وزير الدفاع الأمريكي سيقوم بأول زيارة رسمية إلى آسيا الأسبوع المقبل

logo
العالم

لماذا تعارض فرنسا اتفاقية "ميركوسور" رغم إجماع أوروبي شبه كامل؟

لماذا تعارض فرنسا اتفاقية "ميركوسور" رغم إجماع أوروبي شبه كامل؟
مزارعون فرنسيون يشعلون النيران احتجاجا على اتفاقية ""ميرك...المصدر: أ.ف.ب
21 نوفمبر 2024، 1:25 ص

سلّط خبراء تحدثوا لـ "إرم نيوز"، الضوء على أسباب معارضة فرنسا، لاتفاقية التجارة الحرة المقترحة بين الاتحاد الأوروبي والتكتل الاقتصادي لدول أمريكا الجنوبية "ميركوسور"، وعزوا الأسباب إلى الأضرار التي قد تلحق بالقطاع الزراعي والحيواني على وجه الخصوص، إضافة لعوامل أخرى.

فهذا الاتفاق، الذي تم التفاوض عليه بين المفوضية الأوروبية ودول الأرجنتين، البرازيل، أوروغواي، باراغواي، وبوليفيا، يواجه انتقادات لاذعة داخل فرنسا، لا سيما من القطاع الزراعي.

وتبدو  فرنسا واحدة من الدول القليلة في الاتحاد الأوروبي التي تتخذ موقفًا معارضًا صريحًا من اتفاقية التجارة الحرة المرتقبة مع دول ميركوسور (أمريكا الجنوبية). 

وحول ذلك، قالت الخبيرة إلفير فابري، الباحثة في معهد جاك ديلور المتخصصة في الشؤون الأوروبية لـ"إرم نيوز" إن "الموقف الفرنسي ضد اتفاق ميركوسور يعكس بشكل رئيسي التزام فرنسا بحماية قطاعها الزراعي، الذي يعتبر حجر الزاوية في الهوية الوطنية الفرنسية".

أخبار ذات علاقة

لماذا ترفض فرنسا اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع "ميركوسور"؟

 وأشارت إلى أنه يجب النظر في التوازن بين حماية المصالح الزراعية وتوسيع التعاون التجاري. فحينما يكون هناك تهديد حقيقي لمستقبل الزراعة الفرنسية بسبب المنافسة مع المنتجات القادمة من دول ميركوسور، هناك أيضًا مصلحة في فتح أسواق جديدة للصادرات الأوروبية بشكل عام. 

وشددت على عدم تجاهل الفوائد المحتملة التي قد يحققها القطاع الصناعي الفرنسي من هذا الاتفاق، مثل زيادة صادرات الدفاع والتكنولوجيا.

أخبار ذات علاقة

"الشيطان في التفاصيل".. فون دير لايين تعلق على اتفاق التجارة مع ميركوسور

 وفي نظرها، يجب أن يكون هناك مزيد من التوازن في النقاش داخل فرنسا، ليشمل جميع الفوائد الاقتصادية المحتملة، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

من جهته، قال ماريو كرباتا، الباحث في معهد الدراسات الفرنسية الألمانية لـ"إرم نيوز" إن "موقف فرنسا العكسي تجاه اتفاق "ميركوسور"، يعكس بشكل كبير اختلافًا في كيفية رؤية الدول الأوروبية لمثل هذه الاتفاقات التجارية". 

وأضاف "في حين تركز فرنسا بشكل أساسي على حماية قطاعها الزراعي، تتبنى دول أخرى مثل ألمانيا وإسبانيا، مواقف أكثر انفتاحًا نظرًا لفرص التجارة الواسعة التي يوفرها هذا الاتفاق". 

ورأى كرباتا، أن الاتفاق مع دول ميركوسور، يعد فرصة استراتيجية لتعزيز التبادل التجاري مع أمريكا اللاتينية، في وقت حرج بالنسبة للاقتصاد الأوروبي، الذي يعاني من تباطؤ اقتصادي.

ورغم تفهمه لمخاوف المزارعين الفرنسيين، إلا أنه يؤكد أن إعاقة الاتفاق من قبل فرنسا، قد تؤدي إلى زيادة العزلة داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل قلق العديد من الدول الأعضاء من غياب التقدم في هذا الملف الهام.

رفض فرنسي وسط عزلة أوروبية

وبينما تنظم المظاهرات والاعتصامات في جميع أنحاء فرنسا، للتعبير عن غضب المزارعين الرافضين للاتفاق، تحاول باريس حشد حلفاء أوروبيين لعرقلة المصادقة عليه.

ومع ذلك، تواجه فرنسا صعوبة في تشكيل أقلية مانعة داخل الاتحاد الأوروبي، إذ يتطلب ذلك تحالف أربع دول على الأقل تمثل 35% من سكان الاتحاد.

ومن أبرز المعارضين المحتملين، بولندا وإيطاليا، الذين أظهروا تردداً في دعم الموقف الفرنسي.

وبولندا، رغم تحفظاتها بشأن القطاع الزراعي، قد تضع مصالحها الصناعية أولاً.

وأما إيطاليا، فقد عبّر وزير زراعتها عن رفض الاتفاق، لكن هذا الموقف لا يعكس إجماعًا داخل الحكومة الإيطالية.

دعم قوي من ألمانيا وإسبانيا

في المقابل، تبرز دول كألمانيا وإسبانيا كداعم قوي للاتفاق، إذ ترى برلين في الاتفاق، فرصة لتعزيز اقتصادها المترنح عبر تنويع مصادر التوريد وفتح أسواق جديدة لقطاعها الصناعي. 

وبالنسبة لإسبانيا، فإن الاتفاق يُعد مكسبًا سياسيًا واقتصاديًا على حد سواء، على الرغم من مخاوف قطاعها الزراعي.

الأسباب وراء الموقف الفرنسي الصلب

الرفض الفرنسي ينبع من عوامل متداخلة، أبرزها الحساسيات المتعلقة بالقطاع الزراعي الذي يمثل جزءًا مهمًا من الهوية الوطنية الفرنسية.

يضاف إلى ذلك تعهدات سابقة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعدم المصادقة على أي اتفاقية لا تشمل "بنودًا مرآوية"، تكفل تكافؤ الشروط بين المزارعين الأوروبيين ونظرائهم في أمريكا الجنوبية.

انعكاسات الموقف الفرنسي

والموقف الفرنسي قد يعزل باريس داخل المشهد الأوروبي، إذ أبدت دول أخرى ضيقها مما تعتبره "عرقلة" فرنسية، لاتفاق يمهد لتعاون استراتيجي أوسع مع دول ميركوسور. 

وعلى الرغم من أن فرنسا لا تزال مفتوحة لإعادة صياغة النص، إلا أن الانتقادات الأوروبية المتزايدة، قد تؤدي إلى إضعاف نفوذها على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ومن بين الالتزامات الوطنية والتحديات الأوروبية، تبقى فرنسا في مواجهة معقدة، حيث تسعى لتحقيق توازن بين حماية مزارعيها ومواكبة الديناميكية التجارية الأوروبية.

ويذكر أن مزارعين فرنسيين نظموا قبل أيام، مظاهرات مناهضة لاتفاقية التجارة الحرة المقترحة بين الاتحاد الأوروبي والتكتل الاقتصادي لدول أمريكا الجنوبية "ميركوسور"، بدعوى أنها ستسبب مشكلات اقتصادية.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات