ويتكوف: الاتفاق مع إيران يتوقف على التحقق من تخصيب اليورانيوم والأسلحة

logo
العالم

"ترقب وتوتر".. هل يشعل اجتماع "الجمعة" الصراع الأوروبي الروسي؟

"ترقب وتوتر".. هل يشعل اجتماع "الجمعة" الصراع الأوروبي الروسي؟
الرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرونالمصدر: رويترز
03 أبريل 2025، 2:58 م

في خطوة قد تكون محورية في مسار الصراع بين  روسيا وأوكرانيا، يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للاجتماع، يوم الجمعة، مع ممثلين عن مجموعة من الدول الأوروبية التي أبدت استعدادها للمساهمة في نشر قوات عسكرية على الأراضي الأوكرانية.

ويأتي هذا الاجتماع الأوروبي في وقت حساس، حيث تواصل روسيا تعزيز مواقعها العسكرية في شرق أوكرانيا، وتستمر في اختراق الهدنة الأمريكية لوقف إطلاق النار، وتحديداً على منشآت الطاقة بين الطرفين، مما يزيد من تعقيد الموقف العسكري والسياسي في المنطقة.

وفي تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال إن هذا سيكون أول اجتماع عميق من نوعه، وأعتقد أننا سنرى بعض التوضيحات والتفاصيل، والأهم أنه سيعتمد على مقترحات جاهزة من الجانب الأوكراني.

وجاء هذا الإعلان بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 27 مارس الماضي، عقب قمة باريس لـ "تحالف الراغبين"، حيث أشار إلى أن عدداً من أعضاء التحالف يخططون لإرسال "قوات ردع" إلى أوكرانيا.

مبادرة فرنسا البريطانية: أهداف وتفاصيل

وكان الرئيس ماكرون أكد أن هذه المبادرة الفرنسية البريطانية لن تحل محل القوات الأوكرانية، ولن تكون "قوات حفظ سلام"، بل تهدف إلى ردع روسيا. وسيتم نشر هذه القوات في مواقع إستراتيجية محددة مسبقاً بالاتفاق مع الأوكرانيين.

ومن جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن بلاده لا ترى إمكانية للتوصل إلى حل وسط بشأن نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، معتبراً أن مثل هذه الخطوة ستخلق وقائع على الأرض تعوق التوصل إلى تسوية سلمية.

وأعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن أن نشر قوات حفظ السلام يتطلب موافقة جميع أطراف النزاع، ووصف الحديث عن ذلك في السياق الأوكراني بأنه "سابق لأوانه"، رافضاً التعليق على مزاعم بأن روسيا قد لا تعترض على هذه الخطوة.

ومع استمرار التصعيد في المنطقة، يبقى السؤال حول مدى قابلية هذه المحاولات الأوكرانية الأوروبية لتحقيق نتائج إيجابية دون أن تؤدي إلى تصعيد أكبر في الصراع.

وأكد الخبراء أن أوكرانيا تعاني من تدهور الوضع العسكري والسياسي، بعد تقدم القوات الروسية بشكل ملحوظ على الأرض. لذا، يحاول الرئيس زيلينسكي الحصول على الدعم الأوروبي، خاصة في ظل تراجع الوضع العسكري.

وأوضح الخبراء أن الحديث عن نشر قوات لحفظ السلام لا يعني بالضرورة التدخل العسكري المباشر ضد روسيا، حيث إن الهدف الأساس سيكون حماية المدنيين، وعدم تكرار الهجمات الروسية.

وأشار الخبراء إلى أنه رغم التحفظات الروسية، فإن نشر القوات الأجنبية في حال تجميد النزاع يعد خياراً دولياً معمولاً به، مما يمنح بعض الأمل في تجنب التصعيد العسكري المباشر بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

فشل هدنة ترامب: تداعيات الوضع على الأرض

بداية، قال الدكتور نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، إن الهدنة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي كانت تهدف إلى إيقاف التصعيد بين روسيا وأوكرانيا لمدة 30 يومًا، قد فشلت، وذلك بعد تراجع كل طرف عن الالتزام بشروطها.

وأكد بوش في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هناك تقدماً ملموساً للقوات الروسية على الأرض، حيث نجحت في السيطرة على مناطق جديدة، خاصة في خاركيف.

وأشار إلى أن موقف زيلينسكي أصبح ضعيفاً على الجبهة العسكرية والسياسية، خاصة بعد ضغوط ترامب على أوكرانيا للتخلي عن المناطق الأربع التي ضمتها روسيا خلال العملية العسكرية.

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية أن زيلينسكي يعد رئيساً غير شرعي بعد انتهاء فترته الرئاسية، ما يعزز موقفه الضعيف سياسيًا. ومع تراجع الوضع العسكري، يحاول الحصول على دعم عسكري أوروبي، رغم أن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا يبدو أمراً مستحيلاً، حيث حذرت روسيا هذه الدول من التدخل المباشر.

وأوضح بوش أن أي محاولة لإرسال قوات من الاتحاد الأوروبي ستكون عرضة للاستهداف من قبل القوات الروسية، مما سيؤدي إلى تدميرها بالكامل.

وأشار إلى أن احتمال حدوث صراع مباشر بين روسيا والاتحاد الأوروبي يعد مستبعداً، لأن إرسال قوات إلى أوكرانيا قد يتسبب في إشعال حرب عالمية ثالثة، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة بشدة، خاصة أن أمريكا ترفض إرسال قوات أجنبية إلى أوكرانيا، حيث تدرك أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد كبير قد يوسع نطاق الحرب بشكل غير قابل للسيطرة.

ومن ناحية أخرى، قال رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن فكرة نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا لا تعني بالضرورة تحول تلك القوات إلى قوة قتالية ضد روسيا.

وأكد في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن النقاش الحالي يدور حول نشر قوات دولية تقتصر مهمتها على مراقبة وقف إطلاق النار ورصد تطورات الأوضاع في المناطق المتنازع عليها.

وأوضح القليوبي أن هذه القوات ستكون بعيدة عن مناطق الاشتباك المباشر ولن تتدخل في الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية، بل ستهدف إلى توفير بيئة مستقرة لمنع التصعيد وتقديم الدعم للجهود الإنسانية.

وأشار إلى أن نشر قوات لحفظ السلام هو إجراء عالمي يتم اللجوء إليه في الحالات التي تشهد تجميدًا للنزاع أو عندما تسعى الأطراف المتنازعة إلى إنهاء الحرب أو خفض التوترات.

الخيار المنطقي لدول الاتحاد الأوروبي

وأكد القليوبي أن هذه القوات تعمل عادة على ضمان حماية المدنيين، وتحقيق الأمن في المناطق ذات الأولوية، ومراقبة تطبيق أي اتفاقات تسوية تتم بين الأطراف، وهو ما يعتبر خيارًا منطقيًا لتجنب التصعيد العسكري في منطقة تتسم بارتفاع التوترات مثل أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

روسيا تعلن تحطم واحدة من قاذفاتها الاستراتيجية في سيبيريا (فيديو)

وتابع: "موسكو تظل متحفظة على وجود قوات أوروبية في أراضي أوكرانيا بسبب مخاوفها من تقويض تأثيرها السياسي والعسكري في المنطقة، ولكن في الوقت نفسه، فإن التحفظات الروسية لا تعني أن روسيا ستعمل على مهاجمة هذه القوات حال انتشارها".

واعتبر القليوبي أن كييف قد تجد في نشر قوات حفظ السلام خيارًا مساعدًا لتجنب تصعيد الأوضاع بشكل أكبر، فهو يتيح لأوكرانيا نوعًا من التوازن في مواجهتها للقوات الروسية، خاصة في المناطق التي تشهد تداخلًا بين قوات الطرفين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC