logo
العالم

بعد خسارة كييف مواقع مهمة.. كوراخوفسكي "كلمة السر" لدخول دونيتسك

بعد خسارة كييف مواقع مهمة.. كوراخوفسكي "كلمة السر" لدخول دونيتسك
القوات الروسية في أوكرانياالمصدر: رويترز
17 أكتوبر 2024، 8:08 ص

يشهد محور كوراخوفسكي في جمهورية دونيتسك؛ أكبر المدن الأوكرانية، اشتباكات عنيفة لليوم الرابع على التوالي؛ إذ يسعى "الدب الروسي" لإحراز تقدم ميداني نحو المركز اللوجستي للمقاطعة الأوكرانية، ما قد يفتح الطريق أمامها للتوغل في العمق الأوكراني، بحسب خبراء.

وبالتزامن، أعلن دينيس بوشيلين رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية"، أن القوات الروسية نجحت في تحرير أكثر من ثلثي أراضي مدينة دزيرجينسك»بالجمهورية، وأن القوات تتقدم وتطرد القوات المسلحة الأوكرانية منها.

أخبار ذات علاقة

روسيا تؤكد سيطرتها على ثلثي أراضي "دزيرجينسك" في دونيتسك

 

وعن تداعيات الاشتباكات العنيفة وخسارة القوات الأوكرانية مواقعها داخل أراضيها، أكد الخبراء لـ«إرم نيوز»، أن دونيتسك تعد إحدى أهم الإستراتيجيات للكرملين في الوقت الحالي، وتسعى موسكو للسيطرة عليها، والتي قد تفتح الطريق أمام القوات الروسية للتوغل في العمق الأوكراني.

وأشار خبراء، إلى أن سقوط القوات الأوكرانية في هذه المنطقة سيكون ضربة كبيرة لكل الجبهات وسيصاحبها انهيار كبير للجيش الأوكراني؛ ما يؤدي إلى المزيد من الأزمات الداخلية والانقسامات التي قد تحدث داخل الجيش.

إستراتيجية روسية

وفي هذا الصدد، قال ديميتري بريجع مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن "تكثيف الجيش الروسي ضرباته على محور كوراخوفسكي في دونيتسك يرجع لأهميتها الإستراتيجية ومحاولة الجيش الروسي السيطرة عليها؛ لأنها في الأساس جمهورية منفصلة عن أوكرانيا يسيطر عليها المتمردون وتقع في حوض دونباس بشرق أوكرانيا".

وأكد أن "السيطرة على جمهورية دونيتسك تعد إحدى أهم الإستراتيجيات للكرملين في الوقت الحالي، ولها أهمية كبرى من الناحية السياسية والعسكرية والمعنوية أيضاً للجنود الروس، خاصة وأنها منطقة غنية بالموارد الاقتصادية وعلى رأسها المعادن والفحم وقد تفتح الطريق أمام القوات الروسية للتوغل في العمق الأوكراني".

 وأوضح بريجع أن "بوتين مهتم بشكل كبير بتحرير جمهورية دونيتسك من المتمردين والسيطرة عليها تمامًا"، لافتًا إلى أن "غالبية سكان تلك المدينة يتحدثون اللغة الروسية وهي متاخمة للحدود الروسية ومن ثم فإن السيطرة عليها يعد بمنزلة مفتاح كبير للتقدم الروسي في الشرق الأوكراني".

سيناريوهات الأزمة 

وفيما يتعلق بالسيناريوهات المستقبلية في دونيتسك، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، إن "المعركة الآن في صالح روسيا خاصة بعد التقدم الروسي والنجاحات المتتالية على الجبهات المختلفة خاصة بعد سقوط مدن إستراتيجية مهمة كان آخرها أوغليدار وتوريتسك".

ومن جانبه، قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات الروسية، إن "القوات الروسية تحاول تطويق وإحكام قبضتها عبر إحكام السيطرة على محور كوراخوفسكي التي تقع شمال نهر فولتشيا وبحيرة كوراخفسكويه وبلدة كواراخفا".

وأوضح ملحم لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش الروسي يتقدم في 3 مناطق مهمة داخل محور «كوراخوفسكي»، من الشرق عبر بلدة جيلانوي، وفي الغرب من خلال «جورنياك » الذي يتجه ناحية كوراخفكا، وأيضًا بمنطقة «سوكورينو»، ومن خلال هذا التقدم يسعى الرووس للزحف نحو كوراخفقا".

وتابع ملحم: "لو تخيلنا المشهد حيث تتقدم القوات الروسية من الشمال عبر هذه المناطق الثلاث، فهناك توقع كبير بتمكن الروس من السيطرة على كامل القوات الأوكرانية الموجودة في هذه المنطقة إلى الشرق من كوراخوفسكي في دونيتسك وبالتالي يسهل إيقاع جميع القوات الأوكرانية بين قتيل وجريح، مشيرًا إلى صعوبة الاشتباك والمواجهة مع القوات الروسية القادمة من الشمال لوجود الحاجز الطبيعي وهو نهر فولشيا وبحيرة كوراخفسكي".

بوابة دنيبروبتروفسك

وأرجع الدكتور آصف ملحم أهمية التقدم الروسي في هذه المنطقة، إلى وجود طريق إستراتيجي مهم جدًّا يمتد من استروفيسكي باتجاه سيكورينو المؤدي إلى باكروسك التي تعد منطقة ذات أهمية إستراتيجية حيث تعتبر البوابة الرئيسة لمقاطعة دنيبروبتروفسك.

وأكد ملحم أن "هذه المنطقة يتواجد فيها أكبر عدد من مناجم فحم الكو الأساسي في عمليات التعدين غير أن  فقدان تلك المنطقة خسارة اقتصادية كبيرة لأوكرانيا، كما يوجد فيها احتياطي كبير لمعدن الليثيوم المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ويتزايد الطلب العالمي على هذا المعدن لدرجة أن إيلون ماسك رجل الاعمال الشهير كان يريد الاستثمار في تلك المنطقة".

وأضاف ملحم أنه "يوجد أيضًا احتياطي آخر  لمعدن التنتاليوم ومعدن النيبيوم ومعدن البيريليوم ومعدن الكوارتز وهي بالغو الأهمية في الصناعات التعدينية".

وأشار إلى أن "منجم باكروسك يقدر الاحتياطي السنوي فيه بـ 200 مليون طن من فحم الكوك"، لافتًا إلى انه "في حال السيطرة الروسية على هذا المنجم سيتم حرمان أوكرانيا من نحو 4 إلي 5 ملايين طن من فحم الكوك؛ ما سيضطرها لاستيراد تلك الكميات من الخارج".

وأشار ملحم، إلى إن "أوكرانيا تحتل المرتبة الـ16 عالميًّا بين 40 دوله في العالم تملك مصانع لإنتاج الحديد الزهر والصلب الذي يدخل في صناعته فحم الكوك بشكل أساس".

أما من الناحية الجيو سياسية فإن "سقوط القوات الأوكرانية في هذه المنطقة، سيكون ضربة كبيرة لكل الجبهات ولذلك فإن القوات الأوكرانية تحشد نفسها بشكل كبير، فإذا انهارت هذه المنطقة سيصاحبها انهيار كبير للجيش الأوكراني؛ ما سيؤثر في الداخل الأوكراني، خاصة مع  وجود حالة من الاحتقان داخل أوكرانيا لدى الشباب الذين يمتنعون عن التطوع في صفوف الجيش بسبب الخسارات المتزايدة التي يعانيها على الجبهة".

أخبار ذات علاقة

القوات الروسية توسع سيطرتها في دونيتسك

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC