وزير خارجية إيران: منفتحون على مفاوضات نووية غير مباشرة مع واشنطن

logo
العالم

على هامش التسوية في لبنان.. ما سر الخلافات بين باريس وتل أبيب؟

على هامش التسوية في لبنان.. ما سر الخلافات بين باريس وتل أبيب؟
نتنياهو وماكرونالمصدر: أ ف ب
22 نوفمبر 2024، 8:25 م

في ظل الخلافات الفرنسية الإسرائيلية المتصاعدة خلال الفترة الأخيرة، تباهى الإعلام والمشهد السياسي والنخبوي في إسرائيل باستبعاد أو طرد فرنسا من لجنة المراقبة الدولية لتنفيذ ترتيبات التسوية في لبنان.

أخبار ذات علاقة

رغم جولة هوكستين "الإيجابية".. "التشكيك سيد الموقف" في لبنان

وتصر إسرائيل على أن فرنسا لن تكون جزءًا من الاتفاق ولا جزءًا من اللجنة، بسبب المواقف الفرنسية المناهضة لإسرائيل من إدارة إيمانويل ماكرون، وفق القناة 12 الإسرائيلية.

خلافات حادة

وشهد الشهر الماضي فقط مواقف عديدة من الخلافات الفرنسية الإسرائيلية، بعد الكلمات الحادة التي وجهها ماكرون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتراضاً على المستوى الإنساني الكارثي في غزة، واصفاً إياه بأنه "عار على البشرية"، ليرد نتنياهو بهجوم غير تقليدي على الرئيس الفرنسي خلال حوار له مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

وفي هذا السياق، يعطل الخلاف الفرنسي الإسرائيلي إحدى القضايا المهمة التي لا تزال بحاجة إلى حل في إطار التسوية، وهي تشكيل اللجنة التي تشرف على تنفيذ الاتفاق.

وانتقد نتنياهو دعوة ماكرون لفرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل، ووصفه بأنه "مخزٍ"، وغضب أيضًا من بيان ماكرون في وقت سابق، الذي تحدث عن إنشاء دولة إسرائيل بموجب قرارات الأمم المتحدة.

وقال نتنياهو في المقابلة إن هذا "تشويه تاريخي" وإن إسرائيل تأسست على يد جنود "حرب الاستقلال"، وفق وصفه، وقال إن من هؤلاء الناجين من المحرقة.

وبذكر الناجين من المحرقة، أشار نتنياهو مرة أخرى بشكل غير مباشر إلى ماضي فرنسا "المظلم" في ظل نظام فيچي خلال الحقبة النازية.

 

ليس الخلاف الأول 

وليس هذا هو الخلاف الأول بين فرنسا وإسرائيل بسبب التدخل الفرنسي في الحرب الإسرائيلية على لبنان، حيث أثار المؤتمر الدولي الذي استضافته باريس لوقف القتال في لبنان قلقاً في إسرائيل.

ولم تتم دعوة ممثلي إسرائيل وإيران إلى مؤتمر باريس في نهاية الشهر الماضي، بمشاركة وزراء خارجية الدول الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى عضو كبير في الإدارة الأمريكية، وتضمن شروطاً لإنهاء الحرب ضد المصلحة الإسرائيلية.

وأجرى نتنياهو ثلاث مكالمات هاتفية في الأسبوعين الأخيرين مع ماكرون. وفي المحادثة الأخيرة، قال الرئيس الفرنسي لنتنياهو إن مقتل زعيم حماس يحيى السنوار هي فرصة لإسرائيل لإعلان النصر وإنهاء الحرب في غزة ولبنان.

حظر الأسلحة 

وخلق قرار للحكومة الفرنسية صعوبات أمام مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض يورونافال المخصص للمعدات العسكرية البحرية. 

وبعد ردود فعل قاسية من نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلية وقتها يسرائيل كاتس ومسؤولين إسرائيليين آخرين، أصدر قصر الإليزيه توضيحاً يفيد بأن القيود تنطبق فقط على الشركات التي استخدمت إسرائيل منتجاتها في إطار القتال في غزة ولبنان.

ودعا ماكرون إلى وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل، ورد نتنياهو بالقول "معك أو من دونك سننتصر".

وعلى خلفية هذه الانتقادات العلنية المتبادلة، يبرز الاتصال المباشر بين الرئيسين باعتباره استثنائياً. 

ووفقاً للمعلومات الرسمية، فإن ماكرون هو الزعيم الدولي الذي تحدث معه نتنياهو بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة، التي وسعت إسرائيل خلالها عملياتها في لبنان وبدأت الاستعدادات لهجوم محتمل على إيران.

 

قنوات الاتصال الفرنسية 

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لصحيفة "هآرتس" العبرية إن المحادثات بين نتنياهو وماكرون تركزت على التدخل الفرنسي في لبنان، وإمكانية استخدام قنوات الاتصال الفرنسية في لبنان لتعزيز وقف إطلاق النار، مع التركيز على رئيس مجلس النواب نبيه بري المقرب من حزب الله، وأيضاً بشكل مباشر مع الممثلين السياسيين لحزب الله. 

وعلى عكس الولايات المتحدة، فإن بري هو فقط الوسيط الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار.

