وزير الخارجية الصيني: الوضع بساحة المعركة في أوكرانيا صعب

logo
العالم

حراك أوروبي متصاعد للبحث عن دور في "التسوية الأوكرانية"

حراك أوروبي متصاعد للبحث عن دور في "التسوية الأوكرانية"
قمة في كييف لـ"دعم أوكرانيا"المصدر: رويترز
26 فبراير 2025، 10:17 ص

ينهمك زعماء أوروبا في عقد اجتماعات ومؤتمرات حول الملف الروسي والحرب الأوكرانية، بحثًا عن دور ونفوذ في مواجهة مواقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

يأتي هذا التحرك ردًّا على المحاولات الأمريكية الروسية للانفراد بالقرارات الخاصة بعملية السلام المُزمع عقدها خلال الفترة المقبلة بشأن أوكرانيا برعاية واشنطن.

أخبار ذات علاقة

أوكرانيا تحول مجلس الأمن إلى "ساحة مواجهة" بين الحلفاء

 قبل أيام، وتحديدًا يوم الـ18 من فبراير الجاري، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة طارئة، شارك فيها زعماء ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوشتا والأمين العام للناتو مارك روته.

وانتهت القمة الفرنسية الطارئة دون الإعلان عن أي قرارات بشأن التحديات الأمنية التي تواجه أوروبا بعد تزايد النفوذ الأمريكي الروسي.

وفي اليوم التالي عُقد اجتماع آخر، انضم إليه قادة عدد من الدول الأوروبية الأخرى وكندا.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوشتا، أن الاتحاد الأوروبي سيعقد قمة طارئة حول تسوية النزاع في أوكرانيا والأمن الأوروبي يوم الـ6 من مارس/ آذار المقبل.

وأوضح كوشتا، أنه خلال مشاورات مع القادة الأوروبيين جرى تأكيد التمسك المشترك بحل هذه القضايا على مستوى الاتحاد، أي تعزيز الدفاع الأوروبي والمساهمة الحازمة في عملية السلام وأمن أوكرانيا الطويل الأمد.

ومع تزايد حالة الخوف الأوروبية، وصلت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى الأراضي الأوكرانية، وشددت على أن الاتحاد الأوروبي سيقدم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 3.5 مليار يورو في شهر مارس المقبل، والاستفادة من خطط الاتحاد الأوروبي لزيادة إنتاج الأسلحة.

وعبر موقعها الرسمي، نشرت المفوضية الأوروبية تصريحات لفون دير لايين، جاء فيها: "نحن في كييف اليوم، لأن أوكرانيا هي أوروبا، وليس مصير أوكرانيا فقط هو الذي على المحك وإنما مصير أوروبا أيضًا، لذا تظل أولويتنا الأولى تمكين مقاومة أوكرانيا حتى الآن".

وشدد الممثل الأعلى السابق للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على ضرورة قيام الدول الأوروبية بتحديد قدراتها على العمل، خاصة أن المشكلة تكمن في ما يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعله ليحل محل المساعدات الأمريكية.

حول ذلك، أكد خبراء أن ربط مصير دول أوروبا بأوكرانيا له دلالات عديدة أبرزها حالة الخوف التي لا تزال تعيشها دول الاتحاد الأوروبي، بعد عودة العلاقات الأمريكية الروسية وانفرادهما بتحديد مصير الأراضي الأوكرانية.

وأوضح الخبراء لـ"إرم نيوز" أن الدول الأوروبية الآن في وضعِ لا تُحسد عليه، وهي تحاول الحصول على بعض الامتيازات من الصراع الروسي الأوكراني، وهو ما ظهر وما زال من خلال تصريحات زعماء الدول الغربية، إلا أن واشنطن وموسكو لن تسمحا بذلك.

وقال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية بشأن أوكرانيا وربط مصير كييف بمصير أوروبا تعكس حالة الغضب الشديد داخل الاتحاد الأوروبي من تجاهل ترامب لإشراك أوكرانيا والأوروبيين في المفاوضات مع موسكو بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.

وأكد أن سياسة ترامب تعتمد على الضغط الإعلامي والتهديد المباشر، وأن أوروبا ليست ضعيفة، وإذا أرادت أن تُعارض فهي قادرة، وبالتالي فإن الموقف الأوروبي الآن هو من أجل التفاوض الروسي الأمريكي وهي طرف ثالث ولاعب مهم يجب أن يكون ضمن المعادلة.

وأوضح أن مخاوف أوروبا تنبع من أن سيطرة روسيا على أوكرانيا قد تدفع موسكو مستقبلًا للسيطرة على دول أوروبا الشرقية التي كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقًا.

وأشار مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات إلى أن روسيا تملك القوة العسكرية القادرة على تحقيق هذا الهدف ولا تستطيع أوروبا أن تقف وحدها في وجه روسيا.

وقال الخبير في الشؤون الأوروبية، إن أوروبا تريد أن تحقق مكاسب في أوكرانيا من تلك الحرب على الأقل أن تكون أوكرانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، بعد فشلها في تحقيق أي من أهدافها على مدار السنوات الثلاث الماضية، رغم الدعم الذي اقترب من 150 مليار دولار.

من ناحيته، قال كارزان حميد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، إن التوغل الروسي في الأراضي الأوكرانية وتحقيق أكثر من 70% من أهدافها العسكرية يهدد الدول الغربية بالمصير ذاته بسبب فشلها في عرقلة خطط روسيا من الزحف اتجاه دول الاتحاد.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية تحاول الآن إظهار وحدتها تجاه كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال عقد قمم ويليها اجتماعات، لمناقشة التحديات التي تهدد أمنها. 

أخبار ذات علاقة

بعد موقف مجلس الأمن‎.. عشرات الدول تطلق حملة لدعم أوكرانيا

 وتابع: "لكن الوقائع تقول عكس ذلك، لأن كييف ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وأيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يحارب من أجل حماية المصير الأوروبي من العدوان الروسي، وكل ما في الأمر هو أن الجبهتين الروسية والغربية تتصارعان من أجل نفوذ أكبر ومصالحهما الاستراتيجية".

وأوضح أن فون دير لايين معروف عنها الشراسة في مواقفها الدولية، وخاصة في الملف الأوكراني ولا تقبل بسلام دون شروط أوروبية، ولكن النتيجة في الميدان عكس ما تطمح إليه رئيسة المفوضية الأوروبية، لأن أوروبا الآن في وضع لا تحسد عليه، لهذا تحاول على أقل تقدير الحصول على بعض الامتيازات في هذا الصراع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات