إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية عنيفة على حي التفاح بمدينة غزة

logo
العالم

كيف حوّلت حركة "أمريكا أولاً" الحزب الجمهوري إلى "ذراع" للكرملين؟

كيف حوّلت حركة "أمريكا أولاً" الحزب الجمهوري إلى "ذراع" للكرملين؟
دونالد ترامب وفلاديمير بوتينالمصدر: أ ف ب
16 مارس 2025، 5:30 ص

قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن هجوم الرئيس دونالد ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الشهر الماضي بدا كإعادة تنظيم علنية للسياسة الأمريكية، بعيدًا عن أوروبا ومتجهة نحو روسيا، وهو تحول لم يكن ليتصوره سوى القليلون خلال سنوات الحرب الباردة.

كان الحزب الجمهوري، الذي تهيمن عليه الآن حركة "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترامب، يعتبر الاتحاد السوفيتي السابق "إمبراطورية الشر" في عهد رونالد ريغان، وكان يحتفل بانهياره.

أخبار ذات علاقة

بوتين يناور وترامب يترقب.. هل تتحول الهدنة إلى فخ سياسي؟

تقليد خطاب بوتين

وأضافت الصحيفة أن اتهامات وُجهت للحزب الجمهوري بتقليد خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى أن السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي وصف البيت الأبيض بأنه "ذراع للكرملين"، في تحول جذري بعد أسابيع فقط من بدء فترة رئاسة ترامب الثانية.

ومع ذلك، كان الانفصال عن زيلينسكي تتويجًا لمسار طويل، وليس تطورًا مفاجئًا.

وأوضحت الصحيفة أنه لطالما رأى أمثال ستيف بانون، كبير استراتيجيي ترامب السابق، والذي يؤثر على فكر حركة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" حتى اليوم، أن روسيا في عهد بوتين ليست مجرد دولة عصابات قمعية وفاسدة تهدف إلى إضعاف الديمقراطية، بل هي بالأحرى حليف محافظ مسيحي يعارض القيم التقدمية التي يدافع عنها ليبراليو أوروبا وأمريكا الديمقراطية.

وصرح بانون بذلك في عام 2014، حيث قال مخاطبًا الحضور، إنه رغم أن بوتين قد يكون "لصًّا" و"إمبرياليًّا"، فإن التقليديين مثل بانون يعتقدون أنه على الأقل يدافع عن المؤسسات التقليدية ويسعى لتحقيق القومية.

وأضاف أنه يعتقد أن الناس، وخاصة في بعض البلدان، يريدون رؤية سيادتهم وقوميتهم.

من الواضح أن بوتين كان يُنصت لهذه التصريحات، وتحرك بنشاط لكسب ود اليمين الأمريكي، حيث استقبل في عام 2015 وفدًا من الرابطة الوطنية للبنادق.

أخبار ذات علاقة

"نسمة من الهواء النقي".. اليمين الأمريكي يشيد بالمحادثات مع روسيا

النفوذ الروسي

كان نفوذ روسيا في السياسة الأمريكية موضوعًا رئيسيًّا في السباق الرئاسي لعام 2016 بين ترامب وهيلاري كلينتون، بعد عامين من توغلات بوتين الأولى في أوكرانيا، مع اتهام الكرملين بمحاولة التأثير على الناخبين الأمريكيين لصالح ترامب.

تفاقمت هذه الشكوك عندما ظهر، بعد فترة وجيزة من دخول ترامب البيت الأبيض، أن ابنه دونالد ترامب الابن، وصهره جاريد كوشنر، ومدير حملته بول مانافورت حضروا اجتماعًا في برج ترامب في يونيو/ حزيران 2016 مع محامٍ روسي عرض تقديم معلومات "مسيئة" عن كلينتون.

وأدى التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر، إلى تقرير لم يوجه اتهامًا مباشرًا للرئيس ترامب، لكنه لم يبرئه، وهو ما ذكره ترامب أثناء توبيخه لزيلينسكي.

وفي يوليو/ تموز 2017، أشار جيمس كيرشيك من مؤسسة بروكينغز إلى استطلاع أجرته شركة "مورنينغ كونسلت"، كشف أن 49% من الجمهوريين يعتبرون موسكو حليفًا.

قمة  هلسنكي

واتهم كيرشيك الحزب الجمهوري، بقيادة ترامب، بأنه أصبح "شريكًا طوعيًّا" لبوتين، معربًا عن استنكاره لرفض الحزب فحص الأسباب التي جعلت ترامب جذابًا للغاية بالنسبة للكرملين.

وتجلى هذا الموقف بوضوح في قمة  هلسنكي في يوليو/ تموز 2018، حيث نجح بوتين في إقناع ترامب بأنه لم يكن مسؤولًا عن التدخل في الانتخابات، مما دفع الرئيس الأمريكي إلى الانحياز علنًا إلى بوتين على حساب وكالات استخباراته.

كما لعب زيلينسكي دورًا غير مقصود في ولاية ترامب الأولى، حيث انطلقت أولى إجراءات عزل الرئيس بعد أن أفاد مُبلّغ عن مخالفات بأن ترامب عرض على زيلينسكي فتح تحقيق حول جو بايدن وهنتر بايدن مقابل حجب مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا.

أصرّ ترامب على براءته، لكن من الواضح أنه لم ينسَ ولم يسامح زيلينسكي على دوره في القضية، تمامًا كما لم تتخلَّ حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" عن هوسها بنظريات المؤامرة المتعلقة بهانتر بايدن.

مخاوف روسيا المشروعة

ورغم أن العلاقة الشخصية بين ترامب وبوتين قد تكون نشأت من إعجاب واستياء بين عامي 2016 و2019، إلا أن شغف الجمهوريين بروسيا بدأ قبل صعوده واستمر بعده، بل وتزايد بعد اندلاع الحرب، عندما كان ترامب محاصرًا في منتجع مار-إيه-لاغو بعد هزيمته في انتخابات 2020 وفضيحة 6 يناير/كانون الثاني.

في عام 2022، غرّدت تولسي غابارد، الديمقراطية السابقة، ومديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب، بأن الصراع لم يكن ليبدأ لو أن بايدن وحلف الناتو "اعترفا ببساطة بالمخاوف الأمنية المشروعة لروسيا"، بينما أبدى نائب الرئيس المستقبلي فانس عدم اكتراثه بهزيمة كييف.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين.. تحالف أم مقامرة على حساب أوكرانيا؟

ومع إقصاء منتقدي ترامب مثل ليز تشيني وميت رومني وآدم كينزينغر من الحزب الجمهوري، اكتملت سيطرة حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"؛ مما جعل المناخ المؤيد لروسيا يبدو سائدًا داخل الحزب.

وفي هذا السياق، كتب أليكسي باير في صحيفة "ذا غلوباليست" العام الماضي، مُنتقدًا ادعاءات الحركة بالوطنية: "الحقيقة هي أن حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" ترفض أمريكا الحديثة. إنها تكره تنوعها وحقوق الأقليات فيها وتساهلها، وتنظر إلى الماضي الغامض".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات