عاجل
آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان
تباينت الآراء حول مدى تهديد احتجاجات الرافضين للسياسة الأمريكية إزاء الحرب الإسرائيلية في غزة، على مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو لمرشحة الحزب كامالا هاريس.
ويحمّل المحتجون إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبته هاريس مسؤولية دعم الحرب الإسرائيلية المستمرة أكثر من 10 أشهر على القطاع.
وشبّه خبراء الأجواء الحالية المحيطة بالمؤتمر الذي تبدأ أعماله اليوم حتى الخميس المقبل، بأجواء مؤتمر المرشح الديمقراطي هيوبرت همفري في عام 1968، والتي جاءت باحتجاجات واسعة ضد السياسة الأمريكية للإدارة الديمقراطية وقتئذ تجاه حرب فيتنام.
وعلى الرغم من أن التظاهرات حينئذ منذ 56 سنة، كانت عادية في بدايتها، إلا أنها تحولت إلى "مأساة" بعد فقدان الشرطة السيطرة عليها، واستخدمت العنف مع المتظاهرين.
وكان لذلك تأثير على خسارة مرشح الحزب الديمقراطي همفري الداعم للحرب على فيتنام، والذي كان أيضا نائبا للرئيس ليندون جونسون، أمام المرشح الجمهوري ريتشارد جونسون.
لكن خبراء آخرين، رأوا أن مظاهرات 2024 لا ترتقي لمستوى أحداث العام 1968، على الرغم من أنها على نفس التوجه، من حيث الناحية الرمزية والمجازية.
وشددت السلطات الأمريكية التدابير الأمنية لمؤتمر الحزب في شيكاغو والذي يتوقع نزول عشرات الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على مواقف الإدارة الأمريكية الديمقراطية من الحرب على غزة برئاسة بايدن ونائبته هاريس المرشحة على المقعد الرئاسي في نوفمبر المقبل.
يأتي ذلك وسط تنسيق شرطة المدينة مع جهاز الخدمة السرية وغيره من الوكالات لضمان سلامة وسلمية وحيوية المؤتمر، بحسب رئيس بلدية شيكاغو براندون جونسون.
وقال الخبير في الشأن الأمريكي، أحمد ياسين، إن الاحتجاجات حتى الآن مسيطر عليها في إطار حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر، وسط أعداد متوسطة.
وأضاف ياسين لـ"إرم نيوز": "لكن من الممكن أن يتحول الأمر بزيادة الأعداد من خلال حضور محتجين من ولايات أخرى مع الوضع في الاعتبار أن "شيكاغو" تعتبر من أكثر المدن التي تشهد ثقلا وتواجدا كلاسيكيا للجاليات العربية، ما قد يحول المشهد بتصعيد يذهب بتلك الاحتجاجات إلى أعمال شغب في ظل تأهب أجهزة الشرطة للتعامل بشكل حاسم".
وأشار إلى أن "هذا المؤتمر رهان كبير لهاري" ودافع مهم قد يبنى عليه بعض ترتيبات مواجهتها مع المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في المناظرة المرتقبة التي سيترتب عليها مجريات عمل الحملة وما وراء الدعاية الانتخابية".
وأردف أن "برامج الدعاية للمرشحين ستأخذ مرحلة جديدة بعد المناظرة المنتظرة، ومن هنا يعمل فريق "هاريس" على المرور بنجاح من المؤتمر الحزبي بشيكاغو دون مشاكل أو تحولات تذكر وسط ما سيخيم من شبح تكرار ما يعرف بـ"مأساة" شيكاغو في عام 1968".
وتابع: "هناك توقعات بزيادة أعداد المتظاهرين لاسيما وسط وجود منظمات تابعة للجاليات العربية من الممكن أن تدفع بمن هم ذوو أصول عربية أو غير أمريكية رافضين للحرب على غزة إلى احتجاجات شيكاغو، مشيرا إلى احتمالية أن يواجه ذلك أيضا، مظاهرات قد ترفع شعارات ضرورة دعم أمريكا لما يسمى بـ"أمن إسرائيل".
ومن جهته، رأى أستاذ العلاقات الدولية، د.حسين الديك، أن هذه المظاهرات في "شيكاغو" التي تعتبر أكبر مدن ولاية إلينوي المؤثرة وهي تقليديا "زرقاء" محسوبة على الحزب الديمقراطي، تود من حيث المبدأ تقديم رسالة سياسية شبيهة بشكل كبير لما أرادت تقديمه مظاهرات 1968.
وأضاف الديك لـ"إرم نيوز": "لكن حتى الآن لم ترتقي لحجم المظاهرات التي اندلعت منذ 56 سنة، ولكنها من الناحية الرمزية والمجازية هي على التوجه نفسه".
وأشار إلى أنها ذات تأثير، ولكنها لن تكون مؤثرة تجاه موقف الحزب الديمقراطي ومرشحته هاريس من الحرب القائمة في غزة.
ولفت إلى أن الجناح اليساري التقدمي في الحزب الديمقراطي ما زال يضغط على المؤسسة التقليدية للحزب ومرشحته هاريس في ظل انتخابات يتبقى عليها 80 يوما، لكي يكون هناك تعبير عن موقف أكثر موضوعية واعتدال وتوازن حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبين أن "على رأس ذلك، وقف الحرب على قطاع غزة، وأن الانحياز المطلق لـ"تل أبيب" سيفقد المرشحة الديمقراطية بعض أصوات الناخبين التقدميين بالحزب والجاليات العربية والإسلامية إلى حد ما، وأيضا أصوات "التقدميين اليساريين" من اليهود في أمريكا، المناهضين للحرب على غزة".
