الاتحاد الأوروبي: لا يجب أن يكون لحماس أي دور بغزة في المستقبل

logo
العالم

بعد أيام من دخول "إم 23".. فوضى ورعب وتحديات هائلة في غوما

بعد أيام من دخول "إم 23".. فوضى ورعب وتحديات هائلة في غوما
قافلة مدرعة تعبر مدينة غوما في الكونغو الديمقراطيةالمصدر: ا ف ب
01 فبراير 2025، 10:48 ص

تواجه مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تحديات جيوسياسية وإنسانية هائلة بعد 5 أيام من دخول حركة "إم 23" المدعومة من رواندا إلى المدينة.

والهجوم الذي بدأ في 23 يناير 2025 أسفر عن مواجهات عنيفة، ليترك المدينة غارقة في الفوضى والدمار، حيث يواجه سكانها مستقبلًا غامضًا.

أخبار ذات علاقة

معارك غوما.. 700 قتيل وآلاف الجرحى في الكونغو الديمقراطية

مشاهد دمار صادمة 

ووفقًا لتقرير مجلة "جون أفريك" تشهد شوارع غوما مشاهد دمار صادمة، إذ تنتشر الذخائر والزي العسكري للجيش الكونغولي في الشوارع.

وكان الجيش الكونغولي عاجزًا عن مواجهة الهجوم السريع للمتمردين، ما اضطره إلى الانسحاب نحو مدينة ساكي، تاركًا وراءه الجثث والمركبات والأسلحة، ما جعل السكان المحليين في حالة من الرعب، خشية أن تقع هذه الأسلحة في أيدي جماعات مسلحة أو عصابات تواصل نشر الفوضى.

أعداد الجرحى تفاقم الأوضاع

وأوضح التقرير أنه في المستشفيات، لا تقل الأوضاع سوءًا، حيث تعمل المنظمات الإنسانية مثل الصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود على معالجة الإصابات، ولكن الأعداد الكبيرة للجرحى تجعل الوضع صعبًا للغاية. 

وكشف التقرير أن مستشفى ندوشو، الذي يعد أحد أكبر مراكز العلاج في المدينة، يعاني من الضغط الكبير نتيجة تدفق أعداد ضخمة من المصابين يوميًا، معظمهم من المدنيين، وبينهم العديد من النساء والأطفال الذين أصيبوا نتيجة الهجمات العشوائية في الشوارع.

وشدد تقرير المجلة الفرنسية، على أن التعداد الدقيق للضحايا لا يزال غير معروف، فبالرغم من الجهود المستمرة للفرق الإنسانية لجمع الجثث، لا يزال الكثير منها مجهولًا، لافتًا إلى أن بعض الجثث ملقاة في الشوارع، بينما قد تكون جثث أخرى تم التخلص منها في بحيرة كيفو. 

وامتلأت المشارح بالجثث، فيما تُرك بعضها في المرافق الصحية، حيث تم تخزين 66 جثة في مستشفى تشاريتي، الذي يقتصر على مساحة صغيرة، في ظروف غير إنسانية.

أخبار ذات علاقة

كيف وصف ترامب الأزمة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا؟

حالة صدمة

وأكد تقرير المجلة الفرنسية أن الأوضاع في غوما اليوم تشهد حالة من الفوضى، وعلى الرغم من عودة بعض الهدوء في أجزاء من المدينة، إلا أن السكان الذين ما زالوا في حالة صدمة يرفضون استئناف حياتهم اليومية، كما أن المحلات التجارية مغلقة، ومحطات الوقود فارغة، ويظل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه غير مؤكد.

سلطة هشة

وتحاول حركة "إم 23"، التي تصف نفسها الآن بأنها القوة المسيطرة على غوما، فرض نوع من النظام، حيث تدّعي أنها قادرة على توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، ولكن سلطتها لا تزال هشة.

ولا توجد نقاط تفتيش رسمية في المدينة، لكن المسلحين ينتشرون في العديد من المواقع الاستراتيجية مثل المطارات والفنادق، ووجودهم المكثّف في الشوارع يثير القلق بين السكان، الذين لا يزالون غير متأكدين من نواياهم على المدى البعيد، بحسب التقرير.

خوف وقلق

ووفق التقرير فإن استيلاء حركة "إم  23"على غوما يثير تساؤلات حول مستقبل المدينة. من جانبها، تقول الحركة إنها "مستعدة لإدارة" غوما، لكن السكان المحليين ما زالوا يعيشون في خوف وقلق بشأن ما ينتظرهم.

وفي 29 يناير/ كانون الثاني، وعدت الحكومة الكونغولية برد قوي على هذه الهجمات، لكن يبدو أن الحركة مصممة على تثبيت سلطتها في المدينة. 

وفي الوقت نفسه، يبدو أن سلطات الإقليم باتت عاجزة عن توفير الإدارة الفعالة، حيث تولّى إيفاريست سوما كاكولي منصب الحاكم الجديد لشمال كيفو، لكنه لم يستقر في غوما، بل انتقل إلى بني، بعيدًا عن المدينة التي خرجت عن السيطرة.

تحديات كبيرة أمام الكونغو

وعلى الساحة الدولية، لفت التقرير إلى أن المجتمع الدولي يواجه ضغوطًا متزايدة، حيث أدانت الأمم المتحدة الهجوم، فيما دعا الاتحاد الأفريقي حركة "إم 23" إلى "إلقاء أسلحتها"، ولكن دون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

وخلص التقرير إلى أن الوضع في غوما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الكونغو الديمقراطية، عبر حرب مستمرة منذ عقود، وتعدد الأطراف المتورطة، وشعب يعاني في ظل غياب الاستقرار، مشددًا على أن الوضع في غوما يمثل معركة بين الأمل في السلام، والخوف من جولة جديدة من العنف، حيث تبقى المدينة معلقة بين احتلال جديد وحياة مليئة بالشكوك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات