تاس: زعيم كوريا الشمالية يستعد لزيارة روسيا
أكد خبراء في الشأن الإيراني أن الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران وانعكاسات العقوبات الدولية، تفرض على طهران تغيير نهجها في التعامل مع واشنطن والغرب.
وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيبحث عن حلول جديدة، لاسيما مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم، لافتين إلى أن المشهد الإيراني الآن بات في أصعب أوضاعه.
وكان بزشكيان أكد أنه لا مناص من تعامل طهران مع الولايات المتحدة وإدارة العلاقات المتوترة معها.
وقال لوزراء خارجية إيران السابقين: "شئنا أم أبينا، سيتعين علينا التعامل مع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية، ولذا من الأفضل أن ندير هذه العلاقة والمواجهة بأنفسنا".
ويقول المحلل السياسي، طاهر أبو نضال، إن السلطات في إيران تمر بضغوط صعبة داخليا وخارجيا، لاسيما مع الظروف الاقتصادية والأزمات الاجتماعية، وما وصلت إليه البنية التحتية من تهالك في الداخل، فضلا عما آلت إليه الأذرع الإيرانية في المنطقة، لاسيما حزب الله وميليشيا الحوثي.
وأكد أن هذه أمور تحمل تداخلات تجبر طهران على الخوض في محاولات فتح النوافذ لمفاوضات من الممكن أن تخفف آثار العقوبات التي لا تنتهي عواقبها.
وبين أبو نضال أن هذا التلويح من جانب بزشكيان لا يعني أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستقبل بأي "تقية سياسية" من إيران، وأكد أنها ستقف جيدا أمام ما ستتعهد به طهران عبر أي مفاوضات تتعلق بتوسعاتها أو برنامجها النووي، ولن يترك الأمر دون تأكد من عدم المراوغة كما تكرر مع الغرب في أكثر من مناسبة سابقا.
وقال إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إذا قبل بخوض مفاوضات مع طهران، سيخضع ذلك لتجارب ومراحل.
وأضاف أبو نضال أن الرئيس بزشكيان ليس لديه خيار سوى العمل في سياق تغير النهج والبحث عن حلول، لاسيما أن المشهد الايراني بشكل عام في أصعب ظروفه.
ولفت إلى تصريحات من شخصيات اقتصادية مؤخرا تؤكد أن استمرار الأوضاع بهذا الشكل سيؤدي إلى انهيار العملة الإيرانية.
وذكر أن طهران تحاول "فتح النوافذ"، إلا أن هذه المحاولة تصطدم بالإدارة الأمريكية بمكوناتها من "الصقور"، ولن يجري قبول نهج التفاوض بسهولة.
ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية بمركز ستاندرد للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، فرهاد عمر، أنه في ظل ما وصلت إليه إيران في الداخل وسط الاضطرابات وتردي الأحوال الاقتصادية والعقوبات الدولية الخانقة، فإن فكرة الدولة في إيران ترتفع في الوقت الحالي على فكرة الثورة.
وأوضح "عمر أنه وسط هذه الأزمة الاقتصادية في إيران وانعكاساتها الاجتماعية والسياسية فإن بزشكيان سيكون له القول، وسيكون الاتجاه بالتفاعل والتعاطي مع العديد من الملفات المتعلقة بسياسة إيران الخارجية وأيضا مع شروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار إلى مساندة من نجل المرشد، مجتبى خامنئي، الذي قال إنه "يدير الحكومة في الخفاء".
وأضاف عمر أن بزشكيان سيسير في طريق التعاطي مع "أمريكا ترامب" بعد أن وقف على كافة المستجدات ومدى التهديد الذي تتعرض له إيران، لاسيما أنه يدرك حجم المخاطر منذ زيارته إلى الولايات المتحدة في سبتمبر أيلول الماضي، خلال حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، "حيث ذهب بوجه وعاد بوجه آخر".
وأكد أنه تعرف على إستراتيجيات تعامل أصعب سيتم اتباعها مع طهران، وهو ما جعله يخرج بعد العودة على التلفزيون الرسمي ويقول علنا إن "إيران مهددة".