وهناك فارق آخر بين فرنسا والولايات المتحدة، وهو العلاقة مع إيران، ففي حين تستخدم الولايات المتحدة طرفاً ثالثاً لنقل الرسائل إلى إيران عادة من خلال قطر أو السفارة السويسرية في طهران، التي يعتقد رسمياً أنها تمثل المصالح الأمريكية في البلاد، فإن فرنسا لديها طرف ثالث، وهو قناة مباشرة مع الإيرانيين.

 وتحدث ماكرون قبل أسبوع ونصف مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ودعاه إلى دعم وقف إطلاق النار علناً في غزة ولبنان. وبعد يومين جرت محادثة بين ماكرون ونتنياهو.

وطرح نتنياهو قضيتين أخريين تزعجانه، الأولى مذكرة التوقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والثانية احتمال انضمام فرنسا إلى إسبانيا وأيرلندا ودول أوروبية أخرى والاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية.

أخبار ذات علاقة

بوريل: الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس هدية لحماس

 

موقف فرنسا 

وفي تصريحاته العلنية في الأشهر الأخيرة، دعم ماكرون استقلال المحكمة الجنائية الدولية ورفض إدانة طلب إصدار أوامر لاعتقال نتنياهو وغالانت.

 وحول موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال المصدر الدبلوماسي الفرنسي لـ"هآرتس" إن الحكومة في باريس تدرس الموضوع، لكن لا يوجد جدول زمني حالياً.

وتسعى فرنسا منذ فبراير شباط الماضي إلى وقف الحرب في لبنان، وقدمت خطوطاً عريضة لبيروت وتل أبيب، ليست مختلفة كثيراً عن المطالب الإسرائيلية في المبادرة الحالية.

ولم تتجاوب إسرائيل مع هذه المبادرات لأنها كانت تريد توحيد الحروب في مواجهة توحيد الجبهات، بينما هي الآن تسعى لتفريق الجبهات مع إنهاء الحروب.

وترتبط فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان، ولديها 20 ألف مواطن هناك، ونحو 800 جندي كجزء من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

مسألة وهمية 

وعلق الخبير في الشؤون الأوروبية الدكتور ضياء حلمي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، بالقول إن الخلافات الفرنسية الإسرائيلية مسألة وهمية.

فرنسا ليست على خلافات سياسية استراتيجية أو جادة مع إسرائيل

ضياء حلمي، محلل سياسي

وأوضح بالقول: "لا توجد خلافات حقيقية بين فرنسا وإسرائيل، فباريس توافق تماماً على ما تفعله إسرائيل في لبنان.. هي فقط مسألة مواءمات سياسية، حتى لا تفقد فرنسا صورتها بالكامل في لبنان، والأخيرة بعدم خبرة سياسية تتصور أن فرنسا دولة صديقة وأن باريس لن تقبل تدمير بيروت".

وأضاف حلمي: إنها بشكل واقعي مصالح، واتفاق كامل بين دول تتقاسم النفوذ في الشرق الأوسط على حساب بعض السياسيين، أو كثير من السياسيين في لبنان وسوريا والعراق.

وتابع الخبير المصري قراءة المشهد بالقول إن "فرنسا ليست على خلافات سياسية استراتيجية أو جادة مع إسرائيل، وتريد حفظ تواجدها السياسي في لبنان، كما تريد أن تحافظ على صورتها القديمة في أنها تناصر الحقوق العربية.. والذي يدل على ذلك أن إسرائيل لوحت كثيراً قبل غزو لبنان بأنها ستضرب وتجتاح الجنوب اللبناني.. فأين كانت فرنسا؟".

وحول ما تردد عن عدم استقبال فرنسا للشركات العسكرية الإسرائيلية في المعرض العسكري بفرنسا، قال حلمي إن هذا ليس رداً مؤثراً أو مناسباً على ما فعلته وتفعله إسرائيل في جنوب لبنان ومدنه المختلفة.

حقيقة الموقف الفرنسي

وأشار حلمي إلى أن البعض قد يذهب إلى تأثير التلاسن في التصريحات بين نتنياهو وماكرون، ورفض تل أبيب تدخل ماكرون في تسوية لبنان، معتبراً أن هذا تحديداً يؤكد عدم جدية الخلافات السياسية بين إسرائيل وفرنسا.. لأن السياسة الدولية وحروب الدول لا يكون الرد عليها بهذا الحجم، أو بهذا الشكل.

وأوضح: على سبيل المثال لم تطلب فرنسا من أي مؤسسة أممية أو دولية جلسة لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، التي راح ضحيتها مدنيون وأطفال، كما لم تطالب بإصدار قرار إدانة صريح، بل حتى أنها لا تدعم أوامر اعتقال الجنائية الدولية لنتنياهو وغالانت، وهي تقف بجانب إسرائيل، في مفاجأة، رغم أن الإسرائيليين لا يرون ذلك بشكل مباشر.

وخلص حلمي إلى أنه يمكن وصف ما يحدث بأن هناك خلافات فرنسية إسرائيلية محدودة وليست استراتيجية، ومصالح فرنسية معرضة للخطر في لبنان ليس أكثر، ولذلك تحاول باريس خلق مكان لنفسها في المشهد للنهاية، وهذا ما لا تريده إسرائيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات