ترامب: التحول الذي نشهده في الولايات المتحدة لم يسبق له أن حصل في أي بلد آخر
تثير عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تساؤلات حول تأثير ذلك على مساعي القوى الغربية لاستعادة مواقعها في أفريقيا في مواجهة التغلغل الروسي والصيني.
وفي أحدث خطوة يقوم بها الاتحاد الأوروبي لاستعادة نفوذه الذي فقده جراء موجة من الانقلابات العسكرية في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، عين التكتل مبعوثاً خاصاً به إلى منطقة الساحل الأفريقي.
وواجهت الولايات المتحدة الأمريكية انتكاسات متتالية في الأشهر الماضية، إذ خسرت قاعدة التجسس الرئيسية في النيجر، ولا تزال تواجه صعوبات في التفاوض مع تشاد من أجل عودة قواتها إلى إنجامينا.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى إيجاد حلفاء جدد، خاصة في منطقة غرب أفريقيا التي أصبحت أميل إلى روسيا التي أضحى لها حضور عسكري طاغ هناك خاصة في باماكو ونيامي وإنجامينا.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، على الأمر بالقول إن "لدى الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الخيارات للتعامل مع الواقع الصعب الذي تعاني منه في أفريقيا على غرار مشروع ممر لوبيتو الذي سيسعى دونالد ترامب إلى تسريع وتيرة إنجازه، خاصة أنه يولي اهتماما كبيرا للتنقيب على المعادن والنفط".
وأضاف كايتا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "ترامب لن يتراجع في مواجهة الصين وروسيا في أفريقيا لعدة عوامل أولها أنه كان الأول الذي يفرض عقوبات قاسية على بكين، لذلك أتصور أن تكون هناك عودة أمريكية قوية لأفريقيا من بوابة الأمن والاستثمارات بشكل خاص" وفق تعبيره.
وتابع كايتا حديثه أن "الولايات المتحدة الأمريكية تبقى في النهاية غير منبوذة كما هو حال فرنسا ولديها آليات تستطيع من خلالها النفاذ إلى العمق الأفريقي مثل المساعدات العسكرية والاستثمارات في مجال الطاقة، ولا أتوقع أن يكون هناك احتكاك بينها وبين موسكو أو بكين" بحسب قوله.
لكن المحلل السياسي النيجري المتخصص في شؤون أفريقيا، محمد الحاج عثمان، رأى أن "هناك متاعب قد تعيق عودة النفوذ الأمريكي كما كان، أولها أن ترامب لا يعير اهتماما لتعزيز القوات الأمريكية في القارة السمراء كما في العالم بخلاف الإدارات الديمقراطية التي كانت تاريخياً ميالة للتدخل في عدة صراعات" وفق قوله.
وأوضح عثمان في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "ترامب يرفع شعار "أمريكا أولاً" وهو يتجاهل بالتالي الصراعات الخارجية ولا يسعى للانخراط فيها، وبالتالي فإن الدول الأفريقية تبحث عن شركاء وليس عن وصايا عليها، وأولويتها في ذلك استتباب الأمن لذلك فإن الامتناع الأمريكي المحتمل عن الانخراط في حروبها ضد الجماعات المسلحة سيضر أكثر بالمصالح الأمريكية"، وفق تقديره.
وأكد أن "الولايات المتحدة الأمريكية أيضا خسرت العديد من النقاط الحساسة، وخاصة قاعدة نيامي العسكرية بالتالي ستواجه متاعب في ظل إدارة ترامب الجديدة".