هيئة البث: توقف حركة الطيران المدني في مطار بن غوريون الدولي عقب قصف استهدف تل أبيب

logo
العالم

بعد شهر من تشكيلها.. خلافات وانقسامات تعصف بحكومة بارنييه

بعد شهر من تشكيلها.. خلافات وانقسامات تعصف بحكومة بارنييه
رئيس الحكومة الفرنسية ميشيل بارنييهالمصدر: رويترز
20 أكتوبر 2024، 2:20 م

بعد مرور شهر على تشكيل حكومته، يواجه رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه سلسلة من التحديات الداخلية، أبرزها الخلافات العلنية بين الوزراء وتهديدات بالاستقالة، ومعركة تحضير الميزانية التي تشعل البرلمان، مما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على الصمود.

وعلى الرغم من مهارات بارنييه التفاوضية، التي يُشيد بها المحللون السياسيون إلا أن التوترات المتصاعدة تهدد بانفجار داخلي قد يعصف بالحكومة.

 وحذَّر المحللون من أن هذا التحالف السياسي الهش قد ينهار إذا لم يتمكن رئيس الوزراء من السيطرة على الانقسامات الداخلية، وإقناع البرلمان بتمرير الميزانية المرتقبة.

وقال الخبير السياسي الفرنسي بيير لوران لـ"إرم نيوز" إن بارنييه يواجه ضغوطًا هائلة منذ البداية، ولكن "مهاراته التفاوضية التي اشتهر بها خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تساعده في تجنب انهيار حكومته".

وأشار لوران إلى أنه على الرغم من إصرار بارنييه على وصف فريقه الحكومي بـ"المتضامن"، إلا أن تصرفات الوزراء توحي بعكس ذلك.

واعتبر الخبير السياسي الفرنسي أن بارنييه الذي كان من قبل مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووصفه بأنه "مفاوض بارع" يتيح لبعض الوزراء حرية التحرك، كما يظهر من الدور المتزايد الذي يلعبه وزير الداخلية برونو ريتلليو، والذي قدم مشروع قانون الهجرة يوم إعلان الميزانية، مما يعكس قوته وتأثيره في الحكومة.

وأضاف أنه في الوقت نفسه، فإن الوضع ليس بالسهل على رئيس الوزراء، الذي يتعامل مع فوضى في إعداد الميزانية وتهديدات بالاستقالة من بعض الوزراء، مثل أنيس بانييه-روناشيه وديدييه ميجو، معتبرًا أن تهديداتهم قد تكون مجرد مناورة.

ولم يتردد الرئيس إيمانويل ماكرون في انتقاد "نقص الاحترافية" لدى بعض أعضاء الحكومة، بعد تسريب معلومات حساسة تتعلق بمحادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وعلق بارنييه على هذا الموقف بمحاولة تهدئة الأجواء، معترفًا بأن التسريبات كانت خاطئة.

أخبار ذات علاقة

حكومة بارنييه في مأزق داخل البرلمان بسبب موازنة 2025

 من جهته، يرى الخبير السياسي الفرنسي جان-لوك مارتين أن "رئيس الوزراء الفرنسي يحاول أن يبرز بصورة "الضحية" أمام الفرنسيين، الذين يعتبرون أنه يتمتع بالشجاعة في ظل هذه الظروف الصعبة.

تحدي الميزانية

ولفت مارتين إلى أن حكومة بارنييه تعيش فترة من التوترات الداخلية، والميزانية تمثل تحديًا كبيرًا قد يحدد مصيرها في الأشهر المقبلة.

وأشار إلى أن التوترات داخل الحكومة هي نتيجة لتحالف هش بين القوى السياسية المختلفة، وما يشهده البرلمان من تعطيل للميزانية هو تعبير عن هذا الضعف".

ويعتبر تمرير الميزانية اختبارًا حقيقيًا لبارنييه، حيث يرى بعض المحللين أن المخاطر المحيطة بالميزانية كبيرة، مع احتمالية فرض رقابة شديدة من قبل البرلمان.

ووفقًا للخبير السياسي الفرنسي، فإنه بينما يعتبر البعض أن التصويت السريع على الميزانية قد يُفسر على أنه تجاهل للبرلمان، وهو ما قد يزيد من التوترات داخل الحكومة.

وتشير المناقشات في البرلمان إلى تحديات عديدة، مثل إلغاء الضريبة المؤقتة على أصحاب الدخول المرتفعة، وهو ما أثار استياء بعض النواب الذين يسعون لإضعاف الحكومة عند كل فرصة ممكنة، بحسب الخبير السياسي.

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. "اليمين المتطرف" ينقذ بارنييه من حجب الثقة

 بدوره، يرى المحلل السياسي ألكسندر بونوا أن التحديات التي يواجهها ميشيل بارنييه ليست فقط نتيجة للخلافات بين الوزراء، ولكنها تعكس أيضًا صعوبة إدارة تحالف سياسي متعدد الأطراف في ظل ظروف اقتصادية، وضغوط مالية متزايدة. 

وأضاف بونوا لـ"إرم نيوز": "بارنييه يسعى لإيجاد توازن دقيق بين إرضاء مختلف الفصائل داخل حكومته وبين إقناع البرلمان بتمرير الميزانية. 

وتابع: "مع ذلك، إذا استمر هذا التصادم الداخلي، فإن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف موقفه بشكل كبير على المدى الطويل، خاصة في ظل التوقعات بأن بعض الوزراء قد يستغلون الوضع لتعزيز مواقفهم السياسية الشخصية".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC