ماكرون وتبون بحثا في إعادة إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التوتر بين البلدين
رجح خبراء في العلاقات الأمريكية الصينية، أن يكون التصريح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، جزءا من استراتيجية إدارته لتجنب أي حرب اقتصادية مع الصين.
وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن هناك مصالح مشتركة للبلدين، وأن الأمر لا يتوقف على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة فقط.
وكان ترامب قال إن محادثته الأخيرة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ كانت ودية، وإنه يعتقد أنه يمكن أن يتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين.
المحلل السياسي الصيني، نادر رونج، قال إن بكين أكدت مرارا أنه لا يوجد فائز في الحرب التجارية التي تضر بالأطراف كافة لا سيما مصالح البلدين سواء الصين أو أمريكا، ولا تتفق مع تطلعات المجتمع الدولي في الوقت الحالي، لذلك لا تريد الصين خوض أي حرب تجارية اقتصادية مع الولايات المتحدة.
وتوقع رونج أن تصريحات الرئيس الأمريكي الصادرة بهذا الشكل حول إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين، تأتي ضمن إدراكه أن صعود الصين لا يمكن احتواؤه أو تجنبه.
وأشار رونج إلى أن الصين تؤكد أن إتمام أي اتفاق تجاري، يجب ألّا يكون على حساب التنازلات من طرف واحد بل يكون من خلال الطرفين بالدفع لتحقيق المكاسب المتبادلة، من خلال التشاور والحوار وإيجاد حل متوازن يقوم على المنفعة المتبادلة.
وتابع رونج بالقول، إن هناك مصالح مشتركة للبلدين، وإن الأمر لا يتوقف على تصدير المنتجات الصينية إلى الولايات المتحدة، بل إن المنتجات الأمريكية خاصة الزراعية، تنتشر في الصين التي تعتبر من أكبر الأسواق لهذه المنتجات.
ولفت رونج إلى أنه إذا قامت الصين بالرد بالمثل عبر فرض الرسوم الجمركية، فإن الخسائر ستعود بشكل كبير على شركات أمريكية، لذلك فإن الحرب التجارية مع الصين سترفع التكاليف داخل الولايات المتحدة وتحقق عبئا كبيرا على المستهلكين وتحقق تضخما ماليا في أمريكا.
من جهته، توقع الخبير في السياسات الأمريكية، النائب التنفيذي لرئيس جامعة سانت فيتست الأمريكية، الدكتور عابد الكشك، أن يكون تصريح ترامب جزءا من استراتيجية تعمل عليها إدارته، بهدف تجنب أي حرب اقتصادية مع الصين، لاسيما في الوقت الراهن، وتنطلق مع بكين لتخفيف التوترات الاقتصادية.
وعبر عن اعتقاده بأن حديث ترامب بهذا الشكل، يحمل جانبا من تكتيك إدارته بهدف التفاعل مع الصين، للوصول إلى حل مرضٍ مع بكين، لاسيما أن معظم الواردات للولايات المتحدة قادمة من هناك.
وأشار الكشك إلى أن ترامب الذي يتعامل بعقلية التاجر يذهب إلى تخفيف التوترات بعد أن اعتمد على أسلوب الضغط عبر الحديث عن فرض الرسوم الجمركية على البضائع الصينية؛ ما يجعله قادرا على التفاوض مع بكين، والحصول على أفضل مكاسب.
وذكر الكشك أن تجنب حرب اقتصادية جديدة قد يكون ضروريا في هذا الوقت، لاسيما بعد فترة التباطؤ الاقتصادي الناتج عن جائحة كورونا، والتي مازال العالم يعاني من آثارها، وما تلاها من توترات في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية.
وأكد أن هذه أمور تجعل من الصعوبة وجود حرب تجارية من جانب أمريكا مع الصين.
