نتنياهو: أقدر عاليا التدخل الأمريكي ضد الحوثيين وواشنطن لا تدخر جهدا في الرد عليهم بشدة
قال خبراء سياسيون إن الانقسامات المتزايدة بين "الحزب الاشتراكي" وحزب "فرنسا الأبية" بقيادة جان لوك ميلانشون تهدد مستقبل "الجبهة الشعبية الجديدة"، وهي التحالف الذي كان يأمل في تقديم بديل موحد لليسار الفرنسي.
ومع تصاعد الخلافات حول المواقف السياسية وأهداف التحالف، يبرز سؤال جوهري بين المراقبين مفاده "هل هذه الانقسامات بداية نهاية التحالف، أم فرصة لإعادة تعريف اليسار الفرنسي؟"
يقول المحلل السياسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، فابريس دوشامب لـ"إرم نيوز" إن "الخلافات داخل الجبهة الشعبية الجديدة تعكس تناقضات عميقة في الرؤية بين الحزب الاشتراكي و"فرنسا الأبية".
وأشار إلى أن "الهجمات المتبادلة بين أوليفييه فور وجان لوك ميلانشون ليست مجرد نزاع داخلي، بل تمثل انعكاسًا لفجوة أيديولوجية عميقة بين جناحين مختلفين في اليسار الفرنسي.
ورأى أن هذه الانقسامات قد تؤدي إلى إضعاف تأثير المعارضة اليسارية في البرلمان وإبعاد الناخبين الذين يبحثون عن بديل موحد لسياسات ماكرون".
ويسعى الحزب الاشتراكي لتحقيق مكاسب تدريجية من خلال التعاون مع الحكومة الحالية، بينما يعتمد حزب ميلانشون على سياسة المواجهة، مما يجعل من الصعب تحقيق وحدة حقيقية.
من جانبها، قالت كريستين ليفرو، الباحثة في "مركز الدراسات السياسية والاجتماعية" بجامعة السوربون، إن "الخلافات المستمرة بين الحزب الاشتراكي وحركة فرنسا الأبية تسلط الضوء على صعوبة تشكيل ائتلاف يساري قوي.
ويحاول الاشتراكيون تقديم أنفسهم كقوة معتدلة ومسؤولة قادرة على التفاوض مع الحكومة، في حين ترى حركة فرنسا الأبية ذلك تنازلاً عن القيم الجوهرية لليسار.
وأشارت ليفرو، في حديث لـ "إرم نيوز"، إلى أن "الحزب الاشتراكي يدير هذه المرحلة بحذر، مستفيدًا من موقعه كوسيط، لكنه يخاطر بفقدان الدعم الشعبي إذا استمر في الابتعاد عن "فرنسا الأبية". وفي المقابل، فإن ميلانشون، رغم خطابه الحاد، يخاطر بعزل نفسه عن بقية اليسار، مما يهدد بضعف الجبهة الشعبية الجديدة على المدى الطويل".
من جانبه، قال أوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، في مقابلة مع صحيفة "لا ديبيش"، إن جان لوك ميلانشون، الذي وصف الحزب الاشتراكي بـ"الخيانة" بسبب رفضه التصويت على حجب الثقة ضد الحكومة، "ليس قائد الجبهة الشعبية الجديدة".
وأضاف فور: "إذا استمر ميلانشون في تنظيم حملات تصفية داخل حزبه عند كل خلاف، فسوف ينتهي به المطاف بمفرده". وأكد أن الجبهة الشعبية ليست حزبًا واحدًا بل تحالفًا، وأن "فرنسا الأبية" لها الحرية في تبني مواقف مختلفة.
وأشار إلى أن الحزب الاشتراكي اختار "التفاوض مع الحكومة لتجنب الأسوأ لمواطنيه". ولفت إلى أن الاشتراكيين يعملون لضمان عدم تضرر المواطنين من سياسات الحكومة مثل خفض المساعدات الطبية.
بدوره، انتقد إيريك كوكرل، النائب عن "فرنسا الأبية"، موقف الاشتراكيين، معتبرًا أنهم ابتعدوا عن التحالف، لكنه دعا إلى محاولة إقناعهم بالتصويت لصالح حجب الثقة في جلسة لاحقة. وأضاف أن هذا التصويت قد يحتاج بين 15 و20 صوتًا من الاشتراكيين لإسقاط الحكومة.
بينما أشاد فور بمواقف الشيوعيين والخضر داخل التحالف، الذين رغم دعمهم لحجب الثقة، أعربوا عن تفهمهم لموقف الحزب الاشتراكي وسعيهم لاستئناف النقاشات مع الحكومة.
وأكد فور أن "الحزب الاشتراكي قادر على التصويت بحجب الثقة في أي وقت"، لكنه يرى أن الوضع الحالي يتطلب الاستمرار في الحوار لضمان مصالح المواطنين.