أمام "فيتو" المجر.. مخاوف أوكرانية من تبخر حلم ولوج الاتحاد الأوروبي و"الناتو"

أعرب مسؤولون أوكرانيون عن تخوفهم حيال تداعيات تصريحات أدلى بها رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، وتضمنت أن أوكرانيا لن تصبح أبدًا عضوا في الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ويعتقد مراقبون ومحللون أوكرانيون، أن هناك تعويل داخل كييف على تحرك الدول أعضاء "الناتو" لوقف خطط المجر وبعض الدول الأوروبية الأخرى لعرقلة محاولات انضمام أوكرانيا إلى "الناتو".

النفوذ الروسي الآسيوي

ويقول رئيس المركز الأوكراني للحوار الدكتور عماد أبو الرب، إن مخاوف حقيقية من تزايد مُعارضة الدول الأوروبية لانضمام كييف إلى "الناتو"، وآخرها تصريحات رئيس الوزراء المجري، خاصةً أن بلاده تسعى إلى إبعاد كييف عن التكتل الأوروبي بهدف تنفيذ مخططاتها وتقاربها مع روسيا والدول الآسيوية.

وأكد أن المجر ما زالت تهدد بالانسحاب من بند الدعم المالي والعسكري المقدم من "الناتو" لأوكرانيا، وتهدد بعدم المشاركة في أنشطة "الناتو" خارج أراضي الدول الأعضاء، وذلك في إشارة إلى عدم مشاركة المجر في غزو دول شمال الأطلسي المحتمل للأراضي الروسية.

وأضاف أبو الرب أن عدم انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبية يهدد السلام في القارة العجوز ليس فقط، وإنما في دول آسيا والتي يتنامى نفوذها مع روسيا، في ظل توتر العلاقات بينهم وبين الدول الأوروبية وعلى رأسها الولايات المتحدة المُهينة على "الناتو".

 وأشار إلى أن المخاوف من عدم انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو "الناتو" تتزايد في الوقت الراهن خوفًا من عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب مجددًا إلى البيض الأبيض، الذي يسعى إلى تسوية القضية وليس عودة الأراضي الأوكرانية، التي سيطرت عليها القوات الروسية.

وتعد المجر من بين الدول الأوروبية الداعمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعارضت بودابست اقتراح مفوضية الاتحاد الأوروبي الذي يقضي بإرسال الأرباح من الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى محاولات عرقلة إقرار المساعدة الأوروبية لكييف بقيمة 50 مليار يورو، من خلال استخدام حق النقض "الفيتو" على هذا القرار.

معارضة أوروبية

بدورها قالت أستاذة العلاقات الدولية الدكتورة نورهان الشيخ، إن المجر ليست الوحيدة التي تُعارض انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سابقًا أن الولايات المتحدة وألمانيا هما المعارضان الرئيسيان لانضمام كييف إلى التحالف الدفاعي، وأيضا ما أعلنه رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو مؤخرًا عن معارضه بلاده لانضمام أوكرانيا لـ"الناتو".

وأكدت أن هناك ما يمنع قانونيًا ودستوريًا من انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي أو "الناتو"، وهو ما جاء في وثيقة إعلان سيادة أوكرانيا عام 1990 وبعده قانون إعلان استقلال أوكرانيا، والذي نصت صراحةً على قيام أوكرانيا دولة محايدة لا تشارك في أي كتل عسكرية، كما أن التعديل الدستوري الذي طرأ على هذا القانون في 2019، لم يختلف عما جاء في إعلان الاستقلال.

 ونوهت الدكتورة الشيخ إلى أن أوكرانيا حتى الآن لم تحقق المعايير المطلوبة للانضمام إلى التكتل الأوروبي، وأبرزها إجراء الإصلاحات الدستورية والقانونية، وإن كانت نجحت في الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد إلا أن الحرب الروسية أعادتها إلى نقطة الصفر مجددًا، وهو ما يُصعب حلم الانضمام، خاصة أن "الناتو" لا يسمح باختراق معاييره حتى وإن كان انضمام كييف إلى الحلف يضم سلامة الأراضي الأوروبية من التهديدات الروسية.

حرب عالمية ثالثة

من جهته قال المحلل السياسي الدكتور رامي القليوبي، إن انضمام كييف إلى "الناتو" أول خطوة لبدء الحرب الشاملة بين الدول الغربية وموسكو، وهو ما حذرت منه المجر من مخاطر اندلاع الحرب العالمية الثالثة في أعقاب انضمام كييف إلى الحلف.

وبين أن ذلك السيناريو غير متوقع بسبب التحركات الروسية لتعزيز الصداقات والتحالفات مع الدول الأوروبية المعارضة لانضمام كييف وأيضا الدول الآسيوية.

وتطرق القليوبي إلى أن "هناك تهديدات من بعض الدول الأعضاء في الناتو للمجر بمقاطعة مفاوضاتها حول السلام بين روسيا وأوكرانيا"، على الرغم من أن بودابست تسعى جاهدةٍ في عقد قمة سلام بين موسكو وكييف خلال الأشهر المقبلة، لوقف الحرب بينهما، ومنع الحرب الباردة بين الدول الأوروبية وموسكو..