حزب الله يؤكد أنه "لا يمكن أن يقبل" بأن تواصل اسرائيل هجماتها على لبنان

logo
العالم

مبادرة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا.. الدبلوماسية مقابل "قعقعة" السلاح

مبادرة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا.. الدبلوماسية مقابل "قعقعة" السلاح
الحرب الروسية الأوكرانية المصدر: متداولة
17 يناير 2025، 5:02 م

في الوقت الذي يقترب فيه موعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، يترقب الروس والأوكرانيون الخطوات الأمريكية لإنهاء حالة الصراع بين موسكو وكييف، والتي اقتربت من دخول عامها الرابع.

وفي يونيو/حزيران الماضي، طرح فريق ترامب مبادرة للسلام بين موسكو وكييف، تتمثل في بدء المفاوضات مع روسيا، وعلى إثرها، تلقى الرئيس المنتخب اقتراحًا من مستشارين مؤثرين لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، عن طريق إقناع الطرفين المتنازعين بالموافقة على وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

أخبار ذات علاقة

"بلومبيرغ": فريق ترامب يجهز عقوبات نفطية على روسيا وإيران

 مبادرات ترامب للسلام

ومع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أعلنت روسيا استعدادها لدراسة مبادرات ترامب للسلام بشأن أوكرانيا فور توليه منصبه الجديد، وذلك في تصريحات جاءت على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

وعن استعداد روسيا لدراسة مبادرة ترامب للسلام، أكد خبراء سياسيون أن موسكو تلقت مبادرة ترامب بالترحيب، وخاصة أنه قادر على تحقيق مهمته بتحقيق السلام في القارة الأوروبية.

ويأتي ذلك خوفًا من اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب تزايد الدعم الأوروبي لكييف، والذي يعقبه تهديدات روسية كبيرة تلقي بظلالها على القارة.

وأشار الخبراء إلى أنه على الرغم من أن روسيا أعلنت موقفها وموافقتها المبدئية للتفاوض مع كييف برعاية أمريكية، إلا أن هذا لا يعني أنها ستتفاوض حول شبه جزيرة القرم، خاصة أنها تعتبرها روسية، بالإضافة إلى المقاطعات الأربع التي أوشكت روسيا على ضمها بشكل رسمي.

لقاء مرتقب

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، الدكتور نزار بوش، إن روسيا تلقت إعلان الرئيس الأمريكي رغبته في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بصدر رحب، ولا شك أن موسكو على استعداد لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

وأكد بوش في تصريحات، لـ"إرم نيوز"، أن هناك لقاء مرتقبًا بين الزعيمين الروسي والأمريكي بعد تنصيب الأخير في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، وأن هذا اللقاء المحتمل سوف يُسفر عن نتائج إيجابية للتهدئة، وبعدها سيتم مناقشة الانتقال إلى وقف إطلاق النار.

وأوضح أن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية أطلق تصريحات قاسية، عندما قال إنه ربما لن تكون أوكرانيا دولة بعد السلام المرتقب، وأن هذا يعني أن موسكو لن تتوقف عن تحرير الدونباس ولن تتراجع عن الأراضي التي ضمتها في المقاطعات الأربع في شرق أوكرانيا.

e88c7c75-bc0d-4177-813e-3de687d8dd08

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن روسيا لن تناقش بأي حال من الأحوال التفاوض على شبه جزيرة القرم، التي تعتبرها روسيا أرضًا روسية خالصة.

وأكد أن اللقاء بين ترامب وبوتين سوف يقطع الطريق على الكثير من الدول الأوروبية التي لا تزال تزود أوكرانيا بالمال والسلاح، وعلى وجه التحديد ألمانيا وبريطانيا ودول أخرى.

وبيَّن بوش أن أوروبا لا تزال تحت الهيمنة الأمريكية، وإذا ذهبت أمريكا للتفاوض مع بوتين فإن الدور الأوروبي سوف يتلاشى، رغم أن هذه الحرب تدور في فلك الأراضي الأوروبية.

وعن السيناريوهات المتوقعة حول المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة، قال بوش إن كل طرف من طرفي الصراع سوف يُطالب بالحد الأقصى من المطالب، ولكن هذا لا يعني أن كل طرف سوف يلبي كل هذه المطالب.

وبالنسبة للموقف الروسي، فإن روسيا لن تتراجع عن الأراضي التي ضمتها. كما ستطالب بأن تكون الأراضي المتبقية من أوكرانيا منزوعة السلاح، وألا تصنع أو تمتلك أسلحة نووية، إضافة إلى إنهاء عمل الفصائل التي تعتبرها روسيا "نازية".

وتابع: "ربما توافق الولايات المتحدة على بعض هذه المطالب لإنهاء الحرب؛ لأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، وروسيا تواصل التقدم ولا يمكنها العودة إلى الخلف، في حين أن أوكرانيا لا تستطيع التقدم إلى الأمام. وبالتالي، قد يقف الطرفان عند هذه الحدود التي فرضتها الحرب على جبهات القتال".

وأشار بوش إلى أن هناك سيناريو آخر، لكن إمكانية تنفيذه ضعيفة، وهو تقسيم أوكرانيا، بحيث ينضم الجزء الغربي منها إلى رومانيا وبولندا، وما تبقى من أوكرانيا يصبح دولة صغيرة وضعيفة تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية.

الموقف الأوروبي والأمريكي

 

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، الدكتور توفيق حميد، إن إعلان روسيا استعدادها لدراسة مبادرة ترامب للسلام يعكس وجود حالة من التراضي بين الطرفين الروسي والأمريكي بشأن تسوية الأزمة في أوكرانيا.

وأكد حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن روسيا وأمريكا تبعثان برسالة للاتحاد الأوروبي بأن موسكو وواشنطن لديهما رغبة حقيقية في إنهاء الصراع في أوكرانيا.

وأضاف أنه من المستحيل في الوقت نفسه أن يقف الاتحاد الأوروبي ضد الإرادة الروسية والأمريكية، وهذا يعني أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي سوف يرضخ لسياسة الأمر الواقع والاتفاقيات والصفقات التي سوف تتم بين موسكو وواشنطن.

أخبار ذات علاقة

موسكو تثير مخاوف أوروبا.. ما دلالات الاتفاقية الشاملة بين روسيا وإيران؟

وأشار المحلل السياسي إلى أن أوكرانيا سوف تُجبر على وقف الحرب من خلال سحب الغطاء المالي والعسكري الأمريكي لها، أو من خلال زيادة التصعيد الروسي العسكري ضد كييف حتى ترضخ لاتفاقات بوتين وترامب، حسب تعبيره.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي لديه مشاكل اقتصادية هائلة ولن يستطيع إعاقة عملية السلام.

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب بكل مكوناتها ترفع شعار "أمريكا أولًا".

وخلص حميد إلى أن إعلان روسيا استعدادها لمبادرة السلام الأمريكية من قبل إدارة ترامب هو بداية حقيقية لإقرار السلام وإنهاء الحرب الأوكرانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات