وزير الخارجية التركي: رفع العقوبات بشكل كامل عن سوريا أمر ضروري

logo
العالم

"لوموند": باريس "قلعة مقاومة" ضد اليمين المتطرف

"لوموند": باريس "قلعة مقاومة" ضد اليمين المتطرف
مرشح حزب التجمع الوطني لانتخابات بلدية باريس لعام 2026 تي...المصدر: رويترز
20 فبراير 2025، 3:17 م

تستمر باريس في تأكيد مكانتها كـ"قلعة مقاومة" ضد اليمين المتطرف، حيث يواجه التجمع الوطني (RN)، المعروف سابقًا باسم الجبهة الوطنية، تحديات كبيرة في محاولته لتوسيع نفوذه في العاصمة الفرنسية وضواحيها القريبة، وفق صحيفة "لوموند".

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه رغم نجاح حزب التجمع الوطني المتزايد في الانتخابات على الصعيد الوطني، إلا أن الحزب لا يزال يجد صعوبة في كسب دعم الناخبين في باريس، التي تعد مركزًا للثقافة والتنوع.

وأعرب كريستوف فيرسيني، المندوب الإقليمي للحزب الوطني في منطقة أوت-دو-سين، بعد الانتخابات الأوروبية الأخيرة، التي حقق فيها التجمع الوطني (RN) نجاحًا تاريخيًّا بحصوله على 31.37% من الأصوات على مستوى البلاد، عن خيبة أمله من الأداء الضعيف للحزب في العاصمة. 

وأضاف فيرسيني أنه رغم تمكن الحزب من الحصول على المركز الأول في بلدية بلسي-روبنسون، إلا أن هذه النتيجة تعتبر استثناءً مقارنة بالنجاحات التي حققها في 93% من البلديات الفرنسية.

أخبار ذات علاقة

ملف الهجرة يطفو مجددًا.. هل تتبنى فرنسا سياسة اليمين المتطرف؟

وعانى حزب التجمع الوطني (RN) على مدار عقود من ضعف الأداء في منطقة إيل-دو-فرانس، حيث كانت نتائجه متواضعة، ولم يبذل الحزب جهودًا كبيرة لبناء قاعدة دعم قوية في هذه المنطقة الحيوية. 

وشددت الصحيفة على أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، تبرز الحاجة الملحة لجذب الناخبين في العاصمة وضواحيها، التي تضم أكثر من 12 مليون نسمة.

ويؤكد عضو مجلس الشيوخ من سين-ومارن، أيمن دورو، أن النجاح في الانتخابات الرئاسية المقبلة يعتمد بشكل كبير على كسب دعم سكان إيل-دو-فرانس، وهو هدف يبدو بعيد المنال.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة تشير إلى أن الحزب لا يزال يكافح لجذب الناخبين في الأحياء الحضرية، موضحة أنه رغم تقدم الحزب في منطقة إيل دو فرانس، حيث حصل على 18.7% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، إلا أن أداءه في باريس كان ضعيفًا. 

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، لم يتمكن الحزب من التأهل إلى الجولة الثانية في معظم الدوائر، مع تقديم مرشح واحد فقط في العاصمة، الذي هُزم بشكل ساحق أمام منافس ماكروني.

فجوة بين الناخبين

وتشير بعض التحليلات إلى أن الفجوة بين الناخبين في باريس وسكان المناطق الريفية، قد تحول بين حزب التجمع الوطني (RN) وبناء قاعدة دعم قوية.

ويجادل مرشح الحزب الوطني لانتخابات بلدية باريس لعام 2026، تييري مارياني، بأن الناخبين في العاصمة غير مدركين تمامًا للمشكلات التي تواجهها الطبقات الاجتماعية الأكثر ضعفًا في أجزاء أخرى من البلاد.

وقالت الصحيفة إنه في مواجهة هذه التحديات، يسعى الحزب إلى التركيز على المناطق الريفية في إيل دو فرانس، حيث حقق بعض النجاح مؤخرًا، وتمكن من تأمين أربعة نواب وسيناتور في الانتخابات الأخيرة من المناطق التي تشعر بالإهمال.

وفي هذه المناطق، يعتبر الحزب صوتًا للأشخاص الذين يشعرون بالانفصال عن العاصمة والأنظمة السياسية القائمة.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو تعزيز الوجود المحلي في المدن الكبرى، فبعد الانتخابات البلدية لعام 2020، فقد الحزب بلديته الوحيدة في المنطقة، مما أدى إلى انخفاض كبير في عدد مستشاريه.

أخبار ذات علاقة

لوموند: "التجمع الوطني" خسر موقعه كأكبر معارض للحكومة الفرنسية

استراتيجية "الاندماج"

ولفتت الصحيفة إلى أنه مع اقتراب انتخابات 2026، يتبنى الحزب استراتيجية "الاندماج" في المجالس المحلية، حيث يسعى إلى تشكيل قوائم دون التركيز على هويته السياسية، بهدف توسيع نفوذه تدريجيًّا.

وخلصت الصحيفة إلى القول: "بينما تبقى باريس ساحة معركة حاسمة لـحزب التجمع الوطني، فإن نجاح الحزب في المستقبل يعتمد على قدرته على التواصل مع الناخبين الحضريين وفهم احتياجاتهم، وسط التغيرات المستمرة في الساحة السياسية الفرنسية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات