logo
العالم

هل تستطيع إيران وروسيا والصين "قرصنة" عقول الناخبين الأمريكيين؟

هل تستطيع إيران وروسيا والصين "قرصنة" عقول الناخبين الأمريكيين؟
دونالد ترامب وكامالا هاريس المصدر: رويترز
30 يوليو 2024، 12:55 م

يمثل التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية أبرز وأكبر المخاوف لدى السلطات، وعلى تعدد أشكاله، فقد أصبح يشكل شبحًا مؤرقًا للمعسكريْن المتنافسين على سدة الحكم في البيت الأبيض، رغم أن بعض الخبراء يرون أن التدخلات لو حدث في انتخابات أمريكا ستكون نسبية ومحدودة، ولا تتعدى مستوى تعطيل سير العملية.

 ويؤكد مراقبون أن الدول الثلاث المتهمة بمحاولة التأثير في الناخبين الأمريكيين قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل لن تكون قادرة على إحداث خرق كبير في مجريات العملية وإحداث تأثير في إرادة الناخبين الأمريكيين، وذلك لعدة أسباب في مقدمتها ارتفاع مستوى الوعي السياسي لدى الفئة المستهدفة من الناخبين، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الأمريكية بعد انسحاب بايدن من السباق، ودخول نائبته هاريس لمواجهة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

بزنس إنسايدر: الانتخابات الأمريكية ستكون "فوضوية ولا مثيل لها"

 

وأعلن مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، أمس الاثنين، أن روسيا والصين وإيران تستخدم شركات التسويق والاتصالات وغيرها للتأثير على الناخبين والانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وجاء في التقرير أنه نقلًا عن أحد موظفي المخابرات الأمريكية "تستخدم موسكو شركات التأثير ومقرها روسيا مقابل رسوم لتشكيل الرأي العام في الولايات المتحدة، في حين أنه ليس لدى الحكومة الصينية على الأرجح أي خطط للتأثير في نتيجة الانتخابات الأمريكية، إلا أنها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لبث التفرقة بين الأمريكيين"، ولم يورد التقرير أي دليل على مثل هذه التصريحات.

وذكر مسؤول استخباراتي أمريكي أيضا أن إيران "كثفت استخدامها لمجتمعات وسائل التواصل الاجتماعي السرية" في الأسابيع الأخيرة للتأثير على الناخبين في الولايات المتحدة، والوكالات الحكومية الصينية المزعومة التي تستخدم شركة تكنولوجيا مقرها الصين في عمليات التأثير الخاصة بها في الولايات المتحدة.

نفي روسي إيراني

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا لم تتدخل قط في الحملات الانتخابية الأمريكية، ولن تفعل ذلك الآن، مضيفا أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هي "شأنهم الخاص بهم".

وفي أحدث رد على الاتهامات الأمريكية، أعلنت ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن طهران ليس لديها هدف أو نشاط للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، وفقا لما أوردته وكالة "إرنا"، اليوم الثلاثاء.

"الأولاد الفخورون"

 هذه التطورات تعيد ذاكرتنا إلى أكتوبر من عام 2020 قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حين تلقى الناخبون الديمقراطيون المسجلون رسائل بريد إلكتروني تبدو وكأنها جاءت من المجموعة القومية البيضاء "الأولاد الفخورون" (Proud Boys)، وطالبت الرسالة الناخبين بالتصويت لصالح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وقبل أسبوعين من ذلك، رفض ترامب إدانة "الأولاد الفخورين" في المناظرة الرئاسية الأولى، وطلب منهم "العمل على دعمه والوقوف على أهبة الاستعداد". ومن المحتمل أن تكون رسائل البريد الإلكتروني محاولة لتشويه حملة ترامب ووصمها بأنها ترتبط بمجموعة حاولت ترويع الناخبين.

وفي مؤتمر صحفي أُعد على عجل بعد وقت قصير من انتشار خبر رسائل البريد الإلكتروني، أعلن جون راتكليف مدير أجهزة الاستخبارات الوطنية الأمريكية وكريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أن إيران هي المسؤولة عن حملة البريد الإلكتروني، وقال راي: "لن نتسامح مع التدخل الأجنبي في انتخاباتنا أو أي نشاط إجرامي يهدد قدسية تصويتكم، أو يقوض ثقة الجمهور في نتيجة الانتخابات" وفق تعبيره.

قلق مشروع

ويبدو جليًا أن القلق من احتمال تدخل قوى أجنبية مثل إيران وروسيا والصين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية له ما يبرره، ففي الفترة التي سبقت انتخابات عام 2016، نشر قراصنة روس معلومات خاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر ملفات شخصية مزيفة، ونشروا رسائل بريد إلكتروني وملفات مسروقة من حملة هيلاري كلينتون واللجنة الوطنية الديمقراطية بهدف الإضرار بحملتها الانتخابية وزيادة فرص ترامب في الفوز بالرئاسة.

ومؤخرًا، أعرب مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) عن قلقه من أن "الخصوم الأجانب" قد يستغلون الذكاء الاصطناعي كوسيلة لنشر المعلومات المضللة، والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.

والدول الثلاث الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي هي روسيا وإيران والصين، بحسب شبكة "إيه بي سي" التي نقلت عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن هذه التكنولوجيا تمثل مجالا "من المحتمل أن يشهد نموا خلال السنوات المقبلة".

أخبار ذات علاقة

بعد استدعاء سفيرها.. روسيا ترد على اتهامات التدخل بالانتخابات السلوفاكية‎

 

وأضافت الشبكة أن التهديد جدي للغاية؛ نظرا لانتشار طرق التزييف العميق والمكالمات الآلية التي يعتمدها الذكاء الاصطناعي والطريقة التي يجري بها استغلال هذه التكنولوجيا في القضايا السياسية.

وأوضح المسؤول، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تمثل تحديا لوكالات إنفاذ القانون، ليس فقط لأنها تساعد الأشخاص الذين يتطلعون لإحداث الأذى، ولكن أيضا لأنها تمنح الحكومات الأجنبية قدرة أكبر على التدخل في الانتخابات.

وقدر تقرير حديث لمجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة أن روسيا حاولت، في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، تشويه سمعة الحزب الديمقراطي، بهدف إضعاف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وتقويض الثقة بالانتخابات.

وقال التقرير كذلك، إن الصين سعت للتأثير في عدد قليل من السباقات الانتخابية التي تضم مرشحين من كلا الحزبين السياسيين الرئيسين، مع التركيز على أولئك الذين لديهم آراء مناهضة للصين.

وأضاف أن إيران نفذت عمليات سرية تهدف إلى استغلال الانقسامات الاجتماعية داخل الولايات المتحدة.

وتعمل الصين على وجه الخصوص على توسيع نفوذها من خلال إنشاء حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي "لترويج الروايات وزرع الانقسام"، وفقا لصحيفة "بوليتيكو".

وأشار مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في تقييمه السنوي للتهديدات الصادر في فبراير الماضي إلى أن جهود الحكومة الصينية تستند إلى "الرغبة في تهميش منتقدي الصين وتضخيم الانقسامات المجتمعية الأمريكية". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC