الجيش الإسرائيلي يقول إنه هاجم "مقر قيادة لحماس" في المستشفى المعمداني بغزة
أثار إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن صفقة بمليارات الدولارات لاستغلال معادن جمهورية الكونغو الديمقراطية تساؤلات حول ما إذا كان ذلك سينهي الحرب في البلاد التي اندلعت بعد هجوم شنته متمردو حركة "إم 23" قبل أشهر.
وقال المستشار الخاص للرئيس ترامب للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، الذي يزور العاصمة الكونغولية، كينشاسا، إن "الولايات المتحدة استعرضت بالفعل اقتراحاً من الحكومة الكونغولية يتضمن التعاون في مجال المعادن الحيوية، وهناك اتفاق مبدئي مع الرئيس فيليكس تشيسيكيدي بشأن مسار للمضي قدماً في هذا المجال".
وشدّد بولس في تصريحاته على أن "الشركات الأمريكية ستكون جزءاً من هذا المشروع الضخم"، مؤكداً أن "هذه الشركات ستعمل بشفافية، وستسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي".
ويأتي هذا التطور في وقت يسود فيه الترقب مآلات المحادثات التي ستنطلق في قطر بين متمردي حركة إم 23 والحكومة المركزية في كينشاسا، وذلك بعد أشهر من إطلاق المتمردين هجوماً واسعاً في شرق الكونغو الديمقراطية.
وعلق الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إبراهيم كوليبالي، على الأمر بالقول إن "هذا تطور لافت في مسار المحادثات بين الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن استغلال معادن البلاد الواقعة وسط أفريقيا، وهي معادن تكمن بالأساس في الكولتان".
وتابع كوليبالي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "تفاصيل الاتفاق لا تزال غامضة حتى الآن رغم تصريح مستشار ترامب، لكن الثابت أن الولايات المتحدة، وحكومة الكونغو الديمقراطية، تمضيان نحو اتفاق ستسعى واشنطن إلى استغلاله لتعزيز نفوذها في البلاد".
وشدد على أن "الكونغو الديمقراطية تزخر بثروات ضخمة، من بينها الكوبالت، حيث تحتل البلاد المرتبة الأولى دولياً في إنتاج هذا المعدن الثمين، وتحتوي على احتياطات ضخمة من الألماس والذهب، وغيرهما".
وتعاني جمهورية الكونغو الديمقراطية من مشكلات سياسية وأمنية تفاقمت إثر اندلاع الهجوم الذي شنته حركة إم 23 المتمردة، والتي سيطرت على قرى ومدن واسعة في شرق البلاد.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن "هناك معادلة صعبة تواجهها جمهورية الكونغو الديمقراطية الآن، وهي إما التفريط في معادنها مقابل تلقي دعم لصد متمردي إم 23 أو التشبث بتلك المعادن مقابل تلقي المزيد من الانتكاسات الميدانية".
وأضاف كايتا لـ "إرم نيوز" أن "المشكل يكمن في أن جيش الكونغو الديمقراطية ضعيف وهشّ، وغير قادر بمفرده على التصدي لهؤلاء المتمردين، خاصة أنهم يتلقون دعماً سخياً من دول مثل رواندا، وهو ما يصعب مهمة الحكومة المركزية في كينشاسا".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تقدم دعماً في شكل معدات عسكرية متطورة للجيش الكونغولي للتصدي لتمرد حركة إم 23، مستبعدا أن يكون هناك تدخل مباشر من واشنطن.