"ملفات ساخنة".. صحة بايدن وأزمة المهاجرين تضغطان على هاريس

تركت مقابلة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، الأربعاء، على قناة "فوكس نيوز"، موجة من الانتقادات، بعد أن أثار كبير المذيعين السياسيين في القناة، بريت باير، سيلًا من الضغوط على هاريس، بخصوص صحة الرئيس جو بايدن العقلية، وملف المهاجرين غير الشرعيين.

ووصفت صحيفة "الواشنطن بوست" المقابلة بأنها "مثيرة للجدل"، مشيرة إلى أنه منذ الدقائق الأولى من اللقاء، سعى باير إلى وضع هاريس في موقف دفاعي بأسئلة عدوانية حول سجل إدارة بايدن في مجال الهجرة، وهي قضية رئيسة بالنسبة للعديد من الناخبين الجمهوريين.

وأضافت الصحيفة أن باير سأل مرارًا وتكرارًا عن ما إذا كانت هاريس ستعتذر لأسر النساء اللاتي قُتلن على يد مهاجرين غير شرعيين، بعد أن خففت إدارة بايدن من سياسات الهجرة المتشددة للرئيس دونالد ترامب. وعرض باير مقطعًا لإحدى الأمهات تلوم فيه إدارة بايدن على وفاة ابنتها.

وتعرضت هاريس لسيل من الانتقادات التي وجهتها القناة، بشأن مواضيع كثيرة منها صحة جو بايدن العقلية، وجهود إدارته لمواجهة الهجرة غير الشرعية.

وجاءت المقابلة في وقت حساس، إذ تسعى المرشحة الديمقراطية للرئاسة لجذب الناخبين الجمهوريين.

كما تعتبر المقابلة بمثابة فرصة لهاريس لتقديم نفسها كمرشحة قوية، لكنها واجهت تحديات كبيرة في الدفاع عن سياسات إدارتها والرد على انتقادات خصومها.

 

مقابلة متوترة

وتحدث باير أحيانًا وفق هاريس ذهابًا وإيابًا حول مواضيع وصفها ترامب بأنها نقاط ضعف لها، وخاصة سياسة الحدود.

وسأل باير هاريس عن عدد المهاجرين الذين تم إطلاق سراحهم في البلاد في ظل إدارة بايدن-هاريس، وكيف ستقلل العدد ولماذا تغيرت بعض مواقفها منذ حملتها الرئاسية لعام 2019.

"مقابلة متوترة" هكذا وصفت وكالة "رويترز" المقابلة التلفزيونية، وذكرت أن هاريس قالت إنّها في حال فازت بالانتخابات فإنّ ولايتها "لن تكون استمرارًا" لولاية بايدن.

وانتقدت القناة هاريس بشأن جهود إدارة بايدن لمواجهة الزيادة في الهجرة غير الشرعية على الحدود الجنوبية، في وقت وضعت فيه نائبة الرئيس اللوم على الجمهوريين لفشلهم في تمرير مشروع قانون الحدود.

وطُلب منها الدفاع عن قرار الإدارة المبكر بعكس بعض السياسات التقييدية لمنافسها الجمهوري، ترامب، والرد على سيدة شهدت أمام الكونغرس حول فقدان ابنتها على يد مهاجر غير شرعي.

هاريس ردت على هذه الاتهامات، وبدأت الحديث بالقول إنها آسفة لفقدان هذه السيدة لابنتها، وطلبت من القناة الحديث عن ما يحدث الآن.

وأضافت أن ترامب طلب من الجمهوريين رفض مشروع قانون الهجرة لأنه "كان يفضل أن يتعامل مع مشكلة بدلاً من حلها".

وعندما سُئلت عن تعليقها الأخير بأن "ليس هناك شيء" ستغيره بشأن إجراءات إدارة بايدن، قالت هاريس إن فترة رئاستها ستكون مختلفة، مؤكدةً أن "لن تكون رئاستي استمرارًا لرئاسة جو بايدن. ومثل كل رئيس جديد يتولى منصبه، سأحمل معي تجارب حياتية وتجاربي المهنية وأفكارًا جديدة".

 

صحة بايدن العقلية

وتم الضغط على هاريس بشأن تأييدها السابق لصحة بايدن العقلية قبل أن ينهي حملته لإعادة الانتخاب في يوليو.

وقالت إن بايدن يمتلك "الحكمة" و"الخبرة" ليكون رئيسًا، بينما أشارت إلى وجود "أسئلة" حول صحة ترامب للمنصب.

وأضافت أن "جو بايدن ليس على البطاقة الانتخابية، بل دونالد ترامب".

كما ضغطت "فوكس نيوز" على هاريس بشأن موقفها من استخدام أموال دافعي الضرائب لعمليات الجراحة التي تؤكد الهوية الجنسية للسجناء العابرين جنسيًّا، سيما أن حملة ترامب أنفقت ملايين الدولارات مؤخرًا في إعلانات حول هذا الموضوع في الولايات المتأرجحة.

وردت هاريس على ذلك مؤكدةً أنها ستلتزم بالقانون، وأشارت إلى أن إدارة ترامب كانت تقدم مثل هذه العلاجات أيضًا.

 

تعليق حملة ترامب على المقابلة

المقابلة التي استمرت نحو 30 دقيقة هي الأولى لها على شبكة الإعلام كمرشحة رئاسية، وبعد دقائق من انتهاء المقابلة، أصدرت حملة ترامب بيانًا واصفة إياها بأنها "كارثة".

وكانت المقابلة أيضًا جزءًا من محاولة هاريس لجذب الناخبين الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام، إذ سلطت الضوء على الدعم الجمهوري لحملتها في مقاطعة متأرجحة في بنسلفانيا قبل ظهورها على قناة "فوكس نيوز" الميّالة للمحافظين.