logo
العالم

خبراء: الصين تسعى إلى "عسكرة" استثماراتها في أفريقيا

خبراء: الصين تسعى إلى "عسكرة" استثماراتها في أفريقيا
الرئيس الصيني شي جين بينج في جلسة سابقةالمصدر: رويترز
12 أغسطس 2024، 5:05 م

قال محللون إن الصين تسعى إلى "عسكرة استثماراتها" في أفريقيا، بشكل يحمي مصالحها من التأثر حال حصلت تغييرات سياسية، كما حدث في بعض دول القارة السمراء.

وحذّرت مراكز بحث ودوائر سياسية في أوروبا من مساعٍ صينية لترسيخ حضور أمني في أفريقيا، بعد تصاعد أعمال عنف تستهدف رعاياها العاملين في القارة السمراء.

وتأتي المخاوف الغربية نتيجة أنشطة شركات أمنية صينية خاصة في أفريقيا، لا سيما أن أول نشاط أمني وعسكري صيني في القارة يعود إلى العام 1989 عندما شارك أفراد من الأمن الصيني في احتفالات نظمتها ناميبيا بمناسبة استقلالها عن جنوب أفريقيا.

وفي العام 2017، أنشأت الصين أول قاعدة عسكرية لها في أفريقيا، تحديدا في جيبوتي، ومنذ ذلك الحين بدأت بكين إجراء مناورات عسكرية في جيبوتي، وفي الكاميرون والغابون وغانا ونيجيريا، في محاولات منها لتكريس حضور دائم في أفريقيا.

القوة الخشنة

ويقول المحلل السياسي قاسم كايتا، إن "الصين سبقت روسيا بالتدخل في أفريقيا؛ إذ لها قوات أمن خاصة في القارة تعمل على تأمين استثمارات ومصالح بكين في دول بعينها، وقد عمدت للقيام بذلك إثر هجمات استهدفت عمالاً لها في مناجم للذهب".

أخبار ذات علاقة

"دبلوماسية ناعمة وخشنة".. أوكرانيا تسلك طريق "الدب الروسي" في أفريقيا

 وبيّن، لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الواضح من هذا النشر هو حماية الاستثمارات الصينية، لكن يبدو أن بكين لها هدف مخفٍ هو عسكرة استثماراتها بشكل يحميها حتى في حال حصلت تغييرات سياسية أو ترتيبات من دون تنسيق معها، على غرار ما حصل في النيجر ومالي وبوركينافاسو".

ولفت إلى أنه "في كل هذه الدول لم تتأثر الصين بعكس فرنسا، وبالتالي فإن تفكير القيادة الصينية هو في تأمين المصالح قبل كل شيء".

وأوضح كايتا أن "هذا الحضور بدأ يخفت رغم تصاعد المخاطر؛ لأن الصين أيضا تدرك أن المبالغة في استعمال القوة الخشنة عوض القوة الناعمة التي تعتمد عليها سيرتد عليها تماما، كما حصل مع فرنسا في دول الساحل".

 نشاط متزايد

ومن جانبه، أكد الخبير العسكري عمرو ديالو، أن "الواقع يقول إن شركات الأمن الخاصة الغربية هي التي تتصدر التدخلات في أفريقيا، مثل شركة كاسي الأمريكية".

وبيّن، لـ"إرم نيوز"، أن "المخاوف الغربية التي ثارت أخيرا تبدو مشروعة؛ لأن نشاط الصين في تزايد وهو مرتبط بشكل كبير بالاستثمارات الصينية وبمبادرة الطريق والحزام".

أخبار ذات علاقة

من مالي إلى بوركينافاسو والسنغال.. ما دور أوكرانيا في توترات غرب أفريقيا؟

وأشار ديالو إلى أن "الشركات الصينية العاملة في أفريقيا كانت تعتمد على استراتيجيتين، إما تسليح عمال تابعين لها وتدريبهم للقيام بمهام الحراسة، أو التعاقد مع ميليشيات محلية".

وقال إن "هذه الخطط أثبتت فشلها مع تكرر الهجمات التي استهدفت عمالا ومواقع إنتاج صينية، لذلك تم اللجوء إلى شركات الأمن الخاصة".

وبين ديالو أن "هناك حوالي 7 شركات صينية خاصة تعمل الآن في أفريقيا، لكن إلى حد الآن نجاعة هذا الحضور لم تثبت بعد؛ إذ تستمر الهجمات بشكل متواصل على الصينيين".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC