعيات من الصواريخ أبرزها "أوريشنيك"، خاصة أن الصاروخ الذي تم إطلاقه على كييف كان في مرحلة التجريب.
وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا الآن يؤثر بلا شك على الحرب الروسية في أوكرانيا، وما إذا كانت موسكو ستقوم بسحب قواتها من سوريا أم لا، وأن التحذيرات الغربية التي تناقلتها وسائل الإعلام الأوروبية باحتمال استهداف روسيا لمراكز صنع القرار في أوكرانيا يعتبر من باب الأوهام في الوقت الحالي، لأن ذلك سيعتبر نوعًا من العمليات الإرهابية، بحسب توصيفه.
ولفت رشوان إلى أن روسيا وأوكرانيا على أعتاب مرحلة التفاوض مع اقتراب موعد تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل، خاصة أن أوكرانيا أبدت نوعًا من المرونة للتنازل عن أراضيها بدون الاعتراف الدولي، ومن ثم يجب على الجانب الروسي إبداء مرونة للتفاوض، وفق قوله.