الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء مناطق في جباليا
ذهب تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الإخبارية، إلى أن اليمين المتطرف في ألمانيا يدفع النظام السياسي إلى نقطة الانهيار، ورأى أن انتخابات يوم الأحد قد تكون الفرصة الأخيرة للأحزاب السياسية الرئيسة في البلاد.
وبحسب التقرير، على خلفية القلق المنتشر، ارتفع حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى المركز الثاني في استطلاعات الرأي، بدعم واحد من كل خمسة ناخبين؛ وقوة خاصة في الشرق السابق المتعثر.
عوامل صعود الحزب القومي
ويُنتظر أن يغلق الحزب القومي، في حال فوزه، الحدود، ويفكك التكامل الأوروبي، ويوجه ألمانيا بعيدًا عن المبادئ الغربية للمجتمعات المفتوحة ويجعلها أقرب إلى الأنظمة الاستبدادية.
وأشار التقرير إلى أن أزمة الطاقة الناجمة عن اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي، مع قضايا طويلة لم يتم حلها مثل البنية التحتية القديمة والبيروقراطية، تضافرت للمساهمة في عامين متتاليين من الانكماش الاقتصادي.
وكما أن القوة النقابية التي كانت راسخة ذات يوم تنهار في ظل هروب رأس المال وضعف القدرة التنافسية التصنيعية.
وفي بلد يقوم على فكرة الرخاء المشترك، فإن اتساع فجوة التفاوت في الثروة ونظام الرعاية الاجتماعية الممتد يهدد بكسر العقد الاجتماعي.
إصلاح الأخطاء
وتابع التقرير أنه مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية، تحتاج الطبقة السياسية المحاصرة في ألمانيا إلى إظهار قدرتها على إصلاح أخطاء الماضي.
وعلى حين أن الانقسام الذي يظهر في البوندستاغ وخارجه يثير تساؤلات حول ما إذا كان التيار الرئيسي على مستوى المهمة، يبدو أن الانتخابات تُمثل فرصته الأخيرة لتغيير الأمور.
ولفت التقرير إلى أنه من شأن الضعف المستمر في أكبر اقتصاد في أوروبا أن يؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار الناجمة عن انهيار أحزاب الوسط في فرنسا وإيطاليا، وصعود الحركات المؤيدة لروسيا في النمسا وسلوفاكيا والمجر.
قوة الاقتصاد وضعف السياسية
وعلى حين أصبحت العلاقات عبر الأطلسي في حالة يرثى لها، تتطلع إدارة دونالد ترامب إلى تجنب الاتحاد الأوروبي في صفقة مع فلاديمير بوتين لإنهاء القتال في أوكرانيا.
وفي وسط كل هذا توجد ألمانيا؛ وباعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في العالم، فإنها تتمتع بالقوة الاقتصادية اللازمة لفرض سلطتها على أوروبا، ولكن إرادتها السياسية موضع شك.
وحذر التقرير من أن عدم تمكن الأحزاب الديمقراطية من العمل معًا بشكل معقول وبروح من الثقة لمدة أربع سنوات، سوف يمنح فرصة ذهبية للشعبويين الوطنيين لتسيّد المشهد وقيادة ألمانيا.
وفي حين حقق تحالف شولتز الحاكم الثلاثي، وهو الأول الذي يضم أكثر من حزبين منذ الخمسينيات، تقدمًا واعدًا، لكنه انهار بعد ساعات من إعادة انتخاب ترامب بسبب خلاف حول المال والمظاهر الحزبية.
وخلص التقرير إلى أنه بالنسبة لألمانيا، لا تكمن المشكلة في الشعبوية اليمينية فحسب. حيث أهدرت الزعامة الفاترة الفرص لحل القضايا لفترة طويلة، وينبع هذا إلى حد كبير من نظام سياسي يقوم على بناء الإجماع الصعب.
وعلى الرغم من أن هذه السياسة نجحت، طوال القسم الأعظم من فترة ما بعد الحرب، بالقدر الكافي لإبقاء ألمانيا على المسار الصحيح، وذلك بفضل الأغلبية المريحة التي قادتها إما كتلة المحافظين أو الديمقراطيين الاشتراكيين، وبدعم من شريك صغير واحد، إلا أن تلك اليقينيات انهارت منذ ذلك الحين.