الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف المستشفى المعمداني في مدينة غزة ويطالب بإخلائه فورا
ذكر موقع "كونتر أتاك" الفرنسي أن البرجوازيين، الذين دعموا وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السلطة في عام 2017 عبر دعاية موحدة، يخططون للتخلي عنه.
وأشار إلى أنه منذ قرار حل "الجمعية الوطنية"، أصبحت الاضطرابات السياسية تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد، مما يثير غضب هذه الطبقة.
وأوضح الموقع أن التغير في التغطية الإعلامية خلال الأسابيع الأخيرة يعكس هذا التحول؛ فبينما كانت الانتقادات لماكرون محدودة، باتت الآن تتزايد بشكل ملحوظ.
وأضاف التقرير أن الأوليغارشية الإعلامية (حكم الأقلية) باتت تراهن الآن على اليمين المتطرف كخيار جديد، وربما لويس ساركوزي (نجل الرئيس السابق) سيكون الخيار المقبل.
تحولات الإعلام وأزمة الرأسمالية
وكدليل على هذا التغير، أشار الموقع إلى أن صحيفة "لو باريزيان" نشرت مقابلة مع جان لوك ميلينشون، دعا فيها إلى استقالة ماكرون.
كما نشرت صحيفة "لوموند" سلسلة مقالات كشفت عن تصريحات مثيرة للجدل لماكرون، بعضها وُصفت بالعنصرية والمسيئة، وبينما هذه التصريحات ليست جديدة، فإن توقيت الكشف عنها يثير التساؤلات.
وأكد الموقع أن الرأسمالية نظام متناقض بطبيعته، ينتج أزمات متكررة يعجز عن حلها بمفرده، فمنذ أزمة عام 1929، اضطرت الدول للتدخل لتنظيم الاقتصاد وتقنينه، وأبرز مثال حديث كان خلال أزمة كوفيد-19، حيث اضطرت الحكومات إلى التدخل لتنظيم العمل، ووضع قيود على التباطؤ الاقتصادي، والاستثمار للحفاظ على الأجور.
إدارة أزمة كوفيد وانعكاساتها
وأشار التقرير إلى أن إدارة أزمة كوفيد-19 تمت بفضل الأغلبية المطلقة التي تمتع بها ماكرون في الجمعية الوطنية آنذاك، أما الآن، وفي ظل غياب الأغلبية البرلمانية، يعتمد ماكرون على المادة 49.3 لإدارة حكومته، مما تسبب في اضطرابات سياسية كبيرة، خاصة بعد حله للجمعية الوطنية في يونيو/حزيران 2024، عقب خسارته الانتخابات الأوروبية لصالح اليمين المتطرف.
تغير مواقف البرجوازيين
ووفقاً للموقع، جاء قرار حل الجمعية الوطنية صادم حتى لأقرب حلفاء ماكرون، مثل الملياردير برنار أرنو، ويبدو أن البرجوازيين يغيرون استراتيجيتهم تدريجيًا، متخلين عن دعمهم لماكرون لصالح خيارات أكثر استقرارًا، مثل اليمين المتطرف، الذي أصبح برنامجه الاقتصادي أكثر قبولًا لديهم.
وأوضح الموقع أن اليمين المتطرف عمل خلال السنوات الماضية على تحسين صورته لدى البرجوازيين عبر تقليص برنامجه الاجتماعي، مع التركيز على القومية وكراهية الأجانب، ما جعله أكثر جاذبية لهذه الطبقة التي تسعى لاستعادة السيطرة على المؤسسات السياسية.
الدوافع الدولية
كما أن إعادة انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة زادت من تعقيد المشهد السياسي الدولي، فسياساته الحمائية تهدد الشركات الأوروبية، مما دفع البرجوازيين الفرنسيين إلى تسريع الإصلاحات الليبرالية لمواكبة هذه التحولات.
وأشار "كونتر أتاك" إلى أن سياسات ماكرون قوضت ثقة الشعب بالمؤسسات، وعمّقت الفجوة بين الطبقة السياسية والمواطنين، وكما قال الكاتب الروسي ميخائيل باكونين: "هل سبق أن قدمت طبقة مهيمنة تنازلات طواعية دون إجبارها بالقوة أو الخوف؟".
ورأى الموقع أن الحل للأزمة الحالية في فرنسا يكمن في إعادة السياسة إلى أيدي الشعب، وكسر هيمنة الطبقة البرجوازية على المؤسسات.