وزير الدفاع الأمريكي: مقتل السنوار يوفر فرصة حقيقية لإنهاء "حرب مروعة" في غزة

logo
العالم

هاريس وترامب.. يوم الخروج عن "المألوف الانتخابي"

هاريس وترامب.. يوم الخروج عن "المألوف الانتخابي"
كامالا هاريس ودونالد ترامبالمصدر: رويترز
17 أكتوبر 2024، 3:02 م

تعتبر الأسابيع الثلاثة المتبقية لموعد الانتخابات الرئاسية معقدة بكل تأكيد على المرشحين للرئاسة الأمريكية: الديموقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، فيما باتت الرهانات مختلفة، خاصة تلك المرتبطة بالسعي لاستقطاب الأصوات المحايدة أو تلك المترددة التي ما زالت لم تحدد لنفسها موقعاً بعد في خريطة التوجه لصالح أي منهما؛ لذلك ما صدر عن المرشحين الاثنين في الساعات الماضية يمكن وصفه بأنه كان خارجا عن المألوف بصورة كاملة في سلوك حملتهما، حتى الآن على الأقل.

المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس قدمت نسختين من طبق غير مألوف تماما، وفي يوم واحد، وكذلك منافسها، الأولى بظهورها النادر جدا وغير المسبوق تماما على قناة "فوكس نيوز" المحسوبة على اليمين والداعمة بشكل كامل للمرشح الجمهوري، لتواجه مقابلة لمدة ثلاثين دقيقة، عاصفة في تفاصيلها ومكثفة في انتقاداتها لها ولإدارة بايدن ولحصادهما في مسائل تتعلق بالهجرة والاقتصاد، وعلاقتها بهذه الإدارة، ولا سيما في تلك المسائل التي تُعتبر فيها شريكة أولى للرئيس بايدن في رسم قراراتها.

يقول قادة حملة هاريس، إن المرشحة الديمقراطية كانت تدرك جيدا ما سوف يكون عليه شكل ومضمون المقابلة مع  الصحفي" بريت باير"، أحد أركان القسم السياسي في القناة، وهي تعرف مسبقا مواقف القناة منها ومن مسارها السياسي ومنجزها التشريعي.

لكنها اختارت أن تذهب إلى هناك لتؤكد أنها تريد الحديث إلى الأميركيين الذين لا يتفقون مع رؤيتها، وأنها تملك صفة القيادة المطلوبة في رئيس البلاد من خلال إظهار الاستعداد لمواجهة جميع الآراء المتفقة مع سياساتها والمخالفة لرأيها، وهو ما أظهرته هاريس من خلال الظهور على قناة داعمة لمنافسيها.

الأمر في تفاصيله ليس على هذه الصورة كما يقول قادة حملة هاريس، حيث لم يكن سهلا على مستوى إدارة الثلاثين دقيقة من عمر المقابلة التي وصفتها  المحطات الإخبارية بالمقابلة المتوترة من الجانبين.

لكن هاريس كانت مصرة على توجية انتقاداتها  للمنافس الجمهوري عندما عادت للحديث عن عدم اعتراف ترامب قبل أربع سنوات بنتائج الانتخابات، وما ترتب عن ذلك من  هجمات على مبنى الكابيتول من قبل أنصاره، مشددة على أن ترامب يفتقد إلى الاتزان وأنه لن يكون قادرا أو مؤهلا لقيادة البلاد لولاية رئاسية ثانية.

لكن النقطة الأكثر حساسية في المقابلة كانت تلك  التي واجهت فيها ذلك الربط الذي يقول به الجمهوريون على أنها، وفي حال انتخابها، سوف لن تكون سوى استمرار لأربع سنوات سابقة من إدارة الرئيس بايدن الحالية. 

هاريس ردت على ذلك وقالت، إنها سوف لن تكون استمرارا لإدارة الرئيس بايدن، وأن لديها خطها الخاص بها؛ وهو الأمر الذي قال به الرئيس بايدن كذلك وفي نفس اليوم عندما تحدث إلى مراسلي البيت الأبيض، وقال إن إدارة هاريس لن تكون نسخة من إدارته، مشددا على أن نائبته لديها شخصيتها الخاصة بها، وهو ما سوف يَطبع رئاستها في حال انتخابها في نوفمبر المقبل. 

وعند حديث هاريس عن موضوع الهجرة ومدى مسؤوليتها عن الوضع القائم حاليا في مناطق الحدود؛ بسبب سماح إدارة الرئيس بايدن لآلاف المهاجرين بعبور الحدود، قالت إن المرشح الجمهوري هو من عطّل حل المشكلة في الكونغرس من خلال التدخل لدى النواب الجمهوريين في مجلس النواب لمنع تمرير المشروع الذي سبق وأن أقره الأعضاء الشيوح الجمهوريون والديموقراطيون معا في الغرفة الثانية، وأن ترامب أراد إبقاء المشكلة قائمة لجعلها قضية انتخابية وهو ما يفعله حاليا؛ ولذلك من يجب أن يكون في موضع السؤال والاتهام هو ترامب وليس إدارة بايدن.

هاريس واجهت أيضا أسئلة تتعلق بالحالة الصحية لبايدن وقراره بالانسحاب بعد أن أظهر عدم القدرة على مواصلة السباق الرئاسي بقولها، إن بايدن يملك القدرة والخبرة الطويلة والمعرفة.

لكنها نقلت النقاش إلى مكان آخر عندما قالت إن بايدن ليس موجودا على البطاقة الانتخابية الآن، وأن من هو موجود هو ترامب؛ ولذلك تتساءل هاريس إذا كان أنصاره لا يرون عدم اتزانه وعدم ثباته في مواقفه وأحكامه وما يجعله كما تقول غير لائق للعودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى.

حملة ترامب مباشَرة، وبعد انتهاء المقابلة، أصدرت بيانا وصفت فيها أداء هاريس بالكارثة، وهو أمر لايخالف التوقعات كما تقول عنه حملة هاريس، لكن قادة ديمقراطيون طلبوا من حملة ترامب إظهار شجاعة الذهاب إلى القنوات المقربة من الديموقراطيين من قِبل ترامب ومواجهة أسئلة صحفييها عن كثير من القضايا، والمواقف التي تحيط بإرثه في الولاية الرئاسية السابقة أو فيما يتصل بمسار حملته الانتخابية الحالية.

هاريس لم تكتفِ بهذه الخطوة في هذا اليوم، بل أضافت إلى ذلك الذهاب إلى إحدى الدوائر الانتخابية المحسوبة على الجمهوري بولاية بنسلفانيا ومخاطبة  ناخبيها.

لكنها كانت مصحوبة بمائة شخصية قيادية من الحزب الجمهوري الذين يدعمونها على حساب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومرة أخرى حاولت هاريس تعزيز موقفها في سبيل التأكيد على عدم أهلية ترامب للرئاسة، وأن مسؤوليتها كاملة في أحداث الهجوم على مبنى الكونغرس في يناير العام واحد وعشرين، وقالت للجمهوريين الرافضين لترامب إن لديهم مكانا في حملتها؛ لأن الهدف كما تقول هو خدمة البلاد وليس الحزب السياسي. 

على الجانب الآخر، وعلى قناة "فوكس نيوز"، اختار ترامب أن يواجه جمهورا نسائيا بالكامل في جلسة نقاش مفتوحة على الهواء وهي الفئة التي لا يزال فيها ترامب يواجه تخلفا عن هاريس في جميع استطلاعات الرأي المحلية والوطنية.

أخبار ذات علاقة

بايدن: هاريس ستشق "طريقها الخاص" في حال فوزها

 ترامب يدرك جيدا أنه عندما يواجه الناخبات الأميركيات ستكون قضية الإجهاض بكل تأكيد هي القضية المركزية في أي نقاش مع هذا النوع من الجمهور؛ وذلك بسبب تراجع المحكمة العليا عن حماية حق الإجهاض بالنسبة للنساء الأمريكيات بعد 50 سنة من إقراره على خلفية أن ترامب عين ثلاثة قضاة محافظين في هيئة المحكمة، وهو الأمر الذي أدى إلى التصويت قبل عامين لصالح مراجعة القانون وإعادة الحكم فيه للحكومات المحلية، كما طالب بذلك  المحافظون مدة نصف قرن كامل من الزمن. 

ترامب قال إن بعض الحكومات المحلية كانت قاسية جدا في أحكامها الصادرة بعملية تنظيم الإجهاض، لكنه نسب إلى نفسه بأنه صاحب منجز دعم التلقيح المخبري.

 وقال إنه أب هذا التشريع، وإن الجمهوريين هم أكثر من دعم هذا الخيار في سياساتهم أكثر مما فعل الديمقراطيون. 

ترامب جدد قوله السابق إن النساء الأميركيات سوف يكنَّ أكثر قوة وأكثر أمنا وحماية في ولايته الرئاسية في حال انتخابه لولاية ثانية، لكنه ربط مرة أخرى أزمة الجريمة في المدن الأميركية في الولايات الجنوبية بدخول مهاجرين غير نظاميين، وهي المسألة التي تتحمل فيها هاريس المسؤولية الكاملة؛ لأنها مسؤولة ملف الهجرة في إدارة بايدن. 

ويواجه ترامب أزمة تراجع كبير بين النساء الداعمات  لحق الإجهاض، ومن هنا فإنه يعمل على خلق ذلك التوازن في مواقفه بدعوته إلى دعم قرار المحكمة العليا والحكام المحليين في الولايات الجمهورية المحافظة في سياساتها في هذه القضية تحديدا.

لكنه في الوقت ذاته يواجه أزمة انتقادات أخرى في هذا الخصوص؛ وذلك بسبب مواقف مرشحه لمنصب نائب الرئيس السيناتور جي دي فانس، الذي  يدعم مبادرة قانون فيدرالي يمنع الإجهاض بالكامل، وهو أمر معقد تفسيره وقبوله لدى قطاع واسع من النساء الأميركيات خاصة اليافعات منهن.  

أخبار ذات علاقة

هل يسير ترامب على خطى بايدن في "التدهور المعرفي"؟

 ترامب، وكما فعلت هاريس، ذهب هو الآخر إلى نوع آخر من الجمهور غير المألوف من خلال لقاء آخر بجمهور من الأميركيين من أصول لاتينية هذا القطاع من الأميركيين، الذي كان ولا يزال عرضة لانتقادات يومية من ترامب وأنصاره؛ بسبب الوافدين من المهاجرين عبر الحدود من الدول اللاتينية المجاورة وهو جمهور يواجه معه الرئيس السابق تخلفا واضحا في أرقام التأييد لصالح المنافسة الديمقراطية.

إنه يوم الخروج عن المألوف في الحملتين الديمقراطية والجمهورية قبل أقل من ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات العامة في نوفمبر المقبل، كما يقول متابعو تطورات الحملة الانتخابية هنا في  العاصمة واشنطن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC