الجيش الإيراني: وصلنا مرحلة الردع العسكري المؤثر ولن نتردد في مواجهة الأطماع والتهديدات
في مدينة هنتنغتون بيتش الساحلية جنوبي كاليفورنيا، يفرض تيار "اجعل أمريكا عظيمة مجددًا" (MAGA) هيمنته على المشهد السياسي المحلي، إذ يسيطر الجمهوريون بالكامل على المجلس البلدي.
ووفقا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، في العامين الماضيين تحولت هذه المدينة المعروفة برياضة ركوب الأمواج إلى ساحة تجارب للأفكار والسياسات المحافظة التي تتجاوز القضايا المحلية، وتمتد إلى الجدل السياسي الوطني.
وبالنسبة للبعض، تمثّل هذه التحوّلات مصدر قلق، إذ يرى بعض السكان أن المدينة أصبحت نموذجًا مبكرًا لما قد يشهده باقي البلاد مستقبلاً.
"السبعة الرائعون"
أوضح التقرير أنه منذ الانتخابات التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ظهر المجلس البلدي المكوَّن من سبعة أعضاء جمهوريين، فقد خاضوا معركة انتخابية شرسة أدت إلى إحراز نتيجة 7–0 على خصومهم الديمقراطيين، لافتا إلى أن حملتهم حملت شعارات تتضمن تنظيف الأماكن العامة، وإعادة تطبيق سياسات صارمة لمكافحة الجريمة، وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، مما دفع بأن تُعرَف هذه الدفعة الجديدة من المسؤولين بلقب "الماغا-نيفيسنت 7"، تيمناً بالفيلم الكلاسيكي "السبعة الرائعون".
نشاط اليمين
يعود تاريخ هنتنغتون بيتش إلى جذور محافظة عريقة؛ إذ تُعد هذه المدينة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف نسمة وتقع على بعد 65 كيلومتراً جنوب لوس أنجلوس، واحدة من المعاقل التي لطالما اتجهت نحو التيار اليميني.
وفي العقود السابقة، شهدت المدينة موجات من النشاط اليميني المتطرف، لا سيما في الستينيات مع نشاط جمعية جون بيرش، وفي التسعينيات مع تجمعات جماعات متطرفة.
تحوّل في الخطاب السياسي
وشدد التقرير على أنه رغم الإجراءات التي اتُخذت آنذاك لتعزيز قيم التسامح بعد حوادث عنصرية مؤلمة، فإن الأخيرة من سياسات المجلس تشير إلى تحوّل واضح في الخطاب السياسي المحلي.
وأردف التقرير أنه في أول اجتماعات المجلس الجديد، قام العمدة بات برنز، الذي ينحدر من خلفية إنفاذ القانون، بعرض تمثال نصفي للرئيس دونالد ترامب في قاعة الاجتماع، مما أرسل رسالة واضحة بأن السياسات الوطنية ستنعكس في إدارة شؤون المدينة.
وأشار إلى أن المسؤولين ارتدوا قبعات حمراء تحمل شعار "اجعل هنتنغتون بيتش عظيمة مرة أخرى"، في حين شرعوا في سن سلسلة من القرارات التي شملت إلغاء فرض اللقاحات، وتطبيق شرط إبراز بطاقة الهوية للتصويت، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع سلطات الهجرة لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين.
تسييس المؤسسات
ولم تقتصر التحولات على السياسات الأمنية والصحية فقط، بل امتدت لتشمل المشهد الثقافي والاجتماعي، إذ أثارت خطوة تركيب لوحة تذكارية للاحتفال بالذكرى الـ50 للمكتبة البلدية جدلاً واسعاً؛ فقد نُقش على اللوحة أربع صفات (سحرية، فاتنة، محفزة، جريئة) تشكل أحرفها الأولى كلمة MAGA، مما اعتبره البعض تسييسا لمؤسسة عامة تُعنى بالتعليم والثقافة.
بدورهم، يرى منتقدو هذه الإجراءات أن السياسات الجديدة لا تمثل سوى تطبيق لسيناريو سياسي وطني قد يُحدث انقساماً أعمق داخل المجتمع المحلي، بينما يؤكد المؤيدون أن هذه الخطوات تهدف إلى استعادة القيم الأصيلة التي طالما ميّزت المدينة.
ومع استمرار النقاشات المحتدمة في جلسات المجلس التي تشهد حضوراً جماهيرياً متزايداً وتصاعداً في التوتر، يظل مستقبل هنتنغتون بيتش مرتبطاً بمدى تأثير هذا التجريب السياسي في باقي الولايات، لا سيما مع بقاء أعضاء المجلس في مناصبهم حتى عام 2026.