الاتحاد الأوروبي: لا يجب أن يكون لحماس أي دور بغزة في المستقبل

logo
العالم

"غضب وانقسام".. ديمقراطيون يتحدثون لـ"إرم نيوز" عن "الخسارة الأكثر إيلاماً"

"غضب وانقسام".. ديمقراطيون يتحدثون لـ"إرم نيوز" عن "الخسارة الأكثر إيلاماً"
مؤيدة للحزب الديمقراطي بعد خسارة هاريسالمصدر: رويترز
07 نوفمبر 2024، 1:08 م

"هذا مؤلم جداً".. "الديموقراطيون منقسمون كما لم يحدث في تاريخ الحزب".. عبارات صار من المألوف أن تسمعها ضمن أوساط الديمقراطيين، وقد رصدها "إرم نيوز" من داخل أوساطهم بعد الخسارة المدوية في الانتخابات الرئاسية.

كانت الساعات الماضية، وما زالت، قاسية جداً على الحزب الديموقراطي وقاعدته الانتخابية في الولايات المتحدة، لأن ما حدث في يوم الانتخابات لم يكن فقط مخالفاً لجميع التوقعات، بل كانت  الخسارة مركبة، وربما يحتاج الحزب لوقت طويل جداً للتعافي من آثارها المؤلمة.

قبل عامين فقط وفي آخر انتخابات تشريعية في البلاد، وبمناسبة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس كان الرئيس جو بايدن واحداً من بين قلة من الرؤساء الأمريكيين الذين نجحوا في منع الحزب المعارض من حصد الأغلبية في مجلس الشيوخ كما منع الجمهوريين من فرصة الحصول على أغلبية مريحة في مجلس النواب، واستطاع أن يحافظ للديمقراطيين على الأغلبية في الغرفة الثانية وهو إنجاز سياسي قل نظيره في تاريخ الكونغرس الأمريكي.

لكن ما كان أكثر أهمية وقتها بالنسبة لبايدن، والحزب الديمقراطي من ورائه، هو نجاحهم في التأكيد مرة أخرى على قدرة بايدن بصفته رئيساً للحزب الديموقراطي على هزيمة الرئيس المنتخب دونالد ترامب للمرة الثانية على التوالي خلال عامين وكان بايدن وقتها يجدد التأكيد في كل مناسبة أنه الوحيد القادر  على هزيمة ترامب بين قيادات الحزب الديموقراطي.

أخبار ذات علاقة

ما السبب "الخفي" وراء هزيمة كامالا هاريس؟ (فيديو إرم)

 

إلى غاية هذه اللحظة، بدا جلياً أن وضع الحزب الديموقراطي مريح وأنه في طريقه لضمان ولاية جديدة للرئيس بايدن بل أكثر من ذلك ظهر جليا أن الديموقراطيين بصدد توسيع قواعدهم المؤيدة بين الأمريكيين إضافة  إلى قواعدهم التقليدية.

سؤال واشنطن ومنذ لحظة إعلان النتائج لم يتوقف بين حزن الديموقراطيين وحيرة قواعدهم واضطراب الرؤية بين قيادات الحزب بعد خسارة البيت الأبيض ومجلس الشيوخ وربما الخسارة في مجلس النواب، ومن هناك سوف تكون واشنطن حمراء بالكامل على الأقل لمدة العامين المقبلين أي إلى حين انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ولكن هذه الفترة كافية جدا للرئيس الجمهوري المنتحب لتغيير الوجه السياسي للعاصمة وربما لأمريكا مع التأييد الذي سوف يجده في مبنى الكابيتول، إضافة إلى عنصر التفويض الشعبي الذي حصل عليه في انتخابات الرئاسة بنجاحه في الحصول على تصويت الكلية الانتخابية وبفارق واسع جدا وكذلك التصويت الشعبي وبفارق واسع هو الآخر.

قيادات الحزب الديموقراطي الذين تحدثوا لـ"إرم نيوز" في الساعات التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات كشفوا أن الوقت الآن هو لمراجعة استراتيجية الحزب برمتها في التعامل مع قواعده التقليدية من أقليات وعمال وأمريكيين عاديين وكذلك قراءة في أسباب الخسارة الجغرافية التي أظهرتها نتائج الانتخابات، لأن الأخيرة أظهرت أن المواقع التقليدية التي كانت هي حصون الحزب الديموقراطي في ولايات الحزام الصناعي تخلت عن الحزب..

وحتى تلك الولايات التي استطاع بايدن جلبها من أيدي الجمهوريين عادت لتصوت للجمهوريين مرة أخرى وهو ما يعني أن الخسارة مركبة، لأن الحزب لم يعد قادرا حتى على المحافظة على قلاعه التقليدية الخاصة به، بل إن المنافس الجمهوري أصبح يسجل نتائج أفضل ومتقاربة جدا في ولايات زرقاء في كامل تاريخها السياسي كولايتي نيوجيرسي ونيويورك وبالكاد يفوز في ولاية انتخبت لصالح مرشحيه في العقد والنصف الأخير كولاية فرجينيا. 

الشعور الأكثر سوءا لدى هذه القيادات هو أن الأمريكيين في اللحظة الحاضرة باتوا يستعجلون مغادرة الإدارة الديموقراطية الحالية البيت الأبيض والكونغرس للسماح للمنافس الجمهوري بمباشرة مهامه وهو ما سيكتبه التاريخ أن الرئيس الديموقراطي الذي حصل على تفويض تاريخي قبل أربع سنوات وأخرج ترامب من البيت الأبيض بهزيمة مدوية سيكتب التاريخ أن إدارته كانت فاشله أولا بسبب سوء نتائج إدارة الرئيس وفشل نائبة الرئيس في الانتخابات العامة وخسارة مجلس الشيوخ أي بتعبير آخر أن هذه الإدارة فشلت في تحقيق أي انتصار سياسي في نهاية عهدها. 

أخبار ذات علاقة

هزيمة هاريس تعيد "شبح" الانقسامات والتوتر إلى "الديمقراطي"

 

"هذا مؤلم جداً"، يقول ديمقراطيون يافعون جاؤوا إلى جامعة هاورد لسماع خطاب الانسحاب للمرشحة السابقة كامالا هاريس. 

"لا أحد كان يتوقع الخسارة بهذه الصورة الموجعة"، يقول هؤلاء ومع هؤلاء يتساءل الديمقراطيون من مختلف الأعمار والألوان لماذا حدث هذا؟

يحتاج الأمر لوقت طويل لتحديد أسباب هذه الخسارات لكن الانطباعات السريعة التي يقول بها الديمقراطيون سريعا ترتبط بحالة الارتباك التي عاشها الحزب خلال العامين الأخيرين حيث لم تكن هناك صورة واضحة بشأن استمرار الرئيس بايدن في السباق الرئاسي أو انسحابة خاصة مع بداية ظهور علامات التعب الصحي عليه وانتشار الأخبار المتناقضة بشأن قدرته على قيادة الحزب في المرحلة المقبلة..

كانت حالة بايدن تتوزع بين المطمئنة أحيانا والمقلقة أحيانا أخرى لذلك يوضح هؤلاء أن الخيار الأفضل كان ربما سيكون إعلان بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي مباشرة بعد نجاحه في قيادة الحزب في انتخابات الكونغرس قبل عامين يفتح المجال واسعا أمام انتخابات تمهيدية داخل الحزب ويكون هناك وقت كاف أمام الراغبين في دخول السباق وهو ما كان بامكانه أن يجنب سيناريو اللجوء إلى الخيار الوحيد المتاح هو نايبة الرئيس كامالا هاريس بسبب ضيق الوقت.

أزمة الانسحاب 

كثير من الديمقراطيين يلقون باللوم على قيادات الحزب في العاصمة واشنطن حول طريقة إدارتها لملف انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، إذ لا يزال الاعتقاد بين هؤلاء أن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي هي من قادت عملية الضغوط الهائلة على بايدن و إجباره على اتخاذ قرار الانسحاب بصورة ظهرت أمام قواعد الحزب والأمريكيين وحتى لدى الحزب الجمهوري أن الرجل تعرض إلى ترتيب داخلي وانتهى الأمر إلى ما انتهى إليه لاحقا.

ويقول ديمقراطيون غاضبون إن بيلوسي التي خرجت لاحقا بعد انتهاء أزمة بايدن لتقول إن قضية حياتها هي منع عودة ترامب  إلى البيت الابيض ظهرت وكأنها بصدد تصفية حساب شخصي وليس بصدد حماية وخدمة مصالح الديموقراطيين.

ويظهر واضحا من خلال ما ظهر من التطورات اللاحقة أن العلاقة بين بيلوسي وبايدن وعائلته خالية من أية علامات للود بينهما بل إن السر الذي تعرفه قواعد الحزب أنه لا تواصل بين الطرفين منذ تلك الأزمة.

وتشعر عائلة بايدن بأن الأصدقاء التقليديين تخلوا عن الرئيس في لحظة كأن يحتاج فيها  إلى دعم أكبر وحتى إذا كان هناك قرار بالانسحاب من الرجل كان هناك سيناريو أفضل لإخراجه وإدارته وأن ما أظهرته بيلوسي وأتباعها من الديموقراطيين أضر بصورة الرئيس وبصورة الحزب وأظهر بايدن على أنه الرجل العاجز على تقديم أية اضافة  إلى رصيد الحزب الانتخابي 

بايدن المغيب الكبير 

خلال أيام المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي بمدينة شيكاغو منتصف أغسطس الماضي كانت هناك نقاشات حامية بين الديمقراطيين حول كيفية ظهور بايدن في التجمع الديموقراطي الأكبر في البلاد وكان الاتفاق وقتها بأن يظهر بايدن في اليوم الأول من المؤتمر ويختفي بعد ذلك ليقضي إجازة مبكرة في ولاية كاليفورنيا خلال أيام المؤتمر حتى تستأثر المرشحة هاريس بكامل أضواء الحدث.

وهذه القصة تعود إلى الواجهة بين القيادات والقواعد بمناسبة عودة الحديث عن قرار حملة هاريس والتغييب الكامل للرئيس بايدن عن حملتها الانتخابية، حيث ظهر الرجل وكأنه غير مرغوب فيه تماما في حملات الحزب ليس فقط على مستوى هاريس ولكن حتى لدى مرشحي الحزب لانتخابات غرفتي الكونغرس حيث طلب منه البقاء بعيدا عن كل نشاط انتخابي يخص مرشحي الحزب.

هل استهتر الديمقراطيون بشعبية بايدن خاصة في ولايات الجدار الأزرق وبين الأقليات والأمريكيين الأفارقة؟ هذا أمر واضح وبكل تأكيد.

خيار مائدة العشاء أو الأجندة؟ 

منذ وقت قصير وكثير من الديموقراطيين الوسطيين وعلى رأسهم سيناتور ولاية وست فرجينيا المستقيل جو مانشين يحذرون من غرق الحزب الديموقراطي في أجندة يسارية متطرفة وابتعاده عن الوسطية التي كانت تؤمن له شعبية واسعة جدا من خارج أنصاره التقليديين وكما هو واضح اليوم أن التيار الوسطي هو من أعطى الفوز لترامب في هذه الانتخابات.

يقول ديموقراطيون غاضبون: لقد أخرج اليسار المتطرف الحزب الديموقراطي عن طبيعة خطابه وجعله حزبا متطرفا لخطابه وغابت تماما عن أحاديثه المعاناة اليومية للأمريكيين العاديين خاصة منها القضايا اللصيقة بالعمال ومحدودي الدخل الذين تتصدر قضايا موائد العشاء انشغالهم اليومي والانتخابي.

خلال انتخابات الرئاسة قبل أربع سنوات وخلال انتخابات التجديد النصفي قبل عامين كان الرئيس بايدن هو أفضل من يمثل هذه الفئة بين قيادات الحزب الديموقراطي لكن تغييبه الكامل عن الصورة أظهر الحزب وكأنه حزب النخبة الأمريكية المنحازة لأفكار تيار اليسار والمقطوعة الصلة الأمريكيين العاديين الذين يعانون يوميا في سبيل تأمين الاساسيات في حياتهم وإيجار بيوتهم.

"الأمريكيون غاضبون من الديموقراطيين" يقول قيادي في الحزب، و"الديموقراطيون منقسمون كما لم يحدث في تاريخ الحزب الأقدم في الولايات المتحدة السياسي ولا أحد يعرف كيف يخرج الحزب من تبعات هذه الخسارة الأكثر إيلاما في تاريخه السياسي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات