متحدث باسم وزارة الخارجية: ألمانيا تندد بالمستوطنات الإسرائيلية الجديدة
تثار مخاوف في الغرب قبل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، من وقف دعم واشنطن لكييف في حربها مع موسكو.
وتسعى القارة العجوز إلى تعزيز قدرات أوكرانيا العسكرية حاليًا، تحسبًا لتنفيذ خطة ترامب لتجميد الصراع، وهو ما يعد انتصارًا روسيًا، بحسب المراقبين.
وطوال الأيام الماضية، زودت إدارة البيت الأبيض برئاسة جو بايدن كييف بشحنة أسلحة قد تكون الأخيرة، عبر تقديم 5.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية والمالية إضافية لأوكرانيا، لتعزيز موقفها العسكري في مواجهة استمرار التقدم الروسي داخل الشرق والشمال الأوكراني بشكل ملحوظ الأيام الماضية.
وعلى الخط الأمريكي، تسعى المملكة المتحدة لتعزيز الموقف الأوكراني ميدانيًا، من خلال ضخ المساعدات العسكرية والمالية لكييف.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في زيارته إلى أوكرانيا حزمة جديدة بقيمة 225 مليون جنيه إسترليني من الدعم العسكري، مؤكدًا التزام بريطانيا بدعم أوكرانيا لأطول مدة ممكنة.
وعلى الرغم من موقف عدد من الدول الأوروبية المتشدد والداعم لكييف في صراعها مع موسكو، فإن ثمّة تبلورًا لملامح توجهات أوروبية نحو الانفتاح على روسيا.
هذا الشيء دفع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى التفكر والسعى لإقناع الرئيس الأمريكي باستمرار تزويد أوكرانيا بالسلاح، تمهيدًا لزيارته إلى العاصمة الأمريكية في نهاية يناير وبداية فبراير المقبل، بحسب مقال نشرته صحيفة «تايمز» الأمريكية.
ومع التناقض الأوروبي والمخاوف من فرض الواقع وهزيمة أوكرانيا، يبقى التساؤل الآن، هل ينجح رئيس الوزراء البريطاني في إقناع ترامب بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وما السيناريوهات الأمريكية المتوقعة تجاه دعم كييف؟
وقال د. نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، إن أوكرانيا تؤدي دورًا سلبيًا في الحرب وترغب في استمرارها، خاصةً أنها ذهبت للمفاوضات في إسطنبول في مارس 2022 ووقعت اتفاقية مع روسيا لوقف الحرب لإنهاء الصراع.
وأضاف بوش أنه "فور عودة وفدها إلى كييف، ولدى لقائه رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت، طالبهم بعدم الموافقة على هذه الاتفاقية، والرجوع فيها".
وأشار بوش في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إلى أن تصريحات ترامب، بوقف الحرب الروسية الأوكرانية لم تنل إعجاب أو رضا بريطانيا.
وأضاف: "كانت لندن هي أول من أرسلت ودعمت أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى "ستورم شادو" وسمحت لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي".
وأضاف أن بريطانيا تسعى الآن لإقناع دونالد ترامب بتزويد أوكرانيا بالسلاح، من أجل استنزاف روسيا اقتصاديا وهذا هدف بريطانيا من استمرار الحرب.
وأكد، أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن تزويد أوكرانيا بالسلاح حتى بعد تسلم ترامب السلطة في البلاد، وبريطانيا سوف تلعب دورا في تلك الضغوط.
وبين أستاذ العلوم السياسية أن ترامب سوف يستمر في تزويد أوكرانيا بالسلاح لكن قد يخفض عمليات الإمداد، وأن أمريكا وبريطانيا هدفهما استنزاف روسيا في هذه الحرب، وسوف تضغط بريطانيا في هذا الاتجاه لاستمرار الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.
ومن ناحية أخري، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن نجاح رئيس وزراء بريطانيا في إقناع ترامب بتزويد أوكرانيا بالسلاح أمر مفروغ منه، لأن ترامب حقيقة سوف يتمسك بتزويد أوكرانيا بالسلاح كورقة صغط سواء على أوكرانيا أو روسيا.
وأضاف رشوان أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن رصدت نحو 61 مليار دولار لكن حتى الآن لم تتسلم أوكرانيا كل هذه الأموال باستثناء جزء منها.
وأوضح، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "أوكرانيا لا تزال تحصل على الأسلحة وإن اختلفت نوعيتها وكمياتها، لكن ترامب من وجهة نظره لا بد من الضغط على الطرفين.
ولفت إلى أنه هدد روسيا أيضا بزيادة إنتاج الغاز، ما يمثل ضربة كبيرة للاقتصاد الروسي الذي يعتمد على تصدير الطاقة كثيرًا.
وتابع أن رئيس الوزراء البريطاني ستارمر لن يكون له دور في مسألة إقناع ترامب بتزويد أوكرانيا بالسلاح لأن ترامب يحتفظ بها كورقة لإجبار الطرفين الروسي والأوكراني للجلوس على مائدة المفاوضات.
وأشار إلى أن الجميع ينتظر قدوم ترامب للسلطة في 20 يناير وبعدها سوف نحكم على تلك المواقف، وهل فعلا ترامب جاد في إنهاء الحرب أم لا، وهل يصطدم بالدولة العميقة في أمريكا؟