محكمة الجنح في باريس تحكم بمنع مارين لوبان من الترشح للانتخابات بمفعول فوري
يتميز "أربعاء الرماد" في ألمانيا هذا العام بطابع خاص؛ ذلك أن هذا التقليد الديني المتوارث، يتزامن مع مناقشات وسجالات بين الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الشهر الفائت، لتشكيل حكومة وتسمية مستشار جديد للبلاد.
و"أربعاء الرماد" هو طقس ديني مسيحي يُحتفل به في اليوم الأول من الصوم الكبير في الكنائس الغربية، مثل الكنيسة الكاثوليكية والأنجليكانية وبعض الكنائس البروتستانتية.
"أربعاء الرماد السياسي"
وكان هذا الطقس قد تحوّل بالتدريج في ألمانيا من مناسبة دينية روحانية، إلى محطة لتبادل الانتقاد والهجاء السياسي الحاد، وهو ما تجلى في احتفال هذا العام، حيث شاركت الأحزاب الألمانية في فعاليات هذا اليوم وسط تبادل الاتهامات السياسية، حتى بات يُطلق عليه "أربعاء الرماد السياسي"، بحسب موقع "دويتشه فيله".
ويحل التقليد هذا العام فيما يواصل التحالف المسيحي المحافظ (المكون من الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري) والحزب الاشتراكي الديمقراطي إجراء محادثات استطلاعية حول تشكيل حكومة ائتلافية.
وتقام الطقوس التي تمزج بين الديني والسياسي في ولاية بافاريا، بشكل خاص، حيث يعتبر هذا الحدث التقليدي أحد أهم التواريخ في العام بالنسبة للحزب المسيحي الاجتماعي، وهو الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي اللذين يشكلان التحالف المسيحي الذي تصدر الانتخابات بنسبة نحو 29% من أصوات الناخبين.
ولا يتوقف الأمر على بافاريا؛ إذ يتم إحياء طقوس "أربعاء الرماد"، في ولايات تورينغن وبادن-فورتمبرغ وشمال الراين-فيستفاليا، وغيرها من الولايات التي تتحول إلى ساحة لتراشق الاتهامات بين الأحزاب الألمانية.
وتعود جذور تقليد "أربعاء الرماد"، بنسخته الألمانية، إلى منطقة بافاريا وبالأحرى إلى مدينة فلسهوفن، حيث كان الفلاحون يجتمعون في "أربعاء الرماد" لبيع الماشية والجياد، ولم يكن الجدل يدور عن الأسعار فحسب، بل أيضًا عن السياسة البافارية.
ومع الوقت أصبحت المناسبة الدينية محطة للهجوم والهجوم المضاد، إذ يعبر الخصوم بأقسى عبارات النقد السياسي ضد بعضهم ودون تحفظات، حتى باتت تفتقر إلى "النزاهة السياسية"، بحسب "دويتشه فيله".
ويحمل هذا اليوم رمزية، فهو يعتبر بداية زمن التوبة والاستعداد لعيد الفصح، حيث يُدعى المؤمنون للتوبة والصوم والصلاة، ويتميز بوضع رماد على جباه المؤمنين على شكل صليب، ويرمز إلى الفناء البشري والتواضع أمام الله، مستندًا إلى العبارة التوراتية: "اذكر أنك من التراب وإلى التراب تعود" (تكوين 3:19).
مشاورات تشكيل الحكومة
ويحل "أربعاء الرماد" بينما يواصل قادة التحالف المسيحي المحافظ والحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا المحادثات لتشكيل حكومة ائتلافية.
ويضع الخلاف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وتعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا تشكيل الحكومة في ألمانيا تحت ضغط زمني كبير.
وعلاوة على ملفات السياسة الخارجية المعقدة، ثمة ملفات داخلية ملحة تنتظر حكومة قادرة على إيجاد حلول لها، يأتي في مقدمتها الملف الاقتصادي والانفاق الدفاعي.
وأظهر استطلاع حديث للرأي في ألمانيا أن غالبية بسيطة من الألمان ترى أن تحالفًا بين التكتل المحافظ والاشتراكيين هو الأفضل بالنسبة لألمانيا، كما اعتبرت غالبية من شملهم الاستطلاع أن فريدريش ميرتس (زعيم التحالف المسيحي) سيكون مستشارًا أفضل من أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي).