استطلاع عبري: 56% من الإسرائيليين يدعمون إعادة المختطفين مقابل صفقة تنهي الحرب مع حماس

logo
العالم

تسريبات "سيغنال" تدق المسمار الأخير في نعش العلاقات الأوروبية-الأمريكية

تسريبات "سيغنال" تدق المسمار الأخير في نعش العلاقات الأوروبية-الأمريكية
مجلس العموم البريطانيالمصدر: AFP
27 مارس 2025، 4:04 ص

ألقت المحادثات الأمريكية المسربة عبر تطبيق "سيغنال" بظلالها على جلسة البرلمان البريطاني، أمس الأربعاء، وعلى دول أوروبية أخرى، لتدق المسمار الأخير في نعش العلاقات الأوروبية-الأمريكية.

وأثارت تسريبات محادثات المسؤولين، في إدارة دونالد ترامب، عبر تطبيق "سيغنال"، موجة من الجدل في أوروبا حول أمن تبادل المعلومات مع واشنطن، ووفقاً لشبكة "سي بي إس نيوز"، يبدو أن القارة العجوز تستعد لواقع جديد في علاقاتها مع أمريكا.

وفي جلسة أسئلة وأجوبة، في البرلمان البريطاني، الأربعاء، طرح النائب إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين المعارض، سؤالًا: هل لا تزال بريطانيا تثق بالولايات المتحدة فيما يخص تبادل الأسرار؟

أخبار ذات علاقة

معلومات سرية وتوقيت الضربات.. نص المحادثة على "سيغنال"

مراجعة عاجلة

وقال ديفي، خلال الجلسة في مجلس العموم،"هل سيوضح رئيس الوزراء أنه سيأمر بإجراء مراجعة عاجلة لأمن المعلومات الاستخباراتية التي نتشاركها مع الولايات المتحدة؟"

ورد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، قائلًا:"نعمل مع الولايات المتحدة يوميًا، تفكيك علاقاتنا معها لأسباب دفاعية وأمنية ليس قرارًا مسؤولًا ولا جادًا".

ومع ذلك، لم يتفق الجميع مع هذا الطرح، بمن فيهم النائبة هيلين ماغواير، من الحزب الديمقراطي الليبرالي، التي قالت في مقابلة مع شبكة "سي بي إس", من الصعب القول "إننا نستطيع الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة، في حين أنها تلعب الروليت الروسية بأمن الغرب".

ردود الفعل الأوروبية

أوضحت شبكة "سي بي إس" أنه في أنحاء أوروبا، بدا القادة السياسيون حذرين من استفزاز الرئيس ترامب، وتجنبوا إلى حد كبير الانتقادات العلنية، ورغم أهمية التسريب، لم تحظَ القضية بتغطية واسعة في وسائل الإعلام.

لكن صحيفة "ليكسبريس الفرنسية" نشرت تقريرًا بعنوان،"تسريب خطط سرية للغاية – ما نعرفه عن الخطأ الكبير لإدارة ترامب".

وفي إيطاليا، جاء العنوان الرئيسي في صحيفة "Il Fatto Quotidiano" أكثر حدة، "طُفيلي، حقير وموضوع للكراهية – فانس وهيغسيث يكشفان نظرة واشنطن إلى حلفائها في الناتو".

تسريبات أثارت غضب أوروبا

أثار تسريب محادثات "سيغنال" غضبًا واسعًا في أوروبا، خصوصًا بعد أن وصف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الأوروبيين بـ"المتطفلين" في سلسلة رسائل نصية.

ووافقه نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي كتب في التسريبات، "نائب الرئيس: أشاركك تمامًا كراهيتك للاستغلال الأوروبي، إنه أمر مثير للشفقة".

وأعربت هيلين ماغواير، وهي عسكرية بريطانية، عن استيائها قائلة: "إنه لأمر مروع، كلمة "استغلال" غير مقبولة، لقد خدمت في العراق، تلك كانت حربًا أمريكية، وكنا هناك مع زملائنا العسكريين البريطانيين دعمًا للولايات المتحدة".

وأضافت "لدينا قواعد عسكرية أمريكية في أراضينا، ولسنا مستغلين بأي شكل، دعمنا الولايات المتحدة لعقود، ومن المخيب للآمال سماع تعليقات مرتجلة كهذه من جيه دي فانس".

وعندما سُئلت عن مدى تأثير هذه التصريحات عليها، أجابت "بالتأكيد، إنها مؤلمة حقًا، لقد ضحى الجنود البريطانيون بحياتهم".

أخبار ذات علاقة

إحالة فضيحة "سيغنال" إلى قاضٍ معارض لترامب

واقع جديد للعلاقات الأوروبية الأمريكية

ومع تصاعد الغضب، يبدو أن أوروبا تستعد لواقع جديد، حيث بدأ القادة الأوروبيون بتجاوز صدمة تغير الموقف الأمريكي تجاه الحلفاء التقليديين.

وكان فانس قد أكد هذه الرؤية الشهر الماضي، خلال خطاب مثير للجدل في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث اتهم الحلفاء الأوروبيين بقمع حرية التعبير.

كما شدد على مطلب إدارة ترامب بأن ترفع دول الناتو إنفاقها الدفاعي إلى 5% على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي.

وتعمل الحكومات الأوروبية بالفعل على خطط مكلفة لتعزيز دفاعاتها، بما في ذلك دعم أوكرانيا، كما تبحث في فرض رسوم جمركية مضادة ردًا على ما يتوقع أن يفرضه ترامب على السلع الأوروبية الشهر المقبل.

وأعلن ترامب، الأربعاء، فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة إلى الولايات المتحدة، اعتبارًا من 2 أبريل/نيسان.

أخبار ذات علاقة

"الناتو" يكشف موقفه من الأمريكيين بعد فضيحة "سيغنال"

تصريحات صادمة ضد بريطانيا

ومؤخرا، أثار نائب الرئيس الأمريكي  جيه دي فانس جدلا واسعا بعد تصريحات انتقد فيها بريطانيا بسبب ارتفاع مستويات الهجرة، معتبرا أنها تعاني من "اختناق وكسل" نتيجة لذلك.

واتهم فانس الدول الغربية بأنها أصبحت "كسولة" لاعتمادها على "العمالة الرخيصة" بدلاً من تعزيز الإنتاجية. 

وأشار إلى أن هذه السياسة أدت إلى "ركود الإنتاجية" في دول مثل كندا والمملكة المتحدة.

ودافع فانس عن استخدام الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية، قائلاً إنها "أداة ضرورية لحماية الوظائف والصناعات الأمريكية".

وقد تأثرت بريطانيا بهذه الإجراءات الجمركية بعد فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الحديد والصلب؛ ما زاد تعقيد أوضاع الاقتصاد البريطاني.

كما واجه فانس انتقادات حادة بعد تقليله من أهمية السجل العسكري البريطاني، واصفا بريطانيا بأنها "دولة عشوائية" لم تخض حربا منذ 30 أو 40 عاما، وهي تصريحات أثارت غضب المحاربين القدامى وأعضاء البرلمان البريطاني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات