صحة غزة: ارتفاع عدد الضحايا في غزة إلى 50.669 قتيلاً وأكثر من 115 ألف جريح منذ 7 أكتوبر2023
تراجع حزب التجمع الوطني ممثل اليمين المتطرف للمركز الثالث في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية فيما يعد مفاجأة، وضعت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية في المقدمة، يليها معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثانية، في نتيجة عدّت شبه مستحيلة من قبل.
وسط ذلك، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا انقلب المشهد في الجولة الثانية، فيما بدا أن من الأسباب المتعددة لذلك، تقلص هامش الفوز المتوقع لليمين المتطرف منذ أن سحب ائتلاف ماكرون (معًا) المنتمي لتيار الوسط وتحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري عشرات المرشحين من الجولة الثانية في محاولة لتوحيد صفيهما في مواجهة التجمع الوطني.
وبالنسبة لجان إيف دورماجن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مونبلييه، فإن تصدر الجبهة الشعبية الجديدة ليس بالضرورة أمر غير متوقع، مشيرًا إلى أن اليسار والمعسكر الرئاسي يشكلان الأغلبية، في مواجهة التجمع الوطني الذي لا يزال بمنزلة "فزاعة للفرنسيين".
وأوضح أنه بالنسبة للتجمع الوطني، كانت فرصته الوحيدة للحصول على الأغلبية هي بقاء اليسار والتحالف الرئاسي منقسمين، ولكن نتيجة هذا المساء تظهر أن غالبية الناخبين لا يريدون وصوله إلى السلطة.
إزاء ذلك، أشار الباحث السياسي الفرنسي، في معهد جنيف لبحوث السلام، جيل إيمانويل جاكيه في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن الصعود المدوي لليسار جاء نتيجة إستراتيجية الانسحابات بالتعاون مع المعسكر الرئاسي، لافتًا إلى أن السؤال الآن هو مدى قدرة الأحزاب اليسارية على إظهار الوحدة الدائمة من أجل الأمل في الحكم.
وقال أستاذ العلوم السياسية دومنيك رينيه لـ"إرم نيوز"، إن الانتخابات التشريعية الأخيرة قلبت موازين استطلاعات الرأي إذ أصبح المركز الثاني في استطلاعات الرأي هو المركز الأول على أرض الواقع، مع انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، موضحًا أن اليسار الذي حل ثانيًا في الجولة الأولى صعد إلى المركز الأول، في انقلاب للوضع الذي لم تجرؤ اليسار حتى على الحلم به.
وأضاف أنه إذا كان تحالف اليسار في المقدمة، متقدمًا على الائتلاف الرئاسي وحزب التجمع الوطني، فإن نتيجته تظل بعيدة عن الأغلبية المطلقة، التي تفترض الوصول إلى عتبة 289 مقعدًا، من إجمالي عدد النواب ( 577 مقعدًا).
تشكيل الحكومة
من جانبه، قال زعيم اليسار المتطرف، جون لوك ميلانشون: "من واجب الرئيس (ماكرون) أن يدعو الجبهة الشعبية الجديدة إلى تشكيل الحكومة".
وتحدث زعيم حركة فرنسا المتمردة، بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل من مطعم لا روتوند ستالينجراد، الواقع مقابل قناة "أورك"، في باريس، إذ عقدت حركته أمسية الانتخابات. ورحب جان لوك ميلانشون بالتعبئة الانتخابية من أجل "تحقيق نتيجة قيل إنها مستحيلة"، أي انتصار اليسار.
وأضاف ميلانشون أن "الأغلبية اتخذت خيارًا مختلفًا للبلاد" عن اليمين المتطرف، معتقدًا أنه من الآن فصاعدًا "يجب تأكيد إرادة الشعب"، مضيفًا على الرئيس أن يرضخ لنتائج اليسار.
ودعا ميلانشون ماكرون لتعيين رئيس وزراء جديد من تحالف أحزاب اليسار: "رئيس الوزراء يجب أن يرحل (...) ومن واجب الرئيس أن يدعو الجبهة الشعبية الجديدة إلى الحكم، فهو مستعد لذلك".
ووفقًا لجان لوك ميلينشون، فإن الحزب الوطني الجديد "لن يطبق سوى برنامجه، برنامجه بأكمله". ولم يحدد ميلانشون من الذي ينبغي، أن يتولى رئاسة حكومة يسارية.