عاجل

إعلام سوري: تسلل وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في درعا والقنيطرة

logo
العالم

خطة هاريس لاختراق "الجمهوري".. أسلوب فعّال أم "شو إعلامي"؟

خطة هاريس لاختراق "الجمهوري".. أسلوب فعّال أم "شو إعلامي"؟
كامالا هاريس وبجانبها هيلاري كلينتونالمصدر: أ.ف.ب
06 أغسطس 2024، 6:44 ص

تعوّل كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، المزمع إجراؤها في 5 نوفمبر / تشرين الثاني 2024، على "خطة" لاختراق الحزب الجمهوري المنافس لها، واجتذاب أكبر عدد ممكن من أصوات أعضائه وأنصاره، وكذلك التركيز على الولايات المتأرجحة  واستمالتها لصالحها، لإلحاق هزيمة بخصمها اللدود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فيما يعتقد خبراء أن هذه الخطوة ربما تكون عبارة عن "شو إعلامي"، وفي أبعد تقدير قد تكون "فعالة".

أخبار ذات علاقة

بعد محاولة الاغتيال.. ترامب يتفوق على بايدن في الولايات المتأرجحة

 وحول تلك الخطة، تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، حول مدى نجاح مخطط هاريس، فتحدث ساسة ومحللون أمريكيون في تصريحات لـ"إرم نيوز"، عن أن مخطط "هاريس"، يسير بشكل موجه لتحقيق أهدافه، بغرض إحداث تفكك داخل صفوف "الجمهوريين"، بجانب زيادة "غلّتها التصويتية"، وقت الانتخابات مع الرهان على الولايات المتأرجحة.

فيما أكد آخرون، أن ما تقوم به "هاريس"، لن يكون له أي فاعلية، وأنه ليس أكثر من "شو إعلامي"، وهو بمثابة تجهيز للمناظرة المنتظرة أمام "ترامب" التي تتخوف منها، على الرغم من حديثها الدائم عن أنها "مدع عام" سابق، يدرك التعامل مع الجناة، في إشارة إلى "ترامب" المتهم بقضايا جنائية.

وتعقيبا على ذلك، يرى عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، أحمد صوان، أن هناك أسلحة تستطيع من خلالها "هاريس" استقطاب بعض الجمهوريين للتصويت لها في الانتخابات القادمة، ولكن استهدافها هنا يطول الأعضاء غير المتعصبين، أو من هم ليسوا من أصحاب الانتماء الحزبي، والذين تقدر نسبتهم في الأحزاب سواء "الجمهوري" أو "الديمقراطي" بـ 10%.

وأما بقية الأعضاء في الحزبين، ليسوا أصحاب الانتماء القوي؛ ما يجعل قطاعاً كبيراً من الجمهوريين، يرفضون ترشح "ترامب"، لكونه متهماً في العديد من القضايا، ويرفضون أسلوبه وسياساته، وهو ما تراهن عليه "هاريس" بالفعل، من خلال الحملة التي أطلقتها مؤخرا "جمهوريون مع هاريس"، لجذب أصوات الجمهوريين الذين يرفضون "ترامب"، كمرشح للحزب بالانتخابات القادمة.

وبحسب "صوان"، فإن "هاريس" تستخدم أسلحتها جيدا الأكثر تأثيرا عما يمتلكه "ترامب"؛ إذ لديها "توليفة متنوعة"، ستساعدها على جذب فئات عريضة منها، أنها متزوجة من يهودي، وكونها من أصول هندية أفريقية لاتينية؛ ما يجعلها رهانا مهماً للناخبين ذوي الأصول المهاجرة.

وأشار إلى أنه بالرغم من كون "هاريس" امرأة، وهذا يعتبر أحد أسلحتها، إلا أنه في الوقت نفسه، يُعتبر سلاحا ضدها لصالح "ترامب"، في ظل أن هناك قطاعاً كبيراً من الرجال الأمريكيين متواجدون في الحزب الديمقراطي و"المتأرجحين" المؤثرين في التصويت، أصحاب فكر "ذكوري" بشكل كبير، ويرفضون أن تحكمهم "سيدة".

ويلفت "صوان"، إلى أن الظروف تصنع "هاريس"، لا سيما أن قطاعاً كبيراً من الأمريكيين، كانوا رافضين ترشح "ترامب" و "بايدن" المتقدمين في العمر، لتأتي "هاريس" التي تعتبر مقارنة بهم "شابة"، فضلا عن أنها تظهر أمام الناخب الأمريكي كـ"مدع عام" في الأساس،  يواجه شخصا خارجا عن القانون أي "ترامب"، قد يكون في حال فوزه، الرئيس الذي يحكم البلاد من السجن، وليس من البيت الأبيض. 

أخبار ذات علاقة

بفارق ضئيل.. هاريس تتقدم على ترامب في الاستطلاعات

وبدوره، يعتقد المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوي، أن "هاريس"، لن تستطيع جذب عدد كبير من الجمهوريين الذين لا يحبذون ترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ عادة عندما يكون التصويت عقابياً في الحزب، يمتنع الناخب عن التصويت، وبالتأكيد ليس إعطاء صوته للمنافس، والأمر بشكل عام من جانب "هاريس" في هذا السياق، لا يخرج عن إطار "البروباغندا " للتشكيك في مدى شعبية ترامب؛ إذ إنها حرب إعلامية أكثر من كونها برامج على الأرض.

ويقول "شرقاوي" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز": إن الحزب الديمقراطي يعمل أساسا في حملته على "شيطنة" ترامب، وهذا لن يؤثر على شعبيته داخل الحزب الجمهوري التي زادت أكثر بعد حادث الاغتيال الأخير، عندما شعر قطاع كبير من الأمريكيين أن الرئيس بايدن أعطى تعليماته لجهاز الخدمة السرية، بألا يقدم ما يكفي لحماية "ترامب"؛ ما أدى إلى هذا الفشل الأمني الذي سمح لشخص بإصابة "ترامب"، فكاد أن يقتله.

وتابع :"الأسلحة التي ستستخدمها "هاريس"، في حال المناظرة مع المرشح الجمهوري، الهجوم ثم الهجوم وشيطنة ترامب وشخصنة الأمور، وحديثها الدائم عن أنها "مدع عام"، فهي تدرك كيفية التعامل مع المجرمين، في إشارة إلى إدانة ترامب في 34 تهمة جنائية، وستركز على ملفات المرأة والإجهاض والأمور التي تجتذب الأقليات".  

واستكمل "ترامب سيلقي بثقله في التعامل مع ملف الاقتصاد الذي يعتبره في أسوأ حالاته، والسير في دعم الشركات ورجال الأعمال وتخفيض الضرائب، وأنه سيعمل أيضا على إنهاء الصراعات ما بين الحرب في غزة، والحرب الروسية في أوكرانيا".

وللمحلل السياسي والإستراتيجي، د. محمد صالح الحربي، رأي آخر حول مدى فاعلية توجه "هاريس" لاستقطاب المزيد من "الجمهوريين" للتصويت لها، بالقول: إن "الجمهوريين" أو "الديمقراطيين"، حسموا أمرهم فيما يتعلق بالمرشح الذي سيصوتون له، مشيرا إلى أن الرهان أو التركيز قد يكون حاليا على الفئة الصامتة التي يطلق عليها أيضا "المترددة"، والتي تمثل حوالي ثلث أصوات الناخبين، والجميع يتنافس عليهم.

ونوه "الحربي" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، بأهمية الرهان المتكرر في كل انتخابات على الولايات الخمس المتأرجحة التي يكون لها الحسم الكبير في السباق، وهي (ويسكونسن، ميتشيغان، بنسلفانيا، جورجيا وأريزونا).

وأشار إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة، أعطت تقدما في نوايا التصويت لـ"هاريس"، بنقطة واحدة على "ترامب"، خاصة أن الأمور تغيرت بعد أن كان الحزب الجمهوري مطمئنا عبر "ترامب"، بالتقدم في ظل الوضع الصحي للمرشح السابق للحزب الديمقراطي، الرئيس الحالي جو بايدن، الذي حلّت مكانه "هاريس" حاليا. 

وتناول "الحربي"، أسلحة "هاريس" التي ستركز عليها، بالرهان على المرأة والناخبين "الملوّنين"؛ ما أعطى زخما لحملتها، وزيادة حجم التبرعات لحملتها، وجعل القلق يسيطر على الجمهوريين بعد أن كانوا مطمئنين.

بينما تتعلق أسلحة "ترامب"، إلى حد كبير بملفات الاقتصاد في ظل ما يعانيه المواطن الأمريكي، وأيضا ملف الهجرة الموجود بقوة، ولكن في حال حدوث أي حدث عظيم خارج الولايات المتحدة، سينتقل من ملف خارجي إلى داخلي، وسيؤثر في الرأي العام الأمريكي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC