الجيش الأوكراني: روسيا أطلقت 96 مسيرة و3 صواريخ خلال الليل
كشف تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الإخبارية عن أن دفاعات أوروبا معرضة للانهيار خلال أسابيع في ظل غياب الدعم الأمريكي.
وأضاف أنه إذا تعرضت أوروبا لهجوم، فقد تنفد مخزونات الذخيرة لديها خلال أيام، وقد تستغرق عملية إعادة التسليح سنوات.
وسارعت بولندا، التي استشعرت الخطر فور فوز الرئيس ترامب في الانتخابات، إلى تنفيذ خط دفاعي من الأسوار والحواجز الخرسانية والخنادق المضادة للدبابات بطول 800 كم وبكلفة 2.5 مليار دولار؛ لتأمين نفسها والقارة الأوروبية من أي "عدوان" روسي قادم.
لكن بسبب نقص القوات والدفاعات الجوية والذخيرة، فإن دفاعات الخطوط الأمامية للقارة مجهزة فقط لصد غزو من روسيا لأسابيع في أفضل الأحوال بدون الولايات المتحدة، وفقا لمسؤولي الدفاع، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات حساسة.
وحتى إذا كان الانسحاب الأمريكي الكامل من الناتو يُنظر إليه على أنه بعيد للغاية، فإن الوجود الأمريكي المخفض سيكون له تأثير أيضا.
وبحسب التقرير، تعتمد أوروبا، في إطار حلف شمال الأطلسي، على الولايات المتحدة في الاتصالات والاستخبارات والخدمات اللوجستية، فضلاً عن القيادة العسكرية الاستراتيجية والقوة النارية.
وعلى الرغم من أن أوروبا ضافرت جهودها أخيراً لتعزيز دفاعاتها؛ حيث يُخطط الاتحاد الأوروبي لتمديد 160 مليار دولار في شكل قروض، والسماح للدول الأعضاء بإنفاق 650 مليار يورو إضافية على الدفاع.
وتخطط المملكة المتحدة لتحويل مساعدات التنمية إلى جيشها، وتعتزم ألمانيا كسر التقاليد من خلال تخفيف القيود الدستورية على الاقتراض لإعادة التسلح، لكن بعد سنوات من نقص الاستثمار وعقود من الاعتماد على الولايات المتحدة، هناك حاجة إلى أكثر من المال لدعم أمن أوروبا.
ويقول مسؤولو الدفاع المطلعون، إن استبدال مجموعة الدعم التي تقدمها الولايات المتحدة، من الخدمات اللوجستية والاستخبارات إلى أنظمة الأسلحة، قد يستغرق أكثر من خمس سنوات.
وأشار التقرير إلى أنه رغم انقضاء ثلاث سنوات على الحرب في أوروبا، لا تزال القارة تفتقر إلى الأساسيات مثل القدرة الإنتاجية الكافية للبارود، ما يعني أن الاستعداد ينطوي بشكل أساسي على الشراء من الولايات المتحدة.
فعلى سبيل المثال عند الحديث عن دولة المواجهة الأولى بولندا، التي لديها أعلى معدل إنفاق دفاعي في أوروبا، وهي من بين أكبر المشترين للمعدات العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث بلغت قيمة الطلبات 60 مليار دولار، بما في ذلك مروحيات أباتشي ودبابات أبرامز وطائرات مقاتلة من طراز إف-35؛ بعضها من المقرر ألا يتم تسليمه حتى العقد المقبل.
إلا أنها لا تزال غير قادرة عن تأمين أكثر من 100 ألف من الأفراد المقاتلين والفنيين القادرين على الانخراط في حرب حديثة عالية التقنية.
ومن جانب ألمانيا، الدولة الأكثر سكاناً وأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، فقد كان لديها ما يزيد قليلاً عن 181 ألف جندي في نهاية عام 2024، وهو انخفاض طفيف عن العام السابق في وقت حيث هناك حاجة إلى زيادات.
وفي حين تكثفت عمليات التجنيد، لم يكن ذلك كافياً للتعويض عن الجنود الذين يغادرون الخدمة أو يتقاعدون.
وتبقى الضغوط في ازدياد على المملكة المتحدة وفرنسا، رغم أنهما ليستا بأحسن حال حالياً لتوفير الردع النووي لباقي دول القارة في حال انسحبت أمريكا.
ولفت التقرير إلى أن أوروبا سوف تكافح من أجل إدارة عملية دفاعية بمفردها؛ فالولايات المتحدة تشغل 17 طائرة تجسس متطورة، مزودة بمعدات لكشف الراديو والرادار والاتصالات المعادية، في حين لا تمتلك المملكة المتحدة سوى ثلاث طائرات.
ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لا تشغل الدول الأوروبية الأخرى حاليا سوى طائرات استطلاع أصغر حجما بمحركين. وقد طلبت ألمانيا ثلاث طائرات مراقبة جديدة من شركة بومباردييه الكندية، لكنها لن تكون في الجو حتى عام 2028.
واختتم التقرير مُشيراً إلى أن ضعف الأمن في أوروبا كان في طور التكوين على مدى عقود من الزمان؛ فبعد سقوط الستار الحديدي وتوسع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق في تسعينيات القرن العشرين، اغتنمت معظم البلدان الفرصة لخفض الميزانيات العسكرية.
وعلى مدى الثلاثين عاماً الماضية، قلصت الدول الأعضاء الأساسية في حلف شمال الأطلسي الأوروبي عدد القوات النشطة بنحو 50%. وبالإضافة إلى الأفراد الجاهزين للقتال، يمتد النقص إلى مجموعة كبيرة من كبار الضباط والمخططين والاستراتيجيين.
ووفقاً لبيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في القارة، المنتشرة في أكثر من عشرين دولة من اليونان إلى أيسلندا، لديها حوالي 1.5 مليون فرد عسكري نشط؛ وبالمقارنة، فإن أوكرانيا وحدها لديها 730 ألفاً.