تحذير أممي: توقيف رياك مشار يضع جنوب السودان "على شفا نزاع"
انتشرت على الساحة السياسية في فرنسا في السنوات الأخيرة، ظاهرة "الترامبية" بشكل ملحوظ؛ مما يثير القلق والمناقشات حول مستقبل السياسة في البلاد.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الترامبية ظاهرة ترتبط بتصعيد الخطاب السياسي والتشكيك في سيادة القانون، فضلاً عن معاداة الدولة المركزية وتتسق مع أسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية.
ورغم الرفض الواسع لهذه الظاهرة من قبل قطاعات كبيرة في الشارع الفرنسي، إلا أن بعض الأوساط السياسية، خصوصًا في صفوف اليمين واليمين المتطرف بدأت تسعى إلى تبني أساليب ترامب.
من أبرز ملامح "الترامبية" في فرنسا التصريحات الحادة والمثيرة للجدل التي يتبناها بعض السياسيين.
فكما كان ترامب معروفًا بإطلاقه تصريحات مثيرة، فإن بعض السياسيين الفرنسيين، الذين يتبنون أفكارًا مشابهة، يعمدون إلى استخدام خطاب استفزازي لشد الانتباه ورفع شعبيتهم بين قطاعات واسعة من الناخبين.
وأكد التقرير أن هذا الخطاب يتسم عادة بالتشكيك في المؤسسات الديمقراطية التقليدية، بما في ذلك القضاء والإعلام، واتهامها بالتحيز ضد الشعب.
تصاعد الترامبية يُنظر إليها في فرنسا من خلال تنامي الخطاب المعادي للسلطات المركزية، ويعكس استياء جزء من الناخبين من سياسات الحكومة الفرنسية القائمة.
بدورهم، عبّر بعض السياسيين عن رغبتهم في تقليص دور الدولة المركزية، مطالبين بزيادة الصلاحيات للمناطق والمحافظات، في خطوة تشبه محاولات ترامب لفرض سياسات أكثر انغلاقًا على المستوى الفيدرالي الأمريكي.
من جهة أخرى، يشمل الخطاب الترامبي في فرنسا التشكيك في سيادة القانون والنظام القضائي، وهو ما أصبح سمة بارزة في الحملات الانتخابية لبعض الشخصيات السياسية اليمينية.
في هذا السياق، تمثل هذه التصريحات محاولة لتقويض ثقة الشعب في المؤسسات القضائية التي يُفترض أن تكون محايدة ومستقلة.
وعلى غرار ترامب، الذي شن حملات ضد الإعلام والقضاء في الولايات المتحدة، ينتهج بعض السياسيين الفرنسيين نهجًا مشابهًا في تحدي ما يعتبرونه "النخبة" في البلاد.
ولفت تقرير "لوموند" إلى أنه على الرغم من هذا الاتجاه، يواجه دعم الترامبية في فرنسا مقاومة شديدة من فئات واسعة في المجتمع الفرنسي، بما في ذلك الأحزاب السياسية التقليدية من اليسار والوسط، وبعض الفئات السياسية في اليمين التي لا توافق على أساليب ترامب.
ويرى هؤلاء أن تبني هذا الخطاب قد يؤدي إلى تهديد الاستقرار الديمقراطي في البلاد، ويؤدي إلى زيادة الانقسامات الاجتماعية.
في المقابل، يرى مؤيدو هذا الاتجاه أن تبني بعض ملامح "الترامبية" يمكن أن يمثّل فرصة لتجديد الخطاب السياسي في فرنسا، ولا سيما في ظل الشعور المتزايد بالاستياء من النخبة السياسية الحالية وتزايد الانقسامات داخل المجتمع.
ويعبر هؤلاء عن اعتقادهم أن هناك حاجة إلى تبني أساليب جديدة لتحفيز التغيير وإعادة السلطة إلى الشعب.
وختم التقرير بالقول، إن قضية "الترامبية" في فرنسا تبقى موضوعًا مثيرًا للجدل.
وبيّن أنه رغم وجود دعم محدود لهذه الظاهرة في بعض الأوساط اليمينية، إلا أن التحديات التي تثيرها بشأن مستقبل الديمقراطية في البلاد تبقى محل نقاشات مستمرة.