عاجل

وزير الدفاع الإسرائيلي: المرحلة الجديدة من الحرب تنطوي على فرص ولكنها تحمل مخاطر جسيمة

logo
العالم

استقطاب الناخبين اليهود.. التحدي الأكبر أمام ترامب

استقطاب الناخبين اليهود.. التحدي الأكبر أمام ترامب
المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامبالمصدر: غيتي إيمجز
01 أغسطس 2024، 1:39 م

يواصل الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري  دونالد ترامب هجماته على منافسته في السباق الرئاسي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، غير متوان عن استخدام أوراقه الانتخابية كافة لاستقطاب مزيد من أصوات الأمريكيين.

وتتجه عين ترامب بشكل جلي إلى الناخبين الأمريكيين اليهود، إذ هاجم أكثر من مرة اليهود الذين يصوتون لصالح الديمقراطيين، حتى وصل الأمر به للتشكيك بقدراتهم العقلية، وبأنهم لا يحبون إسرائيل.   

وألقت عملية السابع من أكتوبر، وما تبعها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، وهجمات إيرانية على إسرائيل في أبريل/ نيسان الماضي، بظلالها على المجتمع الأمريكي، إذ تشكل هذه الأحداث عوامل مؤثرة على الناخبين اليهود في تحديد خياراتهم الانتخابية.

ولا يدخر الرئيس السابق والجمهوريون جهدًا في استقطاب الناخبين اليهود، في محاولة للاستثمار في تأثير الأزمات التي تواجهها إسرائيل على اتجاهات الناخبين اليهود، فضلًا عن الانقسام في صفوف الحزب الديمقراطي، واستياء الناخبين اليهود من الأصوات الحزبية الديمقراطية الناقدة لإسرائيل.

عوامل مؤثرة

 ولا تعد إسرائيل قضية وحيدة للتأثير في اتجاهات الناخبين اليهود، فيوجد قضايا داخلية أخرى تحكم خياراتهم، تتعلق بالاقتصاد والحريات والتعليم والصحة.

يضاف إلى ذلك التزام الحزب الديمقراطي بالفصل بين الكنيسة والدولة بوصفها عاملًا مؤثرًا لصالح الديمقراطيين، إلا أن المشهد يختلف في ظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، ولكن ليس بشكل كلي.

ويؤكد معهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" أن المواقف بشأن إسرائيل ومعاداة السامية ستقود الصوت اليهودي، وأنه سيتعين على الديمقراطيين العمل من أجل ذلك في عام 2024.

وقال المعهد إن بيانات عام 2024 عن اليهود، تمثل تغييرًا حقيقيًّا عن العقدين الماضيين، عندما كان تحديد الهوية مستقرًا إلى حد ما. 

وأضاف أنه "في المتوسط، كان 16% من اليهود جمهوريين، وتضاعف هذا الرقم الآن، وفي الوقت نفسه، بلغ معدل تحديد هوية الحزب الديمقراطي نحو 53%، وارتفع 15 نقطة، على حين شكل المستقلون نحو الربع من اليهود بنسبة 27%، وقد اختفوا تقريبًا". 

ووفق المعهد، فإن اليهود في أمريكا ينقسمون الآن انقسامًا كبيرًا حسب الهوية الحزبية، لافتًا إلى أن "استطلاع اللجنة اليهودية الأمريكية كشف أن الجالية اليهودية داخل الولايات المتحدة زادت بشكل جماعي دعمها لإسرائيل".  

ويعتقد 85% من البالغين اليهود الأمريكيين أنه من المهم أن تدعم الولايات المتحدة إسرائيل في أعقاب السابع من أكتوبر، فيما أفاد 57% من اليهود أنهم يشعرون بارتباط أكبر بإسرائيل أو بهويتهم اليهودية بعد السابع من أكتوبر"، حسب المعهد.

وقالت دراسة حديثة أجرتها "Siena College-NY Times"، إن دعم ترامب بين اليهود في نيويورك يتراجع، إذ انخفض من 53% في استطلاع لشهر فبراير/ شباط الماضي، أجرته كلية سيينا، إلى 38% في استطلاع أجري في المدة ما بين 15-17 أبريل/ نيسان الماضي.

وذكر تقرير نشرته صحيفة " تايمز أوف إسرائيل" أن أحداث السابع من أكتوبر وحرب غزة خلقت اضطرابًا كبيرًا في شعور اليهود الأمريكيين بالأمان، على حين قال معهد "جيروساليم سنتر فور بابلك أفيرز" إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لها أهمية كبيرة.

ويرى مراقبون أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يؤدي إلى انقسام الناخبين الديمقراطيين انقسامًا عامًّا.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو يعترف لترامب: تصويت اليهود للديمقراطيين "مجرد عادة"

 اتجاه تاريخي

ووفق مركز بيو للأبحاث عام 2021، فإن  اليهود الأمريكيين يميلون للحزب الديمقراطي غالبًا، على حين يحاول الجمهوريون اليوم كسر هذا الاتجاه التاريخي.

وتشير التوقعات إلى أن تصويت اليهود في الولايات المتأرجحة سيكون هو العامل الحاسم في الانتخابات الأمريكية المقبلة، ويعتمد الجمهوريون على اليهود الأرثوذكس الذين يدعمون إسرائيل بقوة، وهم الطائفة الأسرع نموًّا، ولكنهم الأصغر بين بقية الطوائف، بحسب إذاعة "فويس أوف أمريكا".

ويوجد تباين واضح داخل الكتلة اليهودية؛ فاليهود الأرثوذكس يفضلون الجمهوريين على الديمقراطيين، على حين يفضل غالبية اليهود المحافظين والإصلاحيين الحزب الديمقراطي.

الانتشار

ويصوت اليهود بأعداد كبيرة للغاية في الانتخابات الأمريكية، ويعيش ما بين (72 - 85)% من الناخبين اليهود في الولايات المتأرجحة، وتضم فلوريدا يهودًا بنسبة 3.1%، وتكساس بنسبة 6%، وأوهايو بنسبة 1.3%.

وتمتلك كل من بنسلفانيا وجورجيا وأريزونا وويسكونسن وميشيغان ونورث كارولينا، مجتمعة 87 صوتًا من أصل 270 صوتًا انتخابيًّا لازمًا للفوز بالبيت الأبيض. 

وفي كثير من هذه الولايات الحاسمة (بنسلفانيا وأريزونا، وبدرجة أقل، جورجيا)، قد يكون للصوت اليهودي أهمية خاصة في تحديد النتائج.

وما يحدد نتيجة الانتخابات الأمريكية هو الهيئة الانتخابية، وليس التصويت الشعبي، إذ يتعين على الفائز أن يحصل على 270 صوتًا انتخابيًّا من أصل 538 ناخبًا.

ومما يرجح اتجاه مزيد من الأصوات اليهودية نحو ترامب، مسألة التوافق السياسي والفكري بين ترامب والفصائل اليمينية في إسرائيل، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست الإسرائيلية".  

وأظهر استطلاع نشره معهد سياسة الشعب اليهودي "JPPI"، أن معظم اليهود الإسرائيليين يفضلون ترامب على بايدن (قبل انسحابه) في الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وحسب مؤشر المجتمع الإسرائيلي لشهر يوليو/ تموز لعام 2024، فإن 51% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون ترامب، مقارنة بـ 35% يؤيدون بايدن (قبل انسحابه)، و14% لم يحسموا أمرهم بعد.

282176ba-132a-43ea-9585-24b9756cebc6

الثقل الانتخابي

ويعد يهود أمريكا الذين يشكلون نحو 2.4% من السكان البالغين في الولايات المتحدة، الأكثر مشاركة في الانتخابات من بقية السكان، إذ تصل نسبة مشاركتهم نحو 85%، فضلًا عن تقديمهم التبرعات للمرشحين، ونشاطهم السياسي الفاعل.

ويقدم اليهود للحزب الديمقراطي ومرشحيه نصف مواردهم المالية، على حين يقدمون للحزب الجمهوري نحو ربع نفقات حملته الانتخابية.

وتحدثت استطلاعات رأي متعددة عن تحول محتمل في اتجاهات الناخبين اليهود، وإمكانية حصول ترامب على مزيد من أصواتهم هذا العام، بعد أن حصل على 28% منها مقابل 68% للرئيس الديمقراطي جو بايدن عام 2020.

ويؤكد مراقبون أن تحولًا صغيرًا في مواقف الناخبين اليهود في الولايات المؤثرة، قد يكون حاسمًا لنتائج الانتخابات المقبلة، التي ستحملها صناديق الاقتراع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC