أطباء ترامب يقولون إن الرئيس في صحة "ممتازة" بعد فحوص طبية (البيت الأبيض)
قال خبراء في العلاقات الأمريكية والشأن اللاتيني، إن صدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا مع نظيره الكولومبي غوستافو بيترو، حمل رسالة واضحة من ترامب إلى مجموعة من الدول، في أسبوعه الأول من الحكم.
ويؤكد ترامب ضرورة استقبال هذه الدول مواطنيها المرحلين من المقيمين بشكل غير شرعي في الولايات المتحدة، حتى لا تخضع هذه البلدان للعقوبات.
وذكر الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن رسالة ترامب موجهة بشكل مباشر إلى الدول التي لها أكبر عدد من مواطنيها كمهاجرين غير قانونيين في أمريكا، بضرورة تنفيذ التنسيق المتفق عليه بين إدارة ترامب وحكومات هذه الدول، ومنها المكسيك والسلفادور وتشيلي وغواتيمالا وهندوراس والهند.
واندلعت الأزمة بين الولايات المتحدة وكولومبيا، بعد رفض الأخيرة استقبال مهاجرين مرحلين من أمريكا بشكل وصفته بالمسيء إنسانيا، نظرا لطريقة وشكل الترحيل، ما دفع ترامب إلى تهديد كولومبيا بعقوبات اقتصادية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية وحظر السفر.
وبعد ساعات من التوتر، أعلن وزير الخارجية الكولومبي عن انتهاء الأزمة، معلنا أن بلاده وافقت على استقبال المهاجرين، وفي الوقت نفسه، أكدت واشنطن أنها لن تفرض أي عقوبات إضافية على كولومبيا بعد هذا القرار.
ويؤكد أستاذ التواصل السياسي في جامعة كادس إشبيلية الإسبانية، الخبير في شؤون أمريكا اللاتينية، الدكتور محمد المودن، أن الأزمة بين الولايات المتحدة وكولومبيا أظهرت بشكل واضح موقف ترامب، والرسالة التي يريد إيصالها إلى العالم.
وقال إن رسالة ترامب تكمن في أن سياسته تجاه الهجرة ستكون صارمة، وأنه لن يتسامح مع أي معارضة من أي دولة تفكر في عدم التجاوب مع قراراته السياسية في مسألة الهجرة.
وأوضح المودن أن من ضمن رسائل ترامب أيضا في هذا الصدد، أن من سيدخل أمريكا بشكل غير قانوني، سيواجه عواقب قاسية، وذلك في مشهد ظهور المهاجرين الكولومبيين المرحلين، مقيدين بالأصفاد، في أثناء صعودهم للطائرات العسكرية.
وأضاف المودن أنه بالرغم من أن كولومبيا كانت في البداية ضد هذه المعاملة للمرحلين، إلا أنها في النهاية استجابت لضغوط واشنطن، وتعهدت بقبول مواطنيها العائدين وفقا لشروط ترام.
ورأى أن هذه الأزمة أكدت أن أي دولة ترفض التعاون مع الولايات المتحدة في مسألة الهجرة، قد تواجه عقوبات شديدة، وهو ما يعد تحذيرا لبقية دول أمريكا اللاتينية.
وذكر المودن أن ترامب يسعى من خلال هذه السياسة إلى تعزيز صورته داخليا وخارجيا، مستخدما الضغط الاقتصادي على حلفائه، فرغم محاولات الرئيس الكولومبي المطالبة بالاحترام للمرحلين، فإن النتيجة كانت واضحة أمام الجميع في تنفيذ سياساته تجاه الهجرة غير الشرعية في بلاده.
الباحث في السياسات الأمريكية، علي شاهين، قال إن ترامب بعث من خلال هذه الأزمة رسائل واضحة لدول بعينها تمتلك أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، سيتبع بخصوصهم جدول ترحيل فوري انطلق بالفعل.
وأوضح أن مفاد هذه الرسائل أنه لن يسمح بالتلاعب بما اتفق عليه مع حكومات بعض تلك، باستقبال مواطنيها غير الشرعيين.
وبين شاهين أن هناك دولا، لاسيما الواقعة في أمريكا الجنوبية وفي صدارتها المكسيك والسلفادور وتشيلي وغواتيمالا وهندوراس، فضلا عن الهند، تم التواصل معها من جانب فريق ترامب خلال الفترة الماضية، للتنسيق معها باستقبال المهاجرين غير الشرعيين من تلك البلدان والمحتجزين في مراكز بالولايات المتحدة .
ولفت شاهين إلى أن رسالة ترامب للدول التي تم التنسيق معها من هذه البلدان باستقبال مواطنيها المهاجرين غير الشرعيين، هو أنه لن يدخل في تفاوض أو يسمح بإثارة أية أزمات في إتمام هذه العملية الخاصة بالترحيل .
وأشار إلى أن من بين الرسائل بفرض عقوبات على الدول التي تم الاتفاق معها لاستقبال مواطنيها، هو أنه سيقوم بإبلاغ دول أخرى لم يتم التنسيق معها، بمواعيد ترحيل مواطنيها اللاجئين غير الشرعيين في الولايات المتحدة حتى تستقبلهم تلك البلدان.
وتابع شاهين أن ترامب في هذه الواقعة يشدد على أن العقوبات ستكون هي اللغة والسلاح الوحيد في حال أي مساس بملف الهجرة الذي يوليه أكبر اهتمام، وأنه أيضا لن يتعامل في إطار أية مساومات أو صفقات مع الدول في ملف الترحيل.
ويشدد ترامب على أن استخدام مصطلح الأمن الوطني للولايات المتحدة سيكون حاضرا لفرض جميع الطرق في التعامل مع هذا الملف حتى لو جرى اتباع طريقة تمس بحقوق الإنسان.